[ الأخطاء النصية التاريخية في الأنساب ومسطرة التصحيح ]
كثير من المؤلفين اعتمد كتاب الدرر الفرائد في طريق الحج ومكة المعظمة , كـ نصوص أنساب لقبائل بعيدة ليست من ديار المؤلف , وهنا تقع الأخطاء فأقول المؤرخ في بلده معتبرة , وأما روايته عن البلدان الأخرى يجب أن تفحص وتختبر وتدقق , فعلم النسب من العلوم التي تحتاج الى رحلات وزيارات للقبائل الذين يدون نسبهم وكلما كان المؤلف قريباً من موطن القبيلة التي يؤرخ عنها كلما كان قوله أسلم , وأرجح اذا لم يعرف الكذب , وحمد الجاسر مؤرخ الجزيرة العربية ومحقق كتاب الجزيري الدرر الفرائد لم يأخذ بما احتواه هذا الكتاب حين كتب عن اصول القبائل العربية في الجزيرة العربية فهو ليس حجة حين كتب عن نسب الترابين في بعض المراسلات , ولو طال به العمر رحمه الله وتنبه لقول الجزيري في الباب الثاني في امارة الحج ج1 ص209 " عادة أمير الركب الحجازي أن يكون لخيامه من الأبهة والحرمة لانه سائر بالوفد ماراً على عربان مختلفة الأجناس كالعقبي والبلوي والعطوي والحويطي وغيرهم . " لأتبع الحق وتراجع عن قوله ولدار مع الحق حيث دار كما فعل حين أخطأ في نسبه وصححه له المؤرخ فائز البدراني الحربي وقد ذكر ذلك في مجلته مجلة العرب ج9و10س24
الربيعان سنة 1420 هـ ص711 فقد وضح الأستاذ فايز البدراني ان الشيخ حمد الجاسر رحمه الله من الشبول من بني علي من مسروح من قبيلة حرب وليس من سليم كما ذهب له في السابق وعلى اثر ذلك ذكر رحمه الله في مقدمة كتاب البرود ص17 وقال: ( استفدت من مؤلفات حديثة في الأنساب للأستاذ فايز بن موسى البدراني الحربي وهو في رأيي خير من يعول عليه فيما كتب عن قبيلة حرب ) فالرجل اعترف بالخطأ الذي ارتكبه عن نسبه , فلو علم عن جزئية الجزيري ( العربان أجناس مختلفة ) لتراجع فوراً ونوه عن ذلك الخطأ الفادح , فكتب التاريخ أخطأت في نسب قبيلة حرب ولم يعتمدها حمد الجاسر نفسه رغم قدمها ولم يعتمد في كتاباته الدرر الفرائد للجزيري حين كتب عن قبائل الجزيرة العربية . واليكم قرائن الأخطاء التاريخية عن قبيلة حرب : قال ابن حزم الأندلسي : " إن بنو حرب من بني هلال ونقل منه ذلك القول الحمداني والعمري والقلقشندي وابن خلدون والمقريزي وهو خطأ بلا شك رغم إن ناقليه كثر فيما بعد , فهل يتم اعتماد هذا النصوص القديمة لقبيلة حرب وضرب عرض الحائط بما وثقه الجاسر والبدراني عن قبيلتهم ومخالفة الموروث , ولكن هناك نصوص تطابق موروث قبيلة حرب ظهرت بعد مئات السنين من قول ابن حزم والعمري والقلقشندي وابن خلدون والمقريزي , تفيد بأن بني حرب نزحوا من اليمن وأصلهم من خولان الأزد وهذا ما أظهرته القرائن والحجج الكثيرة فهل يعني إن قول إبن حزم صواب لكثرة ناقليه , كذلك الجزيري نقل عنه البعض دون تحقيق وغربلة وتمحيص فتم اعتماد جزء مما ذكره في باب الأدراك وتم اغفال قوله الدسم بأن العربان أجناس مختلفة فالمؤرخون نصوصهم ليست قطعية لأن المؤرخ بطبيعة الحال ليسوا نسابة ويعتمدون على ما يسمعون وإن كلامهم ما بين صوابٍ وبين خطأ وبين كلام غير دقيق وهذه الأخبار تفندها القرائن التي تبطل إحتمالية النص وبطبيعة الحال التاريخ جهد بشري ليس نصاً معصوماً , فلماذا تغاضى نسابة حرب عن هذه النصوص القديمة كالنسابة فائز بن موسى البدراني الحربي والشيخ النسابة حمد الجاسر الحربي مؤرخ الجزيرة العربية رحمه الله فأهمالهم هذه النصوص لأنها تخالف موروث قبيلة حرب الكريمة فأهل مكة أدرى بشعابها لأن أقوال كبار مشايخ قبيلة حرب وحسب موروثهم الشفاهي تخالف تلك النصوص ,وفي الختام نقول للمخلط في كلامه لا تكن كأبن الجعُل تدفع النتن بأنفك ولا تقول الجزيري ما لم يقله صراحة فقد ذكر الجزيري إن " العربان أجناس مختلفة " وما المصادر التي تعددها وبنى عليها أسيادك بياناتهم مصدرها ( الدرر الفرائد ) وما بني على باطل فهو باطل وهذا رأي جميع المؤرخين والنسابة والمحققين الثقات و فقد افتضح أمرك بين العامة ولا تتصدر علمٍ تخبطت فيه كـ تخبط الطفل في أوساخه , فقد بانت حقيقة أمرك فالجاسر الذي تشير له كمصدر وبيان القابعين في الحجاز مصدره كتاب الجزيري فالجاسر مؤرخ الجزيرة نفى انتساب الترابين للبقوم , فعدت ادراجك عن البقمية التي كنت تجاهد لتثبيتها , وانقلبت 180 درجة وتبنيت العطوية ( الأنتساب لبني عطية المعازة ) بناء على اشارة الجاسر لكتاب الدرر الفرائد , التي قمنا بنسفها من نفس المصدر , وهذا يثبت انك عقيم في أبحاثك لا تفرق بين الحيض والبيض , وليعلم أبناء قبيلة الترابين ( فتح عينك يا ترباني ) الجزيري حين تحدث عن الأدراك في طريق الحاج تحدث عن مجمع أطلق عليه مجمع بني عطيه فهو ( درك منافع في ارض بني عطية ) وهذا مسمى حكومي لهذه البقعه من الطريق كان فيه منافع تجارية للقبائل المتخالطة في الجوار وهي : الترابين , الوحيدات , الأحيوات , الحويطات , المساعيد , الرتيمات ..الخ وقد ناقش المستشرق اوبنهايم في كتابه البدو ما ذكره الجزيري مع مشايخ تلك القبائل وحسم الأمر تماماً فقال : " هناك تقرير من عام 955هـ / 1458م يذكر معلومات هامة عن تركيب بني عطية ( المعازة ) حسب هذا التقرير كان ينتمي لمجمعهم آنذاك : الترابين والوحيدات والحويطات والأحيوات ولكن لا يجوز أن نستنتج من ذلك ان هذه القبائل تنتمي من ناحية النسب الى بني عطية ذلك ان حكايات الترابين عن نسبهم تثبت العكس كما ان حكايات الوحيدات والحويطات تشير الى أن زعمائهم على الأقل هم من أصل غريب وهذا الوضع هو الذي جعلهم ينفصلون في وقت مبكر عن بني عطية ويشكلون مجمعات مستقلة وبينما هاجر الوحيدات من مقرهم القديم قرب العقبة الى الشمال فقد توسع الحويطات شيئاً فشيئاً في تلك المنطقة وطردوا بني عطية من منطقة الخليج ص485 " وقد ذكر بيركهارت ان بني عطية ( المعازة ) كانت تمتد اراضيها في سيناء بشكل واسع مما عليه الآن ثم كان توسع الترابين وتوغلهم في اراضي التيه وما الى شمالها وغربها , حتى استطاعت أن تطرد أمامها كثير من القبائل , فأضطرت المعازة أن تهجر سيناء كليه مكتفية بالغارات التي كانت تشنها من وقت الى آخر على اراضي الترابين في سيناء وليس في سيناء من المعازة أحد وانما مساكن المعازة في الديار المصرية الصحراء الشرقية بين النيل والبحر الأحمر من قرب حلوان الى طريق قنا والقصير , فقام هذا المدلس وذكر بأن بأن الترابين والوحيدات والحويطات والاحيوات والمساعيد والرتيمات ..الخ تعود بنسبها لبني عطية ( المعازة ) نسباً والجمع يعودون نسباً الى قبيلة بني عقبة من جذام , وبعد البحث والتمحيص والتحقيق والتقصي اليكم الأسباب للترويج لتلك الفرية ذكر المقريزي في كتابه ( البيان والاعراب عما بأرض مصر من الاعراب ص 18و20 ) وفي ذكر منازل جذام قال ابن حزم الأندلسي ( ت456هـ ) : دار جذام حوالي إيلة من أول أعمال الحجاز وأما بقية بني عقبة عدأ وجداً ونسباً وأصلاً منهم بنو حميدة في جنوب الردن وهم بنو حميدة بن صالح بن راشد بن عقبة ومنهم بنو واصل بني حميدة ( البيان والأعراب عما بأرض مصر من الاعراب ص 16 ) قلت : يريد هذا الآفاك أن ينسب الترابين لبنو حميدة ( الحميدي ) وديارهم ما زالت في الأردن حتى الآن وهم من القبائل الكريمة , ولينتبه جميع أبناء عشائر قبيلة الترابين العريقة لتلك الأكاذيب والافتراءات , فمن يروج لكتاب الدرر الفرائد للجزيري فهو يتحدث عن نسبه هو , فلا علاقة نسب بين الترابين والحمايدة , ولا علاقة لنا بجذام لا من قريب أو بعيد , فقبيلة الترابين يوجد بها احلاف شأنها شأن القبائل العربية الأخرى ومن يتحدث بخلاف اجماع مشايخ القبيلة انما يتحدث عن نسبه .. اسماعيل بن عياد الترباني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق