من المضحكات المبكيات إن معظم ما نرى لهذه الأيام من تزوير فاضح في النصوص وتبجح اصحابها والتعلق بهفوات لا يصعب على أضعف المطالعين أن يعرفها أو يتنّبه لها , وبدل أن يتنبه البعض لأخطائه ويتراجع عنها نجده يكررها وهو يعلم في قرارة نفسه إنها اغلاط , فقد ارسل لي أحد الأصدقاء على الخاص رأينا في مخطوطة للقطب النهروالي تتحدث عن قبيلة بني عطية الكريمة فقلت له : المخطوطة ليست في حوزتي فهات ما عندك !! فأرسل لي التالي :
" قال القطب النهروالي (1) في رحلته (ص13) بني عطية وهم قوم ( كثيرون ).
ودركهم من العقبة الى مصر ". فقلت : وما الجديد في ذلك فهذا معلوم , فقال : ما معنى قوم ( كثيرون ) قلت : الله أعلم بما قصدة القطب النهرواني في مخطوطته فقال : هل يقصد ( الترابين والوحيدات ) فقلت له : هل ذكر الترابين والوحيدات قال : لا فقلت له : اذن ما علاقة الترابين والوحيدات بهذه المخطوطة قال : هل يجوز أن يذكر أحدهم كلمة قلت: وهذا ما قاله العلامة عبد القادر الجزيري في كتابه الدرر الفرائد قلت : لا يجوز تحميل نص النهروالي ما لا يحتمل , وعدم ذكر التصنيف او التصانيف التي نقل عنها والإشارة لكلمة الوحيدات والترابين من مخطوطة القطب النهروالي لتدعيم قول الجزيري الذي قام بمسخه هو خلل جلل !! فقد ذكر عبد القادر الجزيري في كتابه الدرر الفرائد قوله الدسم في الباب الثاني من امارة الحج (ج1 ص209) " عادة أمير الركب الحجازي أن يكون لخيامه الأبهة والحرمة لأنه سائر بالوفد مار على عربان مختلفة الأجناس كالعقبي والبلوي والعطوي والحويطي وغيرهم " قلت : قد فصل الجزيري القول الدسم بعبارة "اجناس مختلفة " أي بمعنى من أصول مختلفه وكلمة ( غيرهم ) شملت جميع القبائل التي ذكرها الجزيري في كتابه الدرر الفرائد أي إنهم من أجناس مختلفة أي ( أصول مختلفة ) وأضيف هناك من ينمق ويزخرف الكلام , هو بعيد كل البعد عن الحقيقة والأمانة العلمية لهوى في النفس ليظهر لصغار العقول اكتشافاته واختراعاته ليظهر العظمة المخذولة والتي جمعت في مذلته وإنحداره , وهو الذي ضاق مرارة الخيبة وعقم الجهود ,
____________________________________________________
(1) : قطب الدين محمد النهروالي الهندي ثم المكي (المتوفي عام 990هـ-1583م). النهروالي نسبة إلى مدينة نَهروالة غربي الهند قرب شواطئ البحر العربي، والمكي بسبب انتقاله إلى الحجاز وإقامته فيها. وهو مؤرخ رفيع الشان عند الاتراك خاصة عمل في التاريخ حتى عدّه بعضهم المؤرخ الأول في القرن العاشر الهجري وعدّه آخرون حتى عده البعض "مؤرخ الدولة العثمانية".
وكانت بعض روايته التاريخيا مثارا للجدل، وذلك لما قاله عن البحار العربي أحمد بن ماجد حيث ذكر في كتابه البرق اليماني بان ابن ماجد هو من دل البرتغاليين إلى طريق الهند الامر الذي عُد خيانة ضد المسلمين، فيقول ناقدوا النهرواني بان النهروالي اراد الصاق التهمة بابن ماجد لدفع التهمة عن المرشد الحقيقي للبرتغاليين وهو أحد سكان مدينة غوجارات الهندية باعتبارها بلد النهروالي مؤلفاته : البرق اليماني في الفتح العثماني ألفه استجابة لرغبة سنان باشا فاتح اليمن كان اسمه في البداية
«الفتوحات العثمانية للأقطار اليمنية» وأهداه إلى السلطان سليم.
الإعلام بأعلام بلد الله الحرام وهو في تاريخ مكة المكرمة ألفه سنة 979 مرتباً على مقدمة وعشرة أبواب.
( ويكيبيديا ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق