لقد فسد علم الأنساب لما تناوله الجهال الذين يجمعون الغث والسمين , ومصادر الأنساب العربية الحديثة كثيرة ولكثرتها جاء بعضها منسوخاً عن بعض , وبعضها يفتقد للصنعة النسبية وبعضها إتسم بالمبالغة فألف العرب مئات من الكتب ولكنها لم تصل الينا جميعها وما وصلنا فيه كثير من الخلط والمشاكلة فموسوعة النسب المعروفة بالمهذب التي عدها ياقوت الحموي في عشرين جزءاً وهي من القرن السادس الهجري فقدت في خضم الأحداث الجسام التي تعرضت لها المنطقة العربية وأختتمت كتب الأنساب بعد ذلك بمؤلفات ابن خلدون والقلقشندي وبعد هذا العصر لم نسمع عن مؤلفات في النسب وهذا الأنقطاع في التأليف إستمر لقرابة خمسة قرون وقد أثر هذا تأثيراً كبيراً في أنساب كثير من القبائل العربية وفي مستهل القرن الثالث عشر بدأت كتب الأنساب تظهر مع مؤلفات السويدي واضرابه قلت: إن خمسة قرون من ترك النسب والتأليف خلف جهلاً وخلطاً كثيراً إستغله حاطب الليل(1) للعبث في أنساب القبائل العربية , فـ يضحكني حد القهقهة حين أقرأ خربشاته حين يذكر في كتاباته عن نسب قبيلة الترابين ويقوم بسرد المصادر كالتالي:
1. قال مؤرخ الجزيرة الشيخ حمد الجاسر الحربي
2. قال عبد القادر الجزيري في الدرر الفرائد.
3. دفتر أمير غزة العثماني
4. بيان من لا يملك الحق في اصداره ( بيان الكذب )
5. تربان نسبة للترباني
6. المدرس يحيا جبر .. الخ
7. مراسلة اجميعان بن جرمي للجاسر
من التدليسات والهرقطات المضحكه, وجميعها تشير لمصدر واحد وهو ( كتاب الجزيري الدرر الفرائد في اخبار الحاج وطريق مكة المعظمة ) , فمن باب الرد العلمي نوضح التالي : وبالأدلة والبراهين (أ) :" نسب بنو حرب " والذي ينتسب له مؤرخ الجزيرة العربيه الشيخ حمد الجاسر رحمه الله حسب النصوص التاريخية المعتبرة والتي يعتمدها كثير من الباحثين في أنساب القبائل العربية قال ابن حزم الأندلسي : إن بنو حرب من بني هلال ونقل منه ذلك الحمداني والعمري والقلقشندي وابن خلدون والمقريزي وغيرهم وهو مدون في كتب التاريخ منذ ما يقارب عشر قرون فهو خطأ بلا شك عند عقلاء وشيوخ ووجهاء وأعيان ونسابة قبيلة حرب رغم ان ناقليه كثر فيما بعد فالمعتمد عن نسابة حرب إن بني حرب نزحوا من اليمن وأصلهم من خولان القحطانية فهل يعني أن قول ابن حزم صواب لتناقله , فنسابة حرب كـ حمد الجاسر وفائز بن موسى البدراني الحربي تغاضوا ولم يلتفتوا لتلك النصوص القديمة لأنها تخالف موروث قبيلة حرب , ونضيف إن الشيخ حمد الجاسر الحربي وفي مجلة العرب التي أنشأها في ج9,10 س24 الربيعان سنة 1420هـ ص 711 أقر بأنه قد وقع في خطأ بنسبه وقد وضح له ذلك الباحث فائز بن موسى البدراني الحربي إن نسبه من الشبول من بني علي من مسروح من قبيلة حرب وليس من سليم كما إعتقد الجاسر في السابق !! , وما المانع أن يصحح الترابين أخطاء الجزيري إن وجدت فالمدلس لوى عنق النص فأجتزأ ما يوافق هواه وترك الأهم , فالشيخ حمد الجاسر رحمه الله ذكر في كتابه جمهرة أنساب الأسر المتحضرة (ص67). (إن الباحث في الأنساب لا بد له من معرفة منازل القبيلة وفروعها في أقدم العهود المعروفة وفي العهد الذي يبحث عن أنسابها فيه ليتمكن من المقارنة بين منازلها قديماً وحديثاً لكي تتضح له طريقة إنتشارها ). فالجاسر قدم النصيحة ولم يعمل بها حين إستند للجزيري في نسب الترابين ورده المتسرع على ابن جرمي , ويتبين لنا مما سبق إن الجاسر ليس معصوماً عن الخطأ وهذا ينطبق على الجزيري الذي خلط في أنساب كثير من القبائل العربية , فقد ظن الجزيري إن الترابين من بني عطية ( المعازة ) فقد إشتبه عليه الأسم لأن جد الترابين اسمه ( عطية ) كذلك وإن جد الأحيوات اسمه (عطية ) وجد الصوالحة ( عطية )وجد المعازة ( عطيه ) ..الخ وحين تحدث الجزيري عن ادراك العربان كانت هذه القبائل جميعها بالاضافة للحويطات وبني عقبة والرتيمات وغيرهم في تجمع واحد هدفه الإنتفاع المادي من هذا الدرك فهو ممر تجاري خالص فهذا الألتباس اوقع الجزيري في الوهم فظن ان الجميع من أصول واحدة وقول الجزيري هذا عن القبائل العربيه , تلقفه حاطب الليل وتراجع عن تبنيه السابق حين كان يطنطن ويشير لبقمية الترابين , ونحن من داخل طيات الدرر الفرائد نبطل ما ذكره البعض عن الجزيري وتقويله ما لم يقله صراحة, وها هو الجزيري يفضحهم حينما فرق بين الحويطات وبني عقبة وبني عطية وكلمة غيرهم في النص ( يا متعالمين ) تشمل كل القبائل بما فيهم الترابين ( اليكم الصفعة لتريكم النجوم في وضح النهار ومن نفس المصدر الدرر الفرائد ) فقد ذكر الجزيري في مجلده الدرر الفرائد (ص209ج1) "عادة أمير الركب الحجازي إن لخيامه الأبهه لا سار بالوفد ماراً على عربان مختلفة الأجناس كالعقبي والعطوي والحويطي وغيرهم ." فهذا رأي الجزيري الدسم في أنساب القبائل ففي النص ذكر الجزيري ( مختلفة الأجناس ) وهي بمعنى انهم من أصول مختلفة أي لا تربطهم صلة نسب وجاء في الأمثال العربية : ( الناس أجناس ) وكلمة غيرهم التي وردت في النص تشمل جميع القبائل العربية التي جاء ذكرها في كتاب الجزيري الدرر الفرائد .!!! وقد ذكر أوبنهايم في كتابه البدو ( ص 485 ) حين تحدث عن تاريخ بني عطية " المعازة " نقلاً عن مشايخ الترابين والحويطات والوحيدات رداً على ما جاء في كتاب الجزيري ( هناك تقرير من عام 955 هـ يذكر معلومات هامة عن تركيب بني عطية حسب هذا التقرير كان ينتمي لمجمعهم آنذاك الترابين والوحيدات والحويطات والأحيوات ولكن لا يجوز ان نستنتج من ذلك إن هذه القبائل تنتمي من ناحية النسب الى بني عطية " المعازة " ذلك إن حكايات الترابين عن نسبهم تثبت العكس كما ان حكايات الوحيدات والحويطات تشير على ان زعمائهم على الأقل هم من اصل غريب وهذا الوضع هو من جعلهم ينفصلون في وقت مبكر عن بني عطية ...الخ قلت : الباحث الصادق الأمين التقي يدور مع الحق حيث دار ولكن بعض من ألف كتباً ونسب الترابين زوراً وبهتاناً للمعازة بني عطية لن يتراجع لأسباب منها إن ما ألفه سيكون مصير أوراقه باعة الفلافل والترمس على الأرصفة لذلك نراه يشير لمصادر اصل مصدرها الجزيري , وبالنسبة لدفتر غزة وذكر كلمة الرباتين والرباتون والتي إعتقد الأبله إنها تعني ( الترابين) باللهجة التركية القديمة , فقد إنفرد المستشرق بيركهارت بالأشارة الى أن هذه من أفخاذ قبيلة جهينة ذكرت في المخطوطات العربية المحفوظة في دير سانت كاترين وهي بخط الرهبان وهي من ضمن خفر الدير , أما بالنسبة لبيان من لا يملك الحق بإصداره فلا نقر ما جاء فيه لا من قريبٍ ولا من بعيد لأنه إستند على ما جاء في كتاب الجزيري والقاعدة تقول ما بني على باطل فهو باطل ونضيف لمن تجرأ منهم على تبني البيان المزعوم وهو الممنوع من الخوض في الأنساب لوجود جنحة قضائية بحقه بتهمة التزوير في مشجرات الأنساب فلا نقول الا كما ذكر العلامة إبن القيم رحمه الله في خطاب أمير المؤمنين الى ابي موسى الأشعري حول القضاء ما نصه : ( المسلمون عدول بعضهم على بعض الا مجرباً عليه شهود أو مجلوداً في حد ) وبالنسبة لــ ( تربان ) في اللغة يطلق على المنتسب لتربان ( ترباني) ويطلق على المنتسب لتربة ( تُربي) وهذا لا يعني لمجرد تشابه اسم من اسماء المناطق والجهل في قواعد اللغة أن يلصق بالترابين هذه النسبة ( لـ تربان) فالترابين من تربة في الحجاز وهذا موروث القبيلة واجماعهم فقد وضح البارون أوبنهايم في موسوعة البدو كثيراً إنه لا قواعد لغوية عند البدو في التسميات والتحريف والتصحيف وما زال كثير من البدو لا يلتزمون بتلك القواعد اللغوية فتجد المنتسب لغزة يطلق عليه غزاوي والصحيح هو غزي والمنتسب لجده يطلق عليه جداوي والصحيح لغوياً جدي وهكذا دواليك , فالجاهل يريد التمهيد والأنسلاخ من حقيقة الجغرافيا المتوافقة مع موروث قبيلة الترابين وتاريخهم فهو يريد هدم هذا الموروث بالتزوير ليختلق مزاعم جديده تنم عن جهله وعن هجرة الترابين من فلسطين الى سيناء ليضفي المصداقية على خربشاته وهذا خلط لم يحدث في التاريخ فالمتعارف عليه عند كل المؤرخين إن هجرة القبائل كانت من الجنوب الى الشمال فتموج القبائل في الجزيرة العربيه معروف منذ القدم في عصر الجاهلية والأسلام , وهي مخالفه لنصوص العلماء والمؤرخين كعارف العارف ونعوم بك شقير وكل ما جاء في المصادر القديمة مما يؤكد إن الأمر للمناكفة لذر الرماد في العيون وكأن هذه الخربشات ستنطلي على الباحثين والمؤرخين فهذا إسلوب لخلط الأوراق وإستصغار لبعض العقول التي تشاركة الصداقة على صفحات التواصل الأجتماعي ؟؟ ويتبين من مقالتنا هذه إن جميع ما يقوم ذاك الكذاب من تجميع وحشد الأدلة والنصوص فإن مصدرها واحد فقط هو ( كتاب الجزيري الدرر الفرائد ) تناقلها كثير من الرواة فيما بعد ولو اطلع باحث محقق في الجزئية التي تبطل ما ذكره الجزيري وقمنا بتبيانها أعلاه لما تناقلها أحد من بعده, واليكم تالياً جدول بيركهارت الذي يفضح ما يسمى دفتر أمير غزة ومن هم الرباتين الذي قام المدلس بالادعاء انهم بمعنى الترابين في ذلك الدفتر !!
وهنا نوضح ان المؤرخ حمد الجاسر إعتمد في ردة على اجميعان بن جرمي في نسب الترابين على كتاب الرحالة عبد القادر الجزيري ( الدرر الفرائد ) الذي حبانا الله بفضله وعلمه بإبطال نصه حين ذكر ان العربان أجناس مختلفه ( مختلفة الأصول ) اليكم الرسالة الأصلية وما جاء في مجلة العرب عن محتوى تلك الرسالة .
وهذا نص عبد القادر الجزيري الذي تم ابطال ما جاء فيه فيما يخص انساب القبائل العربية
_____________________________________
(1): حاطب ليل : قال في العين (3/174) وتقال للمخلط فيكلامه وأمره : حاطب ليل مثلاً له .. لأنه لا يتفقد كلامه فهو كحاطب الليل لا يبصر ما يجمع في حبله من رديء وجيد , وقال أبو سعد في الطبقات الكبرى : أخبرنا مطرف بن عبد الله قال رجلٌ لمالك : قد سمعت مائة ألف حديث فقال مالك : مائة ألف حديث !! أنت حاطب ليل تجمع القشعة فقال: ما القشعة ؟ قال: الحطب يجمعه الأنسان بالليل فربما أخذ معه أفعى فنهشته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق