البشعة : نظرت محكمة العشائر بدعوى سرقة ولم يكن ضد السارق بينات , فدعي لتأدية اليمين فأداها وعند ذلك طلب المدعي من هيئة المحكمة ارسال المتهم الى
( البشعة ) ليلمس النار فتقرر ذلك على أن يكون تبشيعة بدار سعادة القائمقام عارف بك العارف رئيس المجلس المشار اليه وفعلاً جاءوا بالمتهم بصحبة رجال البوليس والشيخ جدوع الأعسم أحد قضاة المجلس ليكون شاهداً وبعرف البدو ( سامعة ) وقد اجتمع في بستان سعادته ما يزيد عن الأربعين رجلاً من موظفين وبدو وخلافهم وحضر المبشع ومعه آلة التبشيع وهي عبارة عن قطعة من الحديد طولها نصف متر وعرضها ثلاثة سنتيمترات ومنقل للنار وقبل ان يشرع في تلحيس المتهم بالنار القي حضرة القائمقام كلمة مستفيضة بخصوص البشعة على الحاضرين وبين ما لها من فائدة عند البدو لاظهار الحقائق حيث يصعب عليهم اثبات الاجرام التي تحصل لهم ببينات شخصية لأنهم يقطنون البادية وقد بين أيضاً بأن الرومان كانوا يستعملوها لاظهار الاجرام التي تقع في الشرق في السابق مما بينه في كتابه ( القضاء بين البدو في الصفحة 100) وبعد ما انهى ما قاله شرع القاضي جدوع الأعسم بالقاء النصح على المتهم لعله يعترف بجرمه قبل تلحيسه النار وقبل الشروع في ايقاد النار لتحمية قطعة الحديد توفيراً للمصاريف فما كان من المتهم الا أن اعترف بالجرم وتعهد بأن يقوم في المصاريف والرسوم وقيمة المسروق مهما بلغت , عندها أخذه رجال البوليس ووضعوه في السجن للغد ليحاكموه على السرقة واليمين الكاذب وأنهي الأمر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق