(السعن او الصميل) :
(السعن )أو الصميل.. يصنع السعن من جلد الأغنام التي يذبحها البدوي ليكرم بها ضيفه وهذا السعن الذي هو مصنع بحد ذاته برغم بساطته فهو ينتج أنواع من اللبن والزبده والسمن والعفيق واللبن الحامض ( الرايب)... تعريف للسعن وهو مايحفظ فيه اللبن قديما ....و الصميل هو مايحفظ فيها الماء وهو عبارة عن وعاء جلدي مصنوع من جلود الضأن أو الماعز المدبوغ حيث يخرز( يخيط) من قاعدته ويصر ويجمع مكان الأيدي والأرجل من خلال خياطتها وربطها بشرائح جلدية فيما يبقى مكانالرقبة كفوهة للسعن او الصميل يعبأ ويفرغ من خلالها الحليب قبل وبعد خضه ليصبح لبناً.. يستخدم لصناعة السعن او الصميل جلود الأغنام عامة وان كان يفضل الصغير منها ويصلح الكبير طريقة عمل السعن او الصميل : سلخ جلد الخروف ويراعى فيه ألدقه وبعد السلخ ينظف الجلد من بواقي اللحم.... ثم بعد ذلك تعمل( الخلطة السرية) وهي عبارة عن { ماء + ملح + تمر } يعني تقريباً (مريس) ويعبأ الجلد بهذه الخلطة ويسكر
ويربط ويدفن بالرمل لمدة قد تصل الى ثلاثة ايام او اكثر او اقل بعدذلك يتم اخراج الجلد وقد بدآ الصوف بالتساقط ويتم ازالة الصوف بمنتها السهوله بسبب
الخلطه السابقه يفرغ الجلد من المحتوى وينشف - الدباغ :ويتكون الدباغ من { ارطا + كرما الأثل+ بعض عروق السلم } وهو يختلف من مكان الى اخر كل قبيلة ولها طريقتها في ذلك , تطبخ المكونات السابقة في قدر حتى تغلي ثم بعد ذلك تترك لتبرد ثم يوضع الجلد فيه لمدة تتراوح من يوم او يومين حتى (يتشرب) من الدباغ ثم يوخذ وينشّف بعد ذلك يسمى (( أديم )) ومنه يصنع:• السعن أو الصميل وهذا للحليب طريقه خض اللبن اولا : بعد ان يتم حلب اللبن الطازج يتم ترويبه فى اناء يشبه الجره ويتم غلقه بقماشه بيضاء حتى يتسنى للبكتريا القيام بدورها فى ترويبه ثم يوضع فى السعن وتبدأ عمليه الخض وهى عباره عن تحريك السعن للامام والخلف وبعد عمليه الخض هناك عده مراحل استخراج الزبده والسمن والحامض وهو للشرب ويطلقون على الحامض مسمى ( الرايب ) او المخيض...وبعد عمليه استخراج السمن والزبده يتم وضع بعض من الذرقرق وهو نبات صحراوى على السمن وماتبقى من السعن يتم سكبه فى قماشه ويتم تعليقه فى مكان جيد التهويه حتى يجف لنتج منه العفيق او الجميد ولكن العفيق يكون صلبا اما الجميد فيشبه الجبن وله طريقة تحويجه وكل قبيله لها طريقنها....(والعفيق )( المريس ) ( الجميد) هو اخر مرحله فى هذا الموضوع.... يعتبر الجميد من الأصناف الغذائية التي لا يستغنى عنها مطبخ المرأه البدويه ولا يقتصر على كونه العنصر الأساسي لعمل "المنسف" بل يدخل في عمل الكثير من الأطباق الغذائية الأخرى وحتى المقبلات . ويمتاز الجميد الذي هو في الاساس شكل من أشكال منتجات الألبان المجففة التي تستخدم بشكل واسع بسهولة حفظه وتخزينه لفترات طويله. وعن طريقة تحضير الجميد من الحليب نقوم بداية بتحويله إلى لبن رائب بعملية تسمى "الخض" في اوعية خاصة مصنوعة من جلد الماعز(السعن) ( الصميل) الذي تم ذكره سابقآ..وبعد ذلك يؤخذ اللبن الناتج عن عملية الخض وبعد ازالة الزبدة منه ويسمى (مخيضا او شنينة) ويتم تسخينة قليلا على النار وبدون تحريك حتى يبدأ بالتخثر.ومن ثم يتم وضعه في كيس من قماش الشاش لمدة يوم على الاقل لتصفية الماء الزائد الموجود فيه.بعد ذلك نقوم بإضافة الملح وعملية تشكيله على شكل كرات وتجفيفه على قطقة قماش او شاش حتى تمتص الرطوبه ونغطيه بشاش ابيض وننشره في الشمس ولكن بعيداً عن الغبار والأوساخ حتى يحافظ على لونه الأبيض.ومن الممكن حفظ هذه الكرات الجامدة لفترات طويلة، ويتم تكسير هذه الكرات الجامدة ووضعها في الماء عند الاستخدام حتى تصبح طرية ..(ويتم مرسها يدوياً مع الماء حين تتطرى قليلاً لتعود لبناً طيباً مرةً أخرى. ويجب مراعاة عدم تخزين الجميد رطباً حتى لا يتعفن. وقد ورد ذكر الصميل في قول الشاعر الترباني حين اتى بني عطية لديار السبع بعد ان اصابهم القحط الشديد فغادروا مواطنهم في الحرة وتبوك وظعنوا في الشمال لا بقصد التوسع بل على امل ان يجدوا مراعي خصبة لمواشيهم(1)
فقال شاعر : من الترابين لبصيص شيخ بني عطيه " ميل على الفارعه وملي صميلك ولا تونه" وقد وقعت بين الترابين وحلفائهم وبني عطيه وحلفائهم معارك في عدة جهات انهزم على اثرها بني عطيه وبعد ذلك تم الصلح بشروط فرضها المنتصرون .
____________________________________________________
(1) : عارف العارف تاريخ بئر السبع وقبائلها ص 169/170
الباحث : اسماعيل بن عياد الترباني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق