ذكر الفرنسي دي بوار إيميه أحد مهندسي الحملة الفرنسية على مصر سنة 1799م اثناء رحلته للتيه في سيناء , عن ألعاب الفروسية التي شاهدها لـ فرسان من قبيلة الترابين اثناء مرافقتهم له من التية في سيناء الى القاهرة : قال لنا شيخ الترابين وهو يمتطي حصانه مع بعض الفرسان , انه ذاهب معنا ليدلنا على طريق أفضل من ذلك الذي نعرفه , وما ان خرجنا من المخيم حتى إفتعل مناوشة , وقضينا نحن بعض وقت في ملاحظة المهارة التي يوجهون بها خيولهم ويتقاذفون الجريد (1) كنت قد شاهدت هذا الأمر مرات عديدة , وحيث أنني شغوف بهذا النوع من الألعاب , فأنني لم أستطع أن أمنع نفسي من المشاركة فيها , فدخلت بينهم , واستمر اللعب طيلة مسيرتنا ..!! قلت : الترابين من القبائل التي تقتني الخيول العربية الأصيلة ولا غرابة ان يقدم الفرسان عروض وفنون الفروسية وقد وصف هذا العالم مهارة فرسان الترابين من خلال افتعال الشيخ تلك المناوشة خلال تلك الرحلة الطويلة ليكونوا على جاهزية وقد ذكر في تلك الوثيقة حين زار المخيم واحاطة الفرسان له من كل جانب وهم مدججين بالسلاح لمقابلة شيخ القبيلة.
[ الخيول في حياة الترابين ]:
[ الخيول في حياة الترابين ]:
اهتم الترابين منذ القدم بالخيول العربيه الاصيله وحافظوا على انسبائها وسلالتها وتباهوا باقتنائها بين القبائل والعشائر وكانت هي قوتهم في الحروب التي خاضوها فحياة الترابين القاسيه في الصحراء منحت الخيل شخصيه متميزه وبنيه اكتسبتها بانتقاء الطبيعه القاسيه فالبقاء للاقوى وساهم الترابين على تحسين سلالة هذه الخيول ومن اشهر سلالاتهم العبيه والتي امتازت برفع ذيلها عاليا بينما تركض كالعبائه ولذلك اطلق عليها اسم العبيه والكحيله والتي امتازت بالعيون الكحيله كالمراه التي خطت عينيها بالكحل ولذا سميت بالكحيله ومن اقوال الترابين قديما قالوا عشي الكحيله قبل العيله والخيل ذكرت في القران الكريم في عدة مواقع كقوله تعالى في سورة العاديات والعاديات ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا حتى رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم قال الخيل معقود في نواصيها الخير الى يوم القيامه وحكيت حول سلالات الخيل اساطير كثيره عند معظم الترابين قديما بسرد مشيق لانهم مولعون بتربية الخيل وكانوا يرددوا اسطورة الخمسه عن الملك سليمان بن داود وتقول الاسطوره ان الملك سليمان احب خيوله العربيه وامضى كثيرا من الوقت يظهر اعجابه بها الى حد انه اهمل عبادة ربه وللتكفير عن هذه الخطيئه الكبيره امر الملك بذبح خيوله ولكن هرب منها خمس فرسات الى الصحراء احداها معشره وولدت تلك الفرس الهاربه حصانا نكح الفرسات الاخرى بعدئذ ونتج عن ذلك الخمس سلالات الاصليه العبيه والكحيله والصقلاويه الخ فكانت الكحيله والصقلاويه هما السلالتان المتميزتان اكثر من غيرهما لدى الترابين فقد تميزت جياد الصقلاويه بجمالها وتقاطيعها الجميله والرقيقه وخطمها الدقيق وراسها الافطس بينما تميزت جياد الكحيله بالعظام القويه والرؤؤس القصيره والصغيره وكان الترابين قديما يقومون بتهجين حصان كحيلان وفرس صقلاويه وكان يحصلوا على جواد عربي من نوع الكحيلان ولكن الترابين كانوا يعرفوه ويسجلوه بسلالة الصقلاويه انتسابا لسلاله امه حسب عاداتهم وكان الترابين يسافرون مئات الاميال مع افراسهم من بئر السبع وسيناء وبالعكس للوصول الى فحل معين من سلاله مختلفه للحصول على نوعيه مرغوبه واشتهر الترابين في مناسباتهم كالافراح وختان ابناؤهم بتنظيم سباقات للخيل بهذه المناسبات وكذلك الاعياد وكان له مكانه مرموقه في حياتهم وشعرهم.
______________________________________________________
( نحتفظ بالوثيقة ) اسماعيل بن عياد الترباني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق