ما قيل في الحسد والحسود :
قال رجل لعمرو بن عبيد " اني لارحمك مما يقول فيك حاسدوك " قال : افتسمعني أقول فيهم شيئاً قال : لا قال : اياهم فأرحمهم فإنهم معذبون وأنا منعم , وقال بكر بن عبد الله : ذنبك الى الحاسد دوام النعم من الله عليك : قال عبد الملك الحجاج " انه ليس من أحد الا هو يعرف عيب نفسه فعب نفسك, وقال حكيم من العرب : " الحسد من تعادى الطبائع واختلاف التركيب وفساد مزاج البنية وضعف العقل والحاسد طويل الحسرات " وقال ابن المقفع : " أقل ما يناله تارك الحسد انه يصرف عن نفسه عذاباً ليس بمدرك به حظاً ولا غائظ به عدواً فأنا لم نر ظالماً اشبه بمظلوم من الحاسد , طول اسف ومحالفة كآبة وشدة تحرق ولا يبرح زارياً على نعمة الله ولا يجد لها مزالا ويكدر على نفسه النعمة فلا يجد لها طعاماً ولا يزال ساخطاً على من لا يترضاه ونسخطاً لما لن ينال فوقه فهو منغص المعيشة دائم الألم محروم الطلبة , لا بما قسم له يقنع , ولا على ما لم يقسم له بغلب والمحسود يتقلب في فضل الله مباشراً للسرور منتفعاً به ممهلاً فيه الى مدة ولا يقدر الناس لها على قطع وانتقاص " وقيل للحسن البصري
( ايحسد المؤمن أخاه ) فقال : ( أنسيت أخوة يوسف ) وقال الشاعر : كل العداوة قد ترجى أمانتها .. الا عداوة من عاداك من حسد , وقال الأصمعي رأيت اعرابياً قد أتت له مائة وعشرون سنة فقلت له : ما اطول عمرك فقال : تركت الحسد فبقيت معافى وقال بعض اطباء العرب أكثر الاسباب التي توارد مرض السل الى الجسد انما هو الحسد وقال زيد بن الحكم في هذا المعنى شعراً يخاطب به حسوداً :
تملأت من غيظ علي فلم يزل بك الغيظ حتى كدت بالغيظ تنشوي
وما برحت نفس حسود حشيتها تذيبك حتى قيل هــــل أنت مكتوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق