قبائل الترابين والسواركة تحاولان إعاقة مشروع محمد علي التوسعي سنة 1831م - هنا الترابين

عاجل

مدونة تهتم بتراث وعادات وتقاليد قبيلة الترابين

الثلاثاء، 5 سبتمبر 2017

قبائل الترابين والسواركة تحاولان إعاقة مشروع محمد علي التوسعي سنة 1831م


 { قبائل السواركة والترابين تحاولان إعاقة مشروع محمد علي التوسعي سنة 1831}

بدأت مصر مع بداية القرن التاسع عشر أحداثاً جديدة مع تولي محمد علي حكم مصر عام 1805 ، وكان أهمها إنشائه لمحافظة العريش عام 1810 ضمن التشكيلات الإدارية التي وضعها في هذا العام ، والتي كانت تمثل أول شكل إداري منظم في سيناء في العصر الحديث ، ولها اختصاصات وحدود إدارية ، ووضع تحت تصرف محافظ العريش قوة عسكرية لحماية حدود مصر الشرقية ، وقوة نظامية لحماية الأمن داخل المدينة. كما أنشأت نقطة جمركية ونقطة للحجر الصحي ( كورنتينة ) بالعريش . أما الطور فقد كانت تابعة إدارياً لمحافظة السويس، بينما أدخلت نخل ضمن إدارة القلاع الحجازية التي كانت تتبع قلم الروزنامة بالمالية المصرية . 
وفي عام 1831 سير محمد علي جيشاً برياً وآخر بحرياً بقيادة ابنه الأكبر إبراهيم باشا إلي الشام ، وقد تألف هذا الجيش من 24 ألفاً من المشاة و 80 مدفعاً ، وكان من بين هذا الجيش عدد من بدو سيناء والشرقية الذين انضموا إلي هذه الحملة بلغ عددهم حوالي ألف وأربعمائة رجل . واتخذ الجيش البري طريق العريش ، وقام إبراهيم باشا بالعديد من الإصلاحات في سيناء بهدف خدمة قواته ، فرمم بئر قطية وبئر العبد وبئر الشيخ زويد ، كما حركة البريد إلي غزة ، وجعل له محطات في بلبيس وقطية وبير العبد وبير المزار والعريش والشيخ زويد وخان يونس وغزة ، كما وضع حراسة علي آبار المياه علي طول طريق العريش . وعلي هذا لم يبد أهل سيناء أية ردود فعل سلبية إزاء حملة محمد علي في البداية بل رأيناهم علي العكس من ذلك شاركوا فيها . 
لكن عند رجوع إبراهيم باشا من حملته علي الشام عام 1831 ثار عليه عربان السواركة والترابين فخربوا محطات البريد في الشيخ زويد وبير المزار ، فاضطر إبراهيم إلي قتالهم ، ووقعت معركة بين قواته وقوات الترابين والسواركة في عند وادي غزة ، فانهزمت قوات العربان وفروا إلي بئر السبع. وربما تكون الأسباب الحقيقية لتمرد هؤلاء العربان في سياسة محمد علي ذاتها ، حيث كان يريد إخضاع هؤلاء القبائل لسلطته ، حتي يوطد الأمن علي الطريق المؤدي إلي الشام ، خاصة وأنهم كانوا دائمي السلب والنهب للقوافل والتجار الذين يرتادون هذا الطريق .وفي عام 1834 جهز محمد علي قوة من عربان أولاد علي بقيادة أحمد المقرحي شيخ القبيلة ، والشيخ هنداوي شيخ قبيلة الجميعات لوضع حد لعصيان عربان غزة ، فألحقت هذه القوات هزيمة ساحقة بعربان شمال سيناء وغزة ، ونهبت بيوتهم وماشيتهم، وقد منح محمد علي كل فرد من القبائل التي شاركت في الحملة 500 قرش مكافأة له علي هذا النصر الحاسم علي عربان غزة . وعلي أية حال ، فإن التفسير المنطقي للتغير في موقف بدو سيناء من حملة محمد علي يرجع في الأساس إلي الأسلوب الذي تعامل به محمد علي مع هؤلاء البدو الذين كانوا ينتظرون منه المكافأة ، إلا أنه تعامل معهم بمنتهي الشدة والحزم ، في محاولته للمحافظة علي أمن الطريق البري بين مصر والشام والذي كان بمثابة الشريان الحيوي لقواته الموجودة في الشام خاصة مع عدم أمان الطريق البحري .
___________________________________________________
تاريخ سيناء الحديث / د. صبري العدل



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق