شعير غزة يشحن الى بلاد الإنجليز في سنة 1933م لأجل استعماله في صناعة البيرة
اشتهر قضاء بئر السبع بزراعة الشعير وكان الفائض منه يصدر للبلدان المجاورة والخارجية عن طريق ميناء غزة وكانت غزة على مر التاريخ مستودع الجنوب الفلسطيني للحبوب وكانت مقصداً لعربان الدول المجاورة شرق الأردن وسيناء وشمال الحجاز وهو من المحاصيل الهامة في العالم القديم في عصور ما قبل التاريخ ويأتي في المركز الثاني بعد الحنطة وقد استخدم كغذاء للإنسان في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين كان بدو السبع يزرعون كل انواع الحبوب بطرق بدائية ومنها الشعير ناثرين البذار التي يحملونها في طيات ثيابهم ترمى متفرقة على التربة بعكس الحنطة التي وجبت تغطيتها بالتراب لذلك كانت تطمر في التراب وجعل حيوانات الجر كالبغال والحمير تدوسها أو بحرث الأرض مرة أخرى , وعود على بدء كانت ميناء غزة في الماضي من أهم موانيء فلسطين واكبرها وأكثرها حركة في تصدير المحصول الفلسطيني من الشعير الى البلدان الخارجية , وقد ظل هذا حالها حتى جاءت السنوات العجاف الأخيرة التي ضربت معظم دول المنطقة فقل شأن تلك الميناء وضعفت حركتها ولم تصدر من الشعير الا كميات قليلة جداً لا تذكر في سنتي 1928, 1930م وفي سنة 1933م بدأ يعود الى ميناء غزة زهزها بالماضي , فقد وصلت الباخرة اليونانية ( بونارس ) وأخذت تشحن الكمية المعدة لها من الشعير وتقدر بثلاثة الآف طن لاصحابها الوجيه يوسف الصايغ واخوانه والوجيه عطا الشوا , وبعد أن يتم شحن هذه الباخرة وتقلع بحمولتها تصل الباخرة ( برليني ) لتشحن خمسمائة طن اخرى من الشعير اشتراها أحد تجار بيروت نسيم افندي طبارة والخمسماية طن هذه التي اشتراها التاجر البيروتي والثلاثة الآف طن التي تشحن بها الباخرة ( بونارس ) إنما تؤخذ من غزة لتشحن الى بلاد الإنجليز من أجل استعمالها في صناعة البيرة ذلك ان محصول قضاء غزة من الشعير يفضل على غيره مما يزرع في بلاد العالم الاخرى لكثرة عصيره ولذة بيرته كما يقول اصحاب تلك المصانع وهذه الكمية التي بيعت للخارج تفيض عن حاجة البلاد المحلية الى الشعير وهي غير الكمية التي صدرتها غزة الى الاسواق المحلية في فلسطين والمناطق المجاورة. " اسماعيل بن عياد "
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق