الدرر الفرائد والرأي العلمي للمؤرخ المحقق النسابة الشريف عبد الرحمن الأعرجي الحسيني - هنا الترابين

عاجل

مدونة تهتم بتراث وعادات وتقاليد قبيلة الترابين

السبت، 24 ديسمبر 2016

الدرر الفرائد والرأي العلمي للمؤرخ المحقق النسابة الشريف عبد الرحمن الأعرجي الحسيني


الموضوع : الرد على إستفسار تأريخي نسبي حول نصوص الجزيري في كتابه الدرر الفرائد في طريق الحج ومكة المعظمة مؤرخة في 24 ربيع الأول 1438هـ  , وقد قمنا بالأستأناس برأي المؤرخ المحقق الباحث خادم العترة الطاهرة الشريف عبد الرحمن  الأعرجي الحسيني  من دولة الكويت حول ما ورد في كتاب الدرر الفرائد في طريق الحج ومكة المعظمة للعلامة عبد القادر الجزيري واليكم ما قمنا بإرساله " بسم الله الرحمن الرحيم .. ارجو التكرم من سعادتكم بإفادة كـ ملاحظات خطية عن ما قصده العلامة عبد القادر الجزيري في كتابه الدرر الفرائد في طريق الحج ومكة المعظمة حين ذكر في الباب الثاني : من امارة الحج الجزء الأول ( ص209) ما نصه : عادة أمير الركب الحجازي أن يكون لخيامه الأبهة لأنه سائر بالوفد مارآ على عربان مختلفة الأجناس كـ العقبي , والعطوي , والبلوي وغيرهم " فهذا النص : ( عربان مختلفة الأجناس ) هل قصد فيه الجزيري أنساب القبائل العربية الذي جاء ذكرها في كتابه وهذا واضح لكل ذي لب , فالقبائل التي ذكرها في كتابه مختلفة الأجناس أي من أصول مختلفة , أرجو الافادة بكتاب مروس أو موقع بخاتمكم للأهمية , وتفضلوا بقبول فائق الاحترام .  الجواب : نستهل في مقدمة لطيفة أوردها الأستاذ أحمد الذهبي التميمي بعنوان التداخل القديم : " التداخل القديم : الاختلاف والتناقض في اخبار القبائل كان منذ القدم فتباعدت واختلطت على الناس الانساب والاصول الحقيقية وهذا الاختلاط والابتعاد يسمى التداخل وكذلك دخول بعض البطون بتحالفات مع قبائل لا تمت لها بصلة نسب نتيجة للمجاورة بالمساكن والديار فتفرض عليهم ضرورة التعايش الى أن يكونوا يدآ واحدة على ما سواهم وأول القبائل التي شهدت تداخلاً منذ نشاتها قبائل ربيعة فحينما نشبت الفتن بين قبائل تغلب ومضر وإياد ومن كان معهم دخيلاً أو مجاوراً لهم تفارقوا بعدما كانت منازلهم واحدة في تهامة وما يليها " المصدر : الأنساب المنقطعة : أحمد عبد الرضا كريم الذهبي التميمي , مكتبة مدبولي 1999 ص51. , ومن باب ذكر حقائق عن التحالفات القديمة في قبيلة جذام , نقل ابن فضل الله العمري عن المهمندار الحمداني في ما دونه قرابة 650 هـ قوله في تفصيل قبيلة جذام : ومنهم البكريون وعد من احلافهم اولاد الهويرية والداليين والحليقيين والحصينيين والربيعيين قال ويعرفون بحلف بني الوليد وهم اولاد شريف النجايين وذكر ان لهم نسباً في قريش الى عبد مناف بن قصي " المصدر : مسالك البصار في ممالك المصار , ابن فضل العمري , ج4 , مركز زايد للتراث والتاريخ , ص209., فهنا يتكلم عن احلاف عدت من بطون جذام , فما بالنا بالجزيري الذي مر ودون حسب ما وصلت له المعلومة وفق درجة استخبار لا تصل لليقين يصح فيها ذكر البطون في التضمين وإن إختلفت نسباً , وقد ذكر القلقشندي في " نهاية الأرب " في باب الفصل الخامس : في بيان يحتاج  الناظر في الأنساب اليها , وقد نص على نص مهم وهو " الخامس : إذا كان الرجل من قبيلة ثم دخل قي قبيلة اخرى جاز أن ينتسب الى القبيلة الأولى وأن ينتسب الى القبيلة التي دخل فيها وأن ينتسب الى القبيلتين جميعاً مثل أن يقال التميمي ثم الوائلي ثم التميمي وما اشبه ذلك ." المصدر : نهاية الأرب في أنساب العرب ابي العباس أحمد القلقشندي , تحقيق ابراهيم الابياري , دار الكتاب اللبناني ط2 1400 هـ /1980م , ص21 , إن الجزيري وضح في قوله : " لأنه سائر بالوفد ماراً على عربان مختلفة الأجناس " إن هؤلاء المذكورين مختلفون ففي المعاجم العربية : هو من جنس آخر : من قومية اخرى " أي انه يحدد الاختلاف وهذا يشمل النسب وغيره لذا فإن تضمينه بعض البطون في الانتساب لجذام فهو مدخله الظن لا القول الجازم الصريح , وهنا تفصيل على بابين : الباب الأول : توضيح حقيقة ما أراد الجزيري من ذكره  الباب الثاني : مناقشة هذا النص من بعض المهتمين بالانساب فيما بعد , وإذا تناولنا الباب الأول فإن الجزيري ذكر معلوماته حسب ما توفر له من الإستخبار والذي يتضح تماماً في نصوصه انه يقصد فيه " الإنتساب العام " كالذي اورده القلقشندي في النص الفائت لا " الإنتساب الصريح " وهو الذي يحدد النسب الصريح للبطون , لذا فإن العلماء قدموا في الانساب اقوال النسابين على اقوال المؤرخين والرحالة , وان النص اذا ورد بأن القوم أبناء ( فلان بن فلان الى الجد المعلوم في النسب ) عدوه قولاً صريحاً على نسب هؤلاء , وإن كان النص في رفع النسب الى بطن معين فهو ايضاً له درجته في الإعتبار , وأما قول المؤرخ والرحالة في ان القوم الفلانيين من الامارة الفلانية أو القبيلة ذات الهيمنة او العنوان الوسع عد ذلك في تغليب الظن وليس في القول الجزم . وفي الباب الثاني : نجد السير اوبنهايم في موسوعته " البدو " قد ناقش هذه النقطة وحسمها تماماً : " هناك تقرير من عام 955هـ / 1458م يذكر معلومات هامة عن تركيب بني عطية " المعازة " حسب هذا التقرير كان ينتمي لمجمعهم آنذاك : الترابين والوحيدات والحويطات  والأحيوات ... ولكن لا يجوز ان نستنتج من ذلك ان هذه القبائل تنتمي من ناحية النسب الى بني عطية ذلك ان حكايات الترابين عن نسبهم تثبت العكس كما ان حكايات الوحيدات والحويطات تشير الى ان زعمائهم على الأقل هم من اصل غريب وهذا الوضع هو الذي جعلهم ينفصلون في وقت مبكر عن بني عطية ويشكلون مجمعات مستقلة وبينما هاجر الوحيدات من مقرهم القديم قرب العقبة الى الشمال فقد انتشر الحويطات شيئاً فشيئاً في تلك المنطقة وطردوا بني عطية من منطقة الخليج " المصدر : البدو الجزء الثاني : فلسطين - سيناء - الأردن _ الحجاز تأليف : ماكس فرايهير فون اوبنهايم , آرش بروتيلش , فرنو كاسكل , ترجمة : محمود كيببو , تحقيق ماجد شبر , شركة دار الوراق للنشر المحدودة - لندن , ص485.وقد علق النسابة عاتق بن غيث البلادي الحربي رحمه الله على نصوص الجزيري فقال : إن علم النسب في القبائل المتخالطة في السكن والجوار او المتحالفة لا يعرف حقيقة نسبها مضبوطاً سوى ابن البيئة المقيم لا الرحالة المتنقل مثل الجزيري وامثاله . وهذا واضح وصريح ان الجزيري رحمه الله قصد في نصوصه الصنف الأول من ذكر الإنتساب وهو العام وليس الإنتساب الصريح الذي يسلسل الانتساب للجد المتناسل منه , ومجملاً نقول كما قال الحافظ بن حجر العسقلاني رحمه الله في كتابه " فتح الباري " ج3ص584 : " وإذا تكلم المرء في غير فنه أتى بهذه العجاب " لذا فإن بعض المرتزقة من ادعياء العلم وأصحاب المسميات الوهمية لا يلتفت لهم لأنهم اصحاب مشاغبات مستغلين الفضاء الالكتروني الذي لا رقيب فيه وهؤلاء اماكنهم الصحيحة هي المصحات النفسية ليخضعوا لعلاج نفسي يوضح لهم مكانتهم الطبيعية , وفي الختام فنحن نشكر من وجه لنا بالسؤال لأن هذه المسائل مهمة للقاريء والباحث عن الحقيقة وأدلينا بذلك قدر المستطاع والله ولي التوفيق 
. خادم العترة الطاهرة : عبد الرحمن الأعرجي الحسيني / دولة الكويت







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق