القهوه العربيه عنوان الضيافه - هنا الترابين

عاجل

مدونة تهتم بتراث وعادات وتقاليد قبيلة الترابين

السبت، 15 مارس 2014

القهوه العربيه عنوان الضيافه


القهوة العربية هي وسيلة التكريم الأولى في المجالس العربية وقد جرت العادة عند قبائل العرب أن أول ما يقدم للضيف هي القهوة لما لهذا الضيف من احترام وتقدير كبيرين...

والكرم عند العرب من القيم التي يحرصون عليها ورمز الكرم عندهمبالدرجة الاولى شبة النار والقهوة ومسامر الضيف


القهوة العربية كما يقال افضل صحيا من انواع القهوة الاخرى
من حيث التحميص وعدم استخدام السكر كما انها تحتوي على مادة الكربون
التي تساعد على الهضم وتنشيط الجسم.
يذكر ان شجرة البن دائمة الخضرة تنمو طبيعيا في المناخ الاستوائي
الذي يكون حارا رطبا في موسم النمو وحارا جافا في موسم القطاف
ويبلغ ارتفاعها ستة امتار او اكثر لكنها تقلم كي لا ترتفع اكثر من نحو اربعة امتار،
وازهار البن بيضاء وثمراتها حمراء وتلقيحها ذاتي ويتم نموها من 6 الى 8 اعوام
وتحصد حبوب البن بالالات او بطريقة الهز وتجمع وتنقع في مغطس او في سيل ماء لتزول مرارتها.
ويقال أن افضل أنواع القهوة ( الخولاني ) نسبة الى بلاد في اليمن أسمها خولان
أما الأدوات المخصصة للقهوة واسمها الدارج ( المعاميل ) وقد اختفت في زمننا هذا واستبدلت بأواني حديثة
فالمعاميل التي أذكرها تتكون من :
الدلة : وهي إناء من النحاس يهتمون بنظافنها وتلميعها في المناسبات
والمحماس : وهو عبارة عن إناء من النحاس أو الحديد الصلب له يد بطول 30 سم تقريبا
يحمصون فيه القهوة على النار
والمصفاة : وهو إناء يضعون به الماء والقهوة لتغلي ثم يسكبونها في الدلة بعد إضافة البهارات ( الهيل )( الزعفران ) ( العويدي - المسمار - القرنفل )
والنجر (منادى): وهو إناء من النحاس أو البرونز وهو خليط من القصدير والنحاس له شكل وصوت جميل عندما تدق فيه القهوة
والمبرادة : وهي إناء من الخوص تترك فيه القهوة بعد الحمس لتبرد قبل دقها في النجر
والملقاط
البيز أو (اللطوة) : وهو أداة مصنوعة من قماش لإمساك الاواني الحارة
المركـّب أو المنصب : وهو أداة من الحديد بثلاثة أرجل لحمل الاواني على النار (وان لم تكن متوفرة فيضعون ثلاث أحجار بدلا منها وتسمى في اللغة الاثافي .)

وقد أطلق أهل البادية مسميات خاصة على الفناجيل المقدمة فأصبح لها مفاهيم ودلالات معروفة حيث قسمت فناجيل القهوة إلى ثلاثة أنواع : فنجال الضيف - فنجال الكيف - فنجال السيف .

فالأول فنجال الضيف : وهو تكريم للضيف كما أنه بمثابة العيش والملح .

والثاني فنجال الكيف : والتذوق أي أن القهوة قد طابت للضيف لأن البدو يتحاشون أي انتقاد للقهوة ويحرصون على التفنن في طريقة إعدادها ومذاقها لتطيب لشاربها .

والثالث فنجال السيف : وهو يعتبر عهدا بالدفاع المشترك بين المعزب والضيف أي أن الضيف الذي يشربه ملزم بالدفاع عن بيت مضيفه فيما لو حصل خطب كغارة أو غزوة .

وفي مناسبة أخرى يكون فنجال السيف رمزا للتحدي حيث يتقدم أحد الفرسان لشرب فنجال فارس مشهور من قوم معادية ويتعهد بقتله وبذلك يكون ملزما بمنازلته في المعركة واجمالا فنجال السيف يعني القوة والمنعة والشرف فالفنجـال الأول ( الهـيف ) وهو الفنجال الذي يحتسيه المعزب أو المضيف قبل ما يمد القهـوة لضيوفه قديما : كانت تسري هذه العادة عند العرب ليأمن ضيفهم من أن تكون القهوة مسمومة حديثا : جرت هذه العادة ليختبر المعزب جودة وصلاحية القهوة قبل تقديمها إلى الضيوف خوفا من أن لا تكون قد عملت بطريقة صحيحة أو نحو ذلك .

الفنجـال الثاني ( الضـيف ) : وهو الفنجـال الأول الذي يقدم للضيف وهو واجب الضيافـة وقد كان الضيف قديما في البادية مجـبرا على شربه إلا في حالـة العداوة أوأن يكون للضيف طلب صعب وقوي عند المضيف فكان لا يشربه إلا بعد وعـد من المضيف أو المعزب بالتلبية وقد كان من عظائم الأمـور أن يأتي إنسان إلى بيتك ولا يشرب فنجالك إلا بعد تلبية طلبه فأنت حتما مجـبر على التلبيـة وإلا لحق بك العـار عند النـاس .

الفنجـال الثالث ( الكـيف ) : وهو الفنجـال الثاني الذي يقدم للضيف وليس مجـبر على شربه ولا يضير المضيف إن لم يشربه الضيف إنما هو مجـرد تعديل كيف ومزاج الضيف وهو أقل فناجيل القهـوة قـوة في سلوم ( عادات ) العرب .

الفنجـال الرابـع ( السـيف ) : وهو الفنجـال الثالث الذي يقدم للضيف وهذا الفنجـال غالبـا ما يتركـه الضيف ولا يحتسـيه لأنه أقـوى فنجـال قهـوة لدى عرب الباديـة إذا أنه يعـني أن من يحتسـيه فهـو مع المضيف في السـراء والضـراء ومجـبر على الدفـاع عنه بحـد السـيف وشريكه في الحـرب والسلم يعادي من يعاديه ويتحالف مع حلفـاؤه حتى وإن كان من بين حلفائه من هم أعداء له في الأصل ( أعداء للضيف ) فقد كان هذا الفنجـال عبارة عن عقد تحـالف عسكري ومدني وميثاق أمني ما بين الضيف والمضيف، وقد كان هذا الوضـع يحمل النـاس أمورا شداد ويواجهون الموت والدمـار بسببه، فلذلك كانوا يتحاشـونه ويحترصون منه أشـد الحـرص أما شرب أكثر من ثلاثة فناجـيل فعادة يعملها أهل وذوي صاحب القهوة وأفراد قبيلته وأنسبائه وذوو الدم .

من عادات وطرق صب القهوة :-

للقهوة عادات لصبها لدى أبناء البادية منها :-

1- مسك الدلة باليد اليسرى والفناجيل باليد اليمنى .

2- الوقوف أثناء صب القهوة .

3- الإنحاء إثناء تقديم الفنجال .

4- أن تقول لمن تقدم له الفنجال تقهو أو سم أو تفضل أو خذ أو أذكر الله أو صل على النبي .

5- الاعتدال بعد صب القهوة .

6- حمل الفناجيل باليد .

7- أن تبدأ بالوالد .

8- أن تبدأ بمن في صدر المجلس .

9– أن لا يصب القهوة أحد الضيوف .

10- أن لا يصب القهوة الأب والابن موجود .

11– أن لا يصب القهوة الأخ الأكبر في وجود أصغر منه سناً من إخوته .

12– أن لا يصب القهوة الكبير في وجود من هو أصغر منه سناً .

13– أن لا يبدأ بصب القهوة من اليسار .

14- أن تبدأ باليمين .

15- التخزير : وهو أن يعطي أول فنجال للضيف أو للأمير أو لشيخ القبيلة أو عقيد القوم أو الفارس الشجاع أو للكريم أو للأب أو للأكبر سناً أو لمن يجلس بصدر المجلس، يقول الشاعر الشيخ / فرحان الأيدا :-

16- السوق أو القص أو الدور : وهو أن يبدأ بصب القهوة من يمين المجلس دون النظر لمكانة الجالسين،

قواعد تقديم القهوة :-

من أهم قواعد تقديم القهوة للضيوف ألا يملأ المضيف الفنجان بالقهوة فكلما قلت كمية القهوة في الفنجان، كلما دل ذلك على شدة الكرم ويجب أن تكون الكمية المقدمة للضيف في حدود ثلث الفنجان فقط، أما إذا وصل مستوى القهوة إلى نصف الفنجان فأكثر فهذا يدل على أن هذا الضيف غير مرحب به من قبل المضيف وعليه أن يغادر سريعا .

ودلال القهوة تصنع من النحاس الأحمر والأصفر وتوضع أمام الضيوف بالقرب من الوجار وهي رمز للكرم والجود لدى أبناء البادية،

عدد الدلال :-

يختلف عدد الدلال التي تصنع بها القهوة لدي أبناء البادية فمنهم من يصنع القهوة في أربع دلال وتسمى هذه الدلال الأربع بما يلي :-

1- المصفاة : وهي أكبر الدلال التي توضع بالقرب من النار وتصفي فيها سريب القهوة بعد الانتهاء من صب القهوة .

2- المطباخة : وتسمى أيضاً اللقمة وهي أقل حجماً من المصفاة وسميت بذلك لأنها تطبخ بها القهوة حتى تغلي وتكون صالحة لوضع البهارات على القهوة .

3- المبهارة : وهي أقل حجماً من المطباخة وهذه الدلة توضع بها البهارات وتصب عليها القهوة من المطباخة ثم تقرب من النار .

4- المزله : وهي أصغر الدلال وتصب فيها القهوة من المبهارة التي وضعت على النار لتقدم للحاضرين وذلك لخفة وسهولة حملها بحيث لا تتعب صباب القهوة،
ومنهم من يصنعها في ثلاث دلال وهي المصفاة والمطباخة والمبهارة وتصب للحاضرين مباشرة من المبهارة بعد تسكير فمها بالليف كي لا ينزل الهيل في الفنجال،
ومنهم من يصنعها في دلتين وهي المطباخة والمبهارة تستخدم الأولى لطبخ القهوة والثانية تبهر فيها وتصب للحاضرين منها مباشرة،

وبقي أن نذكر أن هناك فنجـال ( الفارس ) حيث يكون هناك من يطلب شخص ما بدم أو ثأر أو ما شابه إن كان شيخ القبيلة أو كبير في السن أو إمرأة يجمع شباب القبيلة وفرسانها ويصب القهوة في الفنجال ويرفعه عاليا على رؤوس الأشهاد وأمام الجميع ويقـول : هــذا فنجـال فـلان بن فـلان من يشربـه ؟ أي من يأخذ حقنا أو ثأرنا أو دمنا منه ؟ فيقوم أحد الفرسان ويقـول : أنا له ويأخذ الفنجـال ويشربـه . ويذهب في طلب هذا الشخص ولا يعـود إلى قبيلته إلا بعد إحضـار البينة على أنه انتقم لصاحب الفنجـال من الشخص المطلوب وإلا فله أحد خيارين : إما أن يجلي من قبيلته ولا يعـود لها أبد لما لحقه من ذل وعار وصم بها جبينه وإما أن يعود محملا بالخزي والعار ويصبح مدعاة لسخرية أفراد القبيلة صغيرها وكبيرها رجالا ونساء ولا يتزوج منها ولا يخرج للحرب مع فرسانها ...

وهذه قصيده للشاعر عنيز بن سالم الترباني الشاعر النبطي في وصف القهوه حيث قال:

يا مبهر الفنجال من بطن دلة
عطني ثلاثة صبهن بانبساطي
الاوله غديت للرجم ظله
والليل قضيناة بين العواطي
البارحه لما مضى الليل كله
يتقودوهن بين عالي وواطي
لحقن ولحقوا فوقهن زي الغوالة
يميلن من العالي طريق الهباطي
والزاد كمل والروا صار قلة
لامالن الطلعه يسيرن فطاطي
يلفن على اللي بكرجه في محله
حاسب حساب اللي يجنة نواطي
يا رب لاتكتب على العبد زلة
يغدا زمانة بين صايب وخاطي
يركب اللي دورعة زاهي لة
ضامر وقطع عيشتة في الرباطي
تلفي هذاك وفي سريرة تقول له
يفزع مع اللي يلحقن لا يطاطي
حتى يذوق مسهلبات الأخلة
من عين قرم يجي على راس واطي
لاهو حلاله الشجر يستحله
ولاحرمه رب السما والمعاطي
والله ثلاث اديان والله والله
قادر أقول ان مقطع العبد واطي

وقال ايضآ:
لي ونة(ن) ما ونها كل رجال
وأصبحت أسوي لمخة الراس فنجال
تميت أصفي ماه من جملة دلال
منه فضلت أنقل من الراس ما قال
غير واحد(ن) وهويته زي هواتي
بنه وهاله كلهن مشتراتي
لما غدا حبه على مشتهاتي
واللي انكتب للعبد لا بد يأتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق