وثائق الحملة الفرنسية 1798-1801م
L EXPedition D Orient " واغلب هذه الوثائق مكتوبة بخط اليد باللغة الفرنسية كتبت بخط علماء الحملة الفرنسية ابان عهد الحملة في اواخر القرن الثامن عشر الميلادي , فتلك الوثائق تمثل مصدراً هاماً للتعرف على مظاهر الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في مصر واسماء الأماكن الجغرافية كالمدن الكبرى والأرياف واسماء القبائل العربية ومناطق تواجدهم وتنقلهم ,وعاداتهم وتقاليدهم , وهذا ما يهمنا من تلك الوثائق النفيسية , وقد اطلعنا على كتاب وصف مصر Description Description d Egypte وهو يزخر بكثير من الدراسات العلمية التي اعدها علماء الحملة الفرنسية وهذا السفر الضخم يلزم كل باحث لتوثيق تلك المرحلة المهمة من التاريخ لاكمال النقص في بعض المعلومات الوثائقية الهامة التي تغطي الجانب الاقتصادي والاجتماعي والطرق التجارية في اواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر , فأهداف الحملة لم يكن مصر وانما الوصول الى اراضي الدولة العثمانية عبر بلاد الشام , والقضاء على تجارة الهند البريطانية ..الخ من اهداف .
[ولاية قليوب] : ذكر المهندس الفرنسي جلبير جوزيف جاسبار كونت دي شابرول ويشار إليه باسم " شابرول دي فولفيك " وهو أحد مهندسي حملة نابليون وهو مهندس طرق وكباري , وقد جاب الديار المصرية والصحاري وقام بدراسة اشتملت العادات والتقاليد من مختلف جوانبها وكل مظاهر الحياة وتطرق للأماكن وبعض الأعراف السائدة في مصر , وقد ذكر في هذه الدراسة أن الترابين قد سكنوا في " قليوب " (1) , وقد وصف الحياة الإجتماعية لبعض من عشائر قبيلة الترابين الذين يقطنون تلك المنطقة فقال : في ولاية قليوب هناك الترابين وهم يقيمون في الخيام , وهم يشاركون الفلاحين في زراعة الأرض ولكن دائماً وبلا جدال على حساب هؤلاء الآخرين , ويروعون سكان ضواحي القاهرة بغاراتهم التي يقومون بها . وقد قام المهندسون برسم خرائط تظهر التجمعات السكنية في المدن الكبرى وقد ظهر في احدى الخرائط وجود للترابين ومساكنهم حول القاهرة في تلك الخريطة عام 1798م في ناحية البساتين (2) وقد ذكر اميديه جوبير في دراسة بعنوان : حصر شامل للقبائل العربية التي تقطن بين مصر وفلسطين ابتداء من خان يونس وغزة ... وقد جاء في الدراسة ان اماكن اقامة الترابين ( ديارها ) هو في وادي التية ودير الطين وضواحي بلاد غزة وعدد فرسانها 500 فارس على الأقل في كل منطقة من التواجد وقال : كانت هذه القبيلة ( الترابين ) التي يعرفها كل من زار مصر في تلك الأزمنة أكبر عدداً فيما مضى عما هي عليه الآن , فهي واحدة من تلك القبائل التي عانت من غضب علي بك عليها عندما عزم هذا الزعيم المملوكي على تخليص مصر من العربان , وكان ان هزمهم في لقاءات عدة الا انه لم يستطع القضاء عليهم ومهما يكن من أمر فإن المرء لا يستطيع ان ينظر باستخفاف الى التزايد المطرد في تزايد اعداد فرسانهم الطموحين الذين لا يخضعون لشيء الذين يهددون بغزو غير منظور لو تم تجميع القبائل حولهم للسيطرة على كل الاراضي ولربما نصحو ذات يوم فإذا بالوقت قد فات فلا نستطيع مقاومة القبائل لو اتحدت ( نقلاً عن د. جراتيان لوبير ) وقد ذكر اميديه جوبير في الدراسة الوحيدات وان مكان اقامتهم بين العريش وغزة وفي الصحراء الواقعة الى الجنوب الشرقي من غزة وعدد فرسانهم 3000 فارس على الأقل في عام 1779م كانوا يسيطرون على كل البلاد الواقعة اسفل خط عرض 31 بين البحر المتوسط والبحر الميت وينتمي اليها على الدوام شيوخ القبائل المجاورة. وفي دراسة لـ دي بوا - إيميه ذكر ان عدد القبائل الطليقة في صحراوات مصر كبير والتي تعرفت عليها اثناء اقامتي في هذه البلاد : وقدد عد الترابين من ضمن القبائل الطليقة في صحراوات مصر وذكر الترابين تحت مصطلحين 1. الترابين الكبرى 2. الترابين الصغرى , وقد قصد بالترابين الكبرى الترابين والوحيدات المتواجدين ما بين العريش وغزة والترابين الصغرى المقيمين بالتيه وما حول القاهره وقد ذكرت الدراسة ان البعض يرتبط بالقبائل العربية بالعادة ثلاث فئات من الرجال شديدي الأختلاف : الأسرى الذين حصلوا عليهم اثناء الحروب وآثروا البقاء في حماية القبيلة , والعبيد المشترون , والفلاحون الذين يتفاوت عددهم قلة أو كثرة تبعاً لسكان الأراضي الخصيبة التي احتلوها وكذلك بعدد البؤساء من الفلاحين الذين هربوا الى مخيماتهم بحثاً عن ملاذ آمن من طغيان الأتراك والمماليك . وقد ذكر ان الترابين والوحيدات ينتمون الى اصل عربي . نحتفظ بالوثائق الأصلية
( اسماعيل بن عياد الترباني )
___________________________________________________
(1) : قليوب : تسمى الآن محافظة القليوبية وهي احدى محافظات جمهورية مصر العربية , وعاصمتها بنها وتقع شرق النيل عند رأس الدلتا ويحدها من الجنوب محافظة القاهرة ومحافظة الجيزة وشمالاً محافظتا الدقهلية والغربية وشرقاً محافظة الشرقية وغرباً محافظة المنوفية .
(2) : البساتين : سميت بهذا الأسم نظراً لطبيعتها الزراعية , حيث كانت تسمى في عصر المماليك بـ " بساتين السلطان " وكانت عبارة عن مساحة ضخمة من الأراضي الزراعية التي تنتج كافة انواع الخضروات والفواكه وبمرور الزمن سقط اسم بساتين السلطان وتحول الاسم الى " البساتين " وهي الآن من احياء القاهرة وتقع في جنوبها ومجاورة لاحياء هامة كالمعادي ودار السلام والتي يقطنها الترابين حسب الخرائط وقد ذكرها المقريزي والجبرتي في مجلد عجائب الآثار بأن اسمها القديم " دير الطين " والبساتين هي من اكثر الأحياء ازدحاماً ولا زال بها كثير من الترابين حتى الآن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق