قيل: في الحسب ما يحسبه
الرجل من مفاخر آبائه أي يعدده
وقيل الحسب القدر ..
وقال بعض المتقدمين: الحسب
الفعال الجميل للرجل وآبائه..
وقيل: الحسب ذوي القرابة..
قال رسول الله صلى الله عليه
وآله لوفد هوازن: تختارون المال
أم البنين ؟ فقالوا إذا خيرتنا بين
المال والحسب فإنا نختار
الحسب عنوا بذلك أبنائهم
وأقاربهم..
lلسنا وإن كرمت أوائلنايوماً على الأحساب نتكل نبني كما
كانت أوائلناتبني ونفعل مثل ما فعلوا..!!!
وقال بعض العلماء في قول النبي صلى الله عليه وآله "كل
حسب ونسب ينقطع إلا حسبي ونسبي" فالحسب
الشريعة، والنسب الذرية والعترة..
قال الجوهري صاحب الصحاح: النسب واحد الأنساب
، والنسبة مثله. وانتسب إلى أبيه، أي: اعتزى وتنسب،
أي: ادعى أنه نسيبك ..
وفي الأمثال القريب من تقرب لا من تنسب ورجل نسابة،
أي: عالم بالأنساب، والهاء للمبالغة في المدح، كأنهم يريدون
به داهية أو غاية أو نهاية..
وفلان يناسب فلاناً إذا ذكر نسبه..
وقال بعض النحاة المتقدمين: النسبة إلحاق الفروع دونها
بالأصول بياء، وينسب الرجل إلى إنسان آخر أشهر منه
للتعريف، فينسب إلى هاشم فيقال: هاشمي..
ومن حكم النسب أن يصير الاسم به صفة، ومعنى
هذا أن هاشماً اسم علم، فإذا قلت هاشمياً صار صفة..
وضرب يحمله على غيره في التثنية والجمع والتأنيث
والتذكير، فتقول: امرأة هاشمية،
ورجلان هاشميان..
وينسب الرجل أيضاً إلى بقعة من البقاع،
كما تقول في
النسبة إلى البصرة: بصري وإلى الكوفة كوفي.
وللنحاة في ذلك كلام لا نحتاج إليه هاهنا..
والمعدود محسوب وحسب أيضاً، وهو فعل بمعنى مفعول،
مثل نقص بمعنى منقوص، والحسب القدر، يقال: علمك
بحسب ذاك، أي على قدره..
قال الكسائي: ما أدري ما حسب حديثك. أي: ما قدره..
قال الجوهري: يقال حسب الرجل دينه ويقال ماله ..
قال ابن السكيت: الحسب والكرم يكونان في الرجل وإن
لم يكن له آباء لهم شرف .. أما الشرف والمجد، فلا يكون
إلا بالآباء..
فلا يقال لمن لم يكن أباه شرفاً: شريف. ولا ماجد
ولا يقال له شرف ومجد، فالشرف والمجد متعلقان بالنسب،
والحسب والكرم يتعلقان بذات الرجل..
هذا هو الفرق الظاهر بين الحسب والنسب والسلام..
من كتاب : لباب الأنساب والألقاب والأعقاب ..
البيهقي (ظهير الدين)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق