حكم إلى بكلر بك مصر والناظر :
أرسلت رسالة إلى سيدتي العليا أبلغت فيها إنه صدر أمر بتعمير الموضع المسمى العقبة والواقع في طريق مكة , وأن عمر بن شاهين شيخ عشيرة بني عطية (2) وهي من العشائر العربية في تلك الأرجاء قد قدم معلناً طاعته , وعند المباشرة بتعمير العقبة لم يتفان من إسداء الخدمات المفيدة , وقدم الدعم بالشكل اللازم كما بذل جهوداً كبيرة في نقل الحمولات الخاصة بأمير الحج من الحبوب المتعلقة بالدشيشة إلى السويس , ومنذ سنة وهو على الطاعة ويؤدي الخدمة ولهذا إذا صدر الأمر بمنح المذكور كمية من الصرة على شكل مبلغ نقدي وكمية من القمح من المخازن الخاصة فإنه سيقوم بالاعتناء بالمواضع المذكورة ويحرسها , كما يقوم بتعمير الأماكن التي يلزم تعميرها ويحافظ عليها , كما أبلغت في العرض الذي أرسلته إلى آستانة سعادتي إن المحل المذكور تم تعميره بحيث أنه عندما سقطت عليه الأمطار تفاعلت أحجاره ببعض ثم أريد تجربة مدى مفاومته وذلك بضرب المعول عليه فلم يمكن خلع أي جزء منه فإن هذا المحل ليس بحاجة إلى التعمير في الوقت الراهن , كما أنه خصص للطائفة المذكورة صرر معينة من الميري ويتم منحها لهم سنوياً على يد أمير الحج , ولكن لم يبين في العرض مقدار ما يعطي لهم , ولم يذكر ما يلزم منحه لعمر بن شاهين المذكور وما يستحقه ولهذا أمرت : أن تنظر في الأمر وتبلغ عن مقدار ما يتم منح المذكورين من الخزينة مقابل خدماتهم , وماذا يستحقون خلاف ذلك ؟ وما هو المقدار المناسب لهم , ثم تعمل وفق ما يصدر مني من أمر سلطاني . في 12 رمضان سنة 951هـ - 28 كانون الأول ديسمبر 1544م .
_________________________________________
(1) : بكلربك : من ولاة مصر في عهد العثمانيين وكانوا يعرفون في أوقات شتى بألقاب مختلفة منها بكلر بك أو الوالي .
(2) : المقصود بشيخ عشيرة بني عطية : هو شيخاً على الدرك المسمى ( درك بني عطية ) وهو من يستلم مقررات الدرك من العائد ويسلمها للترابين , والمساعيد , والوحيدات , والرتيمات . وهو شيخ العربان وشيخاً على بني عطية وهو ليس منهم نسباً ولكنها المنافع التجارية على طريق الحاج حيث أن الشيخ عمر بن شاهين الوحيدي ( من وحيدات الترابين ) وكان شيخ المنطقة حسب ما جاء في الوثائق العثمانية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق