وثائق دير سانت كاترين : هي عبارة عن وثائق كتبها رهبان دير سانت كاترين كتدوين رسمي تنظم بها العلاقات بين رهبان الدير والقبائل العربيه التي تمر قوافل الدير من بلادهم خوفاً من تهاجم أو تسلب دون اغفال العرف والعادة فأضطر الرهبان على الأستعانه بشيوخ القبائل لتعيين أشخاص من أجل { الغفارة } الحراسة وتشمل الحراسة الحفاظ على أرواح المسافرين من الحجاج النصارى وأيصالهم لوجهتهم دون اعتراض والسماح لقوافل الدير بالمرور دون عائق وفي مقابل ذلك يقوم الدير بدفع {الغفرة} (1) أي أجرة الحراسة للغفير من ذهبٍ وفضة وكسوةٍ وقد ذكر في هذه الوثائق قبيلة الترابين والوحيدات والحويطات والأحيوات والسواركة والعائد وغيرهم وأقدم ذكر للترابين في هذه الوثائق يرجع للعام 1022 هــ 1613م فهذه الوثائق تعتبر مصدراً مهماً في كتابة التاريخ فلا يمكن قراءة التاريخ قراءة موضوعية من دون الرجوع الى الوثائق فهي من أهم المصادر التي يستند اليها المؤرخ والباحث في كتابة التاريخ وكما قيل {لا تاريخ دون وثائق}وتعتبر الوثيقة المتعلقة بالتاريخ جزء لا يتجزاً من تراث هذه القبيلة أو تلك وكما قيل : {الوثائق مادة خرساء في يد من لا يستنطقها} فنستنتج في ما ورد في تلك الوثائق ان للترابين حضور لا يستهان به حيث انها قبيلة ذات قوة ونفوذ في المنطقه لا يمكن تجاوزها بأي حالٍ من الأحوال فالأضافة لما تأخذه من الدير في ذلك الزمان كان لها نصيب {الربع } من خفارة عقبة ايلة .
___________________________________________________________
(1): الغفاره نظام كان متبع قديماً تدفع القبيله الضعيفة للقبيلة القوية مبلغاً من المال مقابل الحماية.علماً ان اقدم ذكر لقبيلة الترابين في هذه الوثائق كان في العام 1613م وما بين (الأقواس) هو تصحيفنا لبعض الأخطاء الأملائية التي دونها الرهبان .
نص الوثيقة: " بخط رهبان الدير" لما كان بتاريخ اوايل شهر جمادي الأول سنة الف وتسعه وستين هــ حضر الى مصر المحروسة الشيخ: {عياد ابن عشيش الترباني } وسار التوافق والتراضي بينه وبين جماعة الرهبان وهم الشيخ الأقلوم كير اديونيسيوس والشيخ برماتانيوس بأن عياد المذكور يروح يقعد يحرس دير طور سينا جبل سيدنا موسى مثل العادة القديمة يحرس أربعة أشهر كاملات وبعد تمام الأربع أشهر قالوا له الرهبان: يحرس أيضاً فلا يفارق الدير الى { الا } بدستور الرهبان وان عياد المذكور لا ينكد على الرهبان الدين { الذين } في الطور ولا يطلب منهم شاي { شيء } لا كثير ولا قليل ولا قمح ولا غيره وأشهد على نفسه عياد المذكور اذا حصل عليه شيء لا يكون على الرهبان شاي { شيء } لأن الموت والحياة في يد الله سبحانه وتعالى جرا { جرى } ذلك وحرر في التاريخ المنزل أعلاه بحضرة شيخ العرب العايد أبو النصر وبحضرة حميد العقيد من المحاسنة وبحضرة منصور بن ابراهيم القراشي وان جماعة الرهبان المذكورين أعلاه أعطوا الى عياد المذكور " ثمانية قروش كلاب" كره { كراء } أي أجره حراسته الأربعة أشهر وقبضها منهم في الوقت والمعاينة المقصود فيها ولم يتأخر له شاي { شيء } لا قل ولا جل والخير يكون .قلت: تفيدنا هذه الوثيقة ان الشيخ / عياد المذكور كان له نفوذ ووجود في بلاد الطور مما اضطر الرهبان الى أن يخصصوا له عمل تمثل في حراسة { دير سانت كاترين } في بلاد الطور في جنوب سيناء مقابل أجرة مالية في الوقت الذي كانت فيه قبيلة الترابين تستوطن الأماكن التالية: { يختص الترابين بثمد الحصى والفيحاء ووادي العراقيب وأبار العلالي ولهم الربع من خفارة عقبة أيله} في بلاد التيه وسط سيناء في عهد الجزيري { 911- نحو 977- 1505هـ 1569-1570مـ } والشيخ عياد المذكور هومن اجداد عشيرة الحسابله من نسل حسبل بن نبع بن عطيه الترباني وأحد أجداد الشاعر/ عنيز ابو سالم من قبيلة الترابين في منطقة النويبع { نويبعة الترابين } في جنوب سيناء . الباحث : اسماعيل بن عياد الترباني
______________________________________________________
مصدر الوثيقة: وثائق دير سانت كاترين المحفوظة في مركز الوثائق والمخطوطات في الجامعة الأردنية _ عمان _ ميكروفيلم رقم "480" وعمر هذه الوثيقة 355 عاماً
2. العايد/ قبيلة كبيرة من قبائل مصر وكانت شياختهم في آل أباضه وغيرهم وكان لهم الأشراف على قبائل الطور
3. القراشي : نسبة الى القرارشه احدى القبائل المعروفة في بلاد الطور
4. المحاسنة : من أشهر فروع قبيلة الصوالحة في بلاد الطور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق