{ قرط الحصى ودفنها }:
كثيراً ما نسمع المرء, اذا ما استمع الى المتقاضين من البدو كلمة الحصى جمع حصاة وهي الحجارة الصغيرة ولذلك حق علينا أن نبحث المعنى المقصود منها ومواقع استعمالها وشروط ذلك. هنالك تعابير ثلاثة لها صلة بهذا الموضوع وهي ( الحصى) و (دفن الحصى) و( قرط الحصى) فيستعمل العرب الحصى لجل التعبير عما يكنونه في حل مشاكلهم ذلك لنهم اميون والحصى هي الآلة الوحيدة المتيسرة لديهم لأجل تدوين الشيء أو ذكره , أما ( الحصى) وحدها فانها تذكر عند البدء في الخصام وذلك لأجل تعيين نوع الدعوى فقط. فاذا اختلف زيد مع عبيد حول قضية واتفقا على ان يترافعا أمام أحد القضاة عن تلك القضية فقط يقول الواحد منهما للآخر ( هذه حصلاتي عن الشيء الفلاني) .
ولا يجوز في هذه الحالة التكلم أمام القاضي عن غير ذلك. واما اذا لم يستطع المدعي عليه ان يقنع المدعي في حصر دعواه او ابى المدعي الا ان يتكلم في جميع مصالحه أمام القاضي فانه يقول هذه ( حصاتي عن مصالحي) وفي هذه الحالة يكون له الحق في أن يتكلم أمام القاضي عن أي حق يريده. وأما ( دفن الحصى) بمعنى ربط الهرج فهو عبارة عن التبليغ والتبلغ المعروفين في القوانين المدنية فتتفق مع رجل اختلفت معه من أجل ناقة مسروفة مثلاً على أن تجتمع بعد مدة معينة عند أحد القضاة لتتقاضيا , فيقول لك خصمك (هذه حصاتي) اذا كان الأتفاق قد تم في بيت ملم لأجل الذهاب الى أحد القضاة فان المدعي عليه يقول لصاحب البيت ( هذه حصاتي عندك يا راعي البيت) ويدفنها في الأرض دليلاً على انه تبلغ اعلان الحضور وسيحضر. اما ( قرط الحصى) فله معنى غير ذلك وهو استثناء قسم من الأموال المسروقة أو المدعي بسرقتها من البحث أنظر مثلاً جمالي وجمال زيد من الناس سرقت فأتهم كلانا عمراً بسرقتها ولما أتيت أنا عمراً
وأردت مناقشة الحساب عما ضاع من جمالي وحدها أقول له ( هذه حصاة زيد مقروطه) أي أنني لا أريد أن أدخل جماله في الحساب
واذا لم يقرط الرجل حصاة احد من خمسته فانه - عند الحساب- يكون مسؤولاً عن كل ما فقد لخمسته ويحاسب الجميع منهم في كل ما يأخذه.
المصدر: عارف العارف القضاء بين البدو ص (76,77)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق