[ مقتطفات من تاريخ عشيرة الزريعي غوالي الترابين ] :
هي من عشائر غوالي الترابين الرئيسية : والغوالية من ذرية نجم بن عطية الترباني لهم منزلة مرموقة بين الترابين وقد ذكرهم نعوم بك شقير في كتابه تاريخ سيناء فقال : اشتهرت بدنة الغوالية بالشجاعة والإقدام فهم يقتحمون غمرات الوغى بعزم صادق على نية النصر أو الموت , وعود على بدء فـ عشيرة الزريعي من العشائر العريقة في قبيلة الترابين , ويطلق على أحدهم الزريعي , وقديماً كانت لهم الزعامة والسيادة على معظم بدنة الغوالية , أول من شاخ على غوالي الترابين هو الشيخ منصور بن نصر الزريعي وقد اشتهر هذا الشيخ بالكرم ورجاحة العقل والكرم والسياسة الحكيمة وهو أول من رفع شأن الزريعيين , خلال فترة الحكم العثماني , وامتد نفوذه وسطوته حتى شمال سيناء , عاصر حكم ابراهيم باشا بن محمد علي بن ابراهيم آغا المتوفي في 10 نوفمبر سنة 1848م وعاصر حكم الخديوي عباس حلمي الأول ابن طوسون الذي بويع وحكم مصر في 10 نوفمبر سنة 1848 م والذي قضى على الدولة السعودية الأولى ومات مقتولاً في عام 1854م وعاصر حكم محمد سعيد باشا الذي تولى حكم مصر خلال الفترة من 1854-1863م . وسنأتي على سيرة الشيخ منصور في مقالنا هذا بالتفصيل , وبعد وفات الشيخ منصور في عام 1863 م استلم المشيخة من بعدة ولده ( عوده بن منصور بن نصر الزريعي ) والشيخ عودة اشترك في حرابة زارع سنة 1875م وقد سجن في القدس مدة سبع سنوات فما كان من الزريعيين الا ان قاموا بتشييخ أخيه ( أحمد بن منصور بن نصر الزريعي ) سنة 1882م لادارة شؤون العشيرة وبعد وفاته بسنين استلم المشيخة ابن أخيه الشيخ ( سليم بن حسين الزريعي ) سنة 1910م والذي كان أحد الشيوخ من قبيلة الترابين الذي تطوع هو وفرسان عشيرته الزريعيين في 15 تشرين الثاني سنة 1914م بعد ان حث الأتراك العربان على التطوع لافتتاح مصر والتي اسموها حرب الترعة او جردة القنال ( قناة السويس ) وقد انتظم الشيخ سليم الزريعي هو وفرسان عشيرته مع ابناء القبيلة وتم تزويدهم بالبنادق والسيوف من قبل ممتاز بك احد رجال الجيش التركي ومن المعلوم ان تلك الحملة التي اشتركت بها قبائل بئر السبع كانت بقيادة الشيخ حماد باشا الصوفي , وظل الزريعيين في المشيخة حتى أوائل الحرب العامة عام 1915م الى أن فر الشيخ سليم بن حسين الزريعي بسبب حكم صدر ضده من قبل الإنجليز, حينئذ شيخوا عليهم الشيخ عبد الكريم بن حمد الزريعي , ولما مات هذا في عام 1931م , قامت قيامة العشيرة كلها وانقسموا الى شيع وأحزاب من أجل المشيخة , فتدخل مشايخ عشائر قبيلة الترابين , لاحتواء الخلاف والطلب من قائمقام بئر السبع عارف العارف أن يحتكموا لصندوق اقتراع لحسم الأمر فوافقوا على تطبيق هذا المبدأ وكان لهم حرية الرأي والاختيار وهكذا طبق الزريعيين الديمقراطية بعد عام كامل دون شيخاً , بتاريخ 1932/7/21م جرى إنتخاب مختار لعشيرة الزريعي الغواليه الترابين بدلاً من الشيخ المتوفى عبد الكريم حمد الزريعي , وذلك في نقطة العمارة تحت إشراف قائمقام قضاء بئر السبع , ومدير المال فحاز المرشحون الأصوات التالية : الشيخ / محمد الزريعي (51) صوتاً وسليم الزريعي (45) صوتاً وحماد أبو عويلي (38) صوتاً ومحمد ولد الشيخ المتوفي (3) أصوات وقد أمر قائمقام بئر السبع عارف العارف الشيخ / محمد الزريعي بأن يقوم بمهام وظيفة شيخاً حتى يصدق المندوب السامي على إنتخابه , وأن عموم افراد العشيرة راضون عن هذا الأنتخاب . فالشيخ محمد الزريعي كان أحد الأعضاء المؤسسين لجمعية البدو العربية عام 1929م لمقاومة البيوع والسمسرة لليهود, والتي قام بتأسيسها الشيخ عبد الرزاق أبوستة وكذلك الشيخ سليم الزريعي الذي لم يحالفه الحظ في تلك الإنتخابات , وبعد وفاة الشيخ محمد الزريعي رحمه الله عين الشيخ فاضل بن سليم بن حسين بن منصور الزريعي وبعد وفاته عين ابنه الشيخ أحمد بن فاضل بن سليم بن حسين بن منصور الزريعي .
عشيرة غوالي الزريعي : كانت تتألف سنة 1915م من العشائر التالية : زريعيين , أبو عويلي , عداوين , أبو مريفة ( حويطي ) , وعوازمة , وعمور , وأبو مور...الخ
عشيرة غوالي الزريعي : كانت تتألف سنة 1915م من العشائر التالية : زريعيين , أبو عويلي , عداوين , أبو مريفة ( حويطي ) , وعوازمة , وعمور , وأبو مور...الخ
وسمهم : الخدمة والمطرق وهو وسم الغوالية النجمات الترابين العام .
ديارهم : تل جمة والقرين والشويحي .
وفي حوزتنا وثائق تبرز كثير من الأمورعن كيفية إنقسام عشائر غوالية الترابين وتاريخ انقسام كل عشيرة من عشائرنا الكريمة ذات التاريخ العريق , سنتحدث عن ذلك حين نأتي على ذكر تلك العشائر .
سبب تمرد مشايخ قبيلة الترابين على حكام مصرحسب الوثائق :
{ الشيخ منصور الزريعي 1785- 1863م }
تم بناء مدينة العريش في العام 1805م على يد حاكم مصر محمد علي باشا الذي وضع تحت يد ادارة محافظة العريش قوة عسكرية لحماية حدود مصر الشرقية وانشاء نقطة جمركية على الحدود الفلسطينية ونقطة للحجر الصحي ( كورنتينة ) بالعريش وفي عام 1831م سير محمد علي جيشاً برياً وآخر بحرياً بقيادة ابنه ابراهيم باشا الى الشام وقد تألف هذا الجيش من 24 الفاً من المشاة و80 مدفعاً وجند كثير من عربان سيناء والشرقية , وأتخذ الجيش البري طريق العريش بعد ان قام باصلاحات لخدمة قواته كترميم ابار المياه , وتفعيل حركة البريد الى غزة وجعل له محطات في قطية وبير العبد والمزار والعريش والشيخ زويد وخان يونس وغزة ووضع حراسة من الجند على ابار المياه , مما حرم كثير من العربان من تلك المصادر , فالسواد الأعظم من عربان السبع كان اميل الى الأتراك منه الى ابراهيم باشا وأبيه محمد علي , إذ انهم قاوموه في حروبه مقاومة عنيفة حتى اضطر الى ايذائهم والتنكيل بهم ولما رجع الى مصر انتقموا لانفسهم منه , ووقعت معركة عنيفة بين قواته وقوات الترابين في غزة سنة 1831م اوقعت قتلى بين الطرفين انهزم على اثرها الترابين وفروا الى بئر السبع بعد أن نهبوا وخربوا محطات البريد واتوا باعمال يستدل منها انهم لم يأسفوا لزوال سلطته من بين ظهرانيهم ولم تستطيع قوات ابراهيم باشا من اللحاق بهم لصعوبة تضاريس الجنوب , ومن الاسباب الحقيقية لتمرد الترابين هي سياسة محمد علي لاخضاع العربان حتى يوطد الأمن على الطريق السلطاني المؤدي الى الشام , وهو مصدر رزقهم في تجارتهم مع مصر , وكان حكام مصر يفرضون رسوم جمركية عالية لجميع البضائع الآتية عن طريق غزة , فأصبحت تجارتهم في كساد اما البضائع المارة من مصر عبر الطريق السلطاني والمتجهة للشام عبر غزة فرسوم الجمرك كانت ضئيلة فأنتعشت تجارة تلك البضائع .
وثائق من القرن التاسع عشر : { توثق سيرة الشيخ منصور الزريعي }:
في 9 مايو سنة 1854م وحسب ما جاء في وثائق سجلات محافظة العريش في سجل رقم 20 والمحتوي على 28 صفحة بتاريخ 11 شعبان الهجري الموافق 9 مايو سنة 1854م في فترة حكم حاكم مصرعباس حلمي باشا , قام الشيخ منصور الزريعي وابناءه بقطع الطريق السلطاني وتحذير مرتاديه بمصادرة حمولة أي قافلة تعبر هذا الطريق , نكاية بالدولة المصرية الخديوية , فعبرت قافلة تجارية من عرب الأخارسة بين خانيونس ورفح في شهر رمضان فصادرالشيخ منصور حمولتها من القمردين والتي تحملها عشرة من الجمال , فقامت قيامة الحكومة المصرية لان هذا الفعل تحدي لحكومة السلطان , وقامت محافظة العريش بمراسلة الشيخ حسين ابو ستة من اجل كف يد الشيخ منصور وجماعته عن تهديد الطريق السلطاني وغيرها من الطرق وخيروهم ما بين رد الجمال , والبضائع المصادرة أو ان يكونوا تابعين للسلطان .
, وفي وثيقة اخرى تحمل رقم 1 من سجلات محافظة العريش بعنوان أمن الحدود وتهريب البضائع من سجل رقم 20 الصادر الى مجلس الاحكام المصرية مؤرخة في 14 محرم سنة 1270 هجرية الموافق 1854م في فترة حكم محمد سعيد باشا الذي تولى الحكم في عام 1854م خلفاً لـ عباس حلمي الذي مات مقتولاً سنة 1854م , فنقرأ من الوثيقة الآتي : { تعود عربان الترابين على سلوك الطرق البعيده لكسر الكورنتينة والنقطة الجمركية على الحدود الفلسطينية المصرية, فيتم سلوك طريق المغارة مروراً بالمقضبة , ورغم وجود الهجانة التابعين لحرس الحدود وبعد جهود مضنية لحق الهجانة قافلتين محملين عجوة عند المقضبة بالقرب من جماعة ابو دلدول من الترابين , فاراد الهجانة إرجاع القافلتين للكورنتينة ففزع عليهم عربان الترابين بالاسلحة واطلقوا فيهم البارود , وهم اولاد الشيخ منصور الزريعي وجماعتهم وجماعة ابو دلدول فأصبح الهجانة واخفار العريش ينقطعون عن الوصول لتلك الجهات ومنها منطقة المغارة وهي ارض مصرية فطلبنا من الشيخ منصور الزريعي الحضور لديوان محافظة العريش فحضر وسألناه عن الفرقة التي تمنع موظفي الدولة والهجانة من اداء واجبهم لتحصيل الاموال للدولة المصرية , فقال لنا : انهم مفسدون وعاقين جميع الإحكام وها هو الآن بالمحروسة مصر, وان لزم سيسأل عن الفاعلين حين عودته .} قلت : هي حنكة وحكمة سياسية تمتع بها هذا الشيخ لتحصيل منافع لعشيرته من هذا الطريق الهام ولرضوخ حكومة مصر لمطالب الترابين السالكين لهذا الطريق التجاري الهام . وفي وثيقة اخرى صادرة من سجلات محافظة العريش من سجل رقم 20 تحريرات العريش ورقم الوثيقة 2 في 15 رمضان سنة 1270 هـ صادرة للشيخ عايش الوحيدي والشيخ صقر ابو ستة والشيخ حمدان الصوفي بخصوص تعدي الشيخ منصور على عربان الرميلات القاطنين في الشيخ زويد فقد ذكرت الوثيقة ان شيخ الأخارسة حضر للشيخ زويد من اجل جمع مطالب الميري بحضور موظفي الدولة فأغار اولاد الشيخ منصور الزريعي وفرسانهم على الموظفين وتعطيل جمع الميري والاستيلاء على عشرة جمال وتم تبليغ سعادة لواء غزة بهذا الشأن , فالحدودالمصرية اصبحت مباحة من هؤلاء فنطلب منكم اولاً ان تطلبوا من الشيخ منصور الزريعي برد العشرة جمال الى اربابها , واذا لم يكن في مقدوركم رد الجمال المذكورة افيدونا لأجل الإعراض الى ولي النعم الأصفى وحاجب الأمر , ومقتضى أمر الديوان يجري العمل الآن حيث ان الشيخ منصور لم يخطر في فكره ان الحكومة تعلم انهم في الجبال وان بر الشام واحد , يلزم بوصول جوابنا اليكم ان تبادروا حالاً بحضور الجمال المذكورة واذا كان لكم اقتدار تفيدونا عنها . وفي حوزتنا عشرة وثائق توثق فترة محمد علي حاكم مصر وابنه ابراهيم باشا والمخاطبات والبرقيات التي ذكر فيها الشيخ منصور الزريعي رحمه الله . وهناك وثائق اخرى تخص عشيرة الزريعي ورموزها من سجلات مدينة القدس ستكون بين دفتي كتابنا . ( اسماعيل بن عياد)
_________________________________________________
المصادر :
1. سجلات محافظة العريش
2. سجلات قائمقامية بئر السبع
3. سجلات متصرفية القدس
4. دار الوثائق المصرية / د. صبري العدل
5. العادات العربية في بلاد مؤاب / المستشرق أنطون جوسان 1906م
6.عوائد العرب / بولس سيور البوسلي 1912م
7.بلادنا فلسطين / مصطفى مراد الدباغ
8. تاريخ بئر السبع وقبائلها / عارف العارف
9. البدوج2 / اوبنهايم
10. bedouin centuru / عارف ابو ربيعة
5. العادات العربية في بلاد مؤاب / المستشرق أنطون جوسان 1906م
6.عوائد العرب / بولس سيور البوسلي 1912م
7.بلادنا فلسطين / مصطفى مراد الدباغ
8. تاريخ بئر السبع وقبائلها / عارف العارف
9. البدوج2 / اوبنهايم
10. bedouin centuru / عارف ابو ربيعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق