مرسوم الاسلحة النارية الذي اصدره المندوب السامي لبدو بئرالسبع سنة 1931م - هنا الترابين

عاجل

مدونة تهتم بتراث وعادات وتقاليد قبيلة الترابين

الأحد، 29 مايو 2016

مرسوم الاسلحة النارية الذي اصدره المندوب السامي لبدو بئرالسبع سنة 1931م


حين دخل الإنجليز قضاء بئر السبع سنة 1917م كان فيه حمل السلاح مسموحاً في حدود مساحة معينة , حددتها السلطات العسكرية المنتدبة في حدود مضارب قبائل العربان , وبعد هجمات ابناء القبائل على بعض المستعمرات وحوادث الأشتباكات المسلحة على الحدود اثناء التنقل فيما بين شرقي الأردن وسيناء وازدهار تجارة التهريب بسبب سنين المحل التي ضربت المنطقة قامت حكومة الإنتداب بإنشاء مخافر لضبط الحدود ونقاط جمركية في بعضها , والوعد بأخذ زمام الأمور لأستتباب الأمن العام في جميع جهات قضاء بئر السبع وعدم الحاجة لحمل السلاح فكان حجة شيوخ القبائل حين اجتماعهم مع المستر كرسبي حاكم اللواء ومدير الأمن العام مافرو كورداتو وقائمقام بئر السبع عارف العارف , من يضمن لنا في حال تجريدنا من السلاح أن لا نكون في مأمن من غزو القبائل المجاورة وأطماع اليهود في اراضينا ودار نقاش مطول حول تلك الأمور , فكان جواب مستر كرسبي  ومدير الأمن العام الحكومة ستفرض القانون وحماية الممتلكات والحفاظ على الأمن العام على الجميع دون استثناء وسيتم تأمين الحدود بفرق من الجيش والهجانة ولا نمانع من قيام القبائل بتسجيل رجالها في قوة الهجانة  المنوي تشكيلها وسنساهم في حل كل القضايا والخلافات القديمة بين القبائل في قضاء بئر السبع وسيناء وشرق الأردن من جهة ومن جهة اخرى الخلافات ما بين قبائل شرق الأردن وسوريا والعراق وشمال الحجاز ( مناطق الإنتداب البريطاني والفرنسي ) وسيكون لقضاة محكمة العشائر والشيوخ في قضاء بئر السبع دور كبير في حل تلك الخلافات , وقامت حكومة الإنتداب بتطمين قبائل الجوار والإجتماع بمشايخ تلك القبائل فأجتمع الميجر جيرفس بك بقبائل سيناء والكولونيل بك باشا قائد الجيش العربي والأمير زيد بقبائل شرق الأردن وقد أجمع الجميع على طي الخلافات القديمة , وعلى الرغم  من تلك الوعود الا أن قبائل بئر السبع وقبائل الجوار احتفظت بكامل اسلحتها , مخفية عن اعين سلطات الانتداب ,  وتقلص حملها شيئاً فشيئاً بازدياد استتباب الأمن على الحدود , حتى انحصرت فيما وراء الخط الواقع جنوب " نجب القنب " حيث يعيش البدو هناك في بداوة قاسية تضطرهم اضطراراً الى عدم الاستغناء عن السلاح ولما انتقلت قوة الحدود من بئر السبع الى شرق الأردن كان في مقدمة الاعمال المعهود اليها تنفيذها هو القضاء على فوضى السلاح والحد من عمليات السلب الفردية من تلك المنطقة بالتدريج وليس شك ان الأشقياء وهو مصطلح انجليزي وسم به الوطنيين من المقاومين البدو تجد في طريق الشرق وسيناء خير مأمن لها للفرار من ايدي المطاردة وهذا ما جعل الحكومة تفكر في نقل قوة الحدود الى شرق الأردن , وفي انشاء قائمقائية في الحفير لضبط حدود سيناء , مع قوة كافية من الجند لقطع كل طريق ممكن على هؤلاء المقاومين وغاراتهم , وكان لهذه الاجراءات أكبر الأثر على تقليل خسائر الجند والتي وصلت في بعض الأحيان الى حد مروع حقاً , فأصدر المندوب السامي في جريدة الطلائع الفلسطينية مرسوم الأسلحة النارية والذي عين فيه مناطق حمل السلاح للبدو ابناء القبائل العربية ( الاسلحة النارية والبدو )وهو كالآتي : 
" عين المندوب السامي المنطقة الواقعة الى جنوبي وشرقي خط يمتد من قصر زوبقة على البحر الميت ماراً في رأس ابو قدادة والرياضة ورجم البرارة وراس وادي جربة ورجم البلدي ورجم الكناسية ونقب راس أم جليد وراس عويرب وراس نقب غريب وعين المرة ووادي ارميلة ووادي عبدة الى بئر الحفير ومن ثم يتجه غرباً الى نقطة ملتقاء بين بين فلسطين ومصر - منطقة يجوز فيها للبدو الرحل ان يحملوا الاسلحة النارية بدون رخصة ". 
قلت : كانت عملية تجريد السلاح توطئة لفتح البلاد للمهاجرة اليهودية وبسط الأستعمار الصهيوني فكل قرار او مرسوم يصدره المندوب السامي الغاية منه مصلحة اليهود .
(في كتابنا ان شاء الله سيتم تفصيل المناطق التي ذكرت في المرسوم وحدود القبائل )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق