الفرق بين الصايحة والشاكية في حكم قاضي المنشد / القضاء العرفي - هنا الترابين

عاجل

مدونة تهتم بتراث وعادات وتقاليد قبيلة الترابين

الخميس، 8 سبتمبر 2016

الفرق بين الصايحة والشاكية في حكم قاضي المنشد / القضاء العرفي

جريمة الأعتداء على الأنثى هي من اختصاص ( قاضي المنشد ) وينظر اليها القاضي حسب نوع الأعتداء ووقته فإن كان في وضح النهار تسمى ( صايحة الضحى ) فإنه فعل فيه خرق لقيم المجتمع وأخلاقياته وعنفوان من التعدي وعلى صايحة الضحى حينما تتخلص من المعتدي , يكون عليها الدخول الى اقرب بيت أو الى أي شخص يقابلها فوراً " صائحة " بأعلى صوتها , ومخبرة عن الفاعل وما أراد منها وإن ذلك يتبين في توترها وشكل ملابسها , وعليها أن تذكر اسم الفاعل في حينه إذا كانت تعرفه أو تدلي بأوصافه حتى يتبين صدق ادعائها وسرعة ملاحقته , أما جريمة الأعتداء التي تقع ليلاً فتسمى بـ ( صايحة المساء ) أي أن الأعتداء قد تم مساء وأخبرت بوقوع الاعتداء في حينه , فحكمها مثل حكم صايحة الضحى أما اذا لم تقم بالابلاغ فوراً فلا تعتبر في مرتبة صايحة الضحى , وإذا تم الاعتداء على الأنثى ليلاً ولم تجد من تشهده فعليها أن تقوم بإشعال النار حتى يأتيها من يراها وتشهده على قولها وفعل الفاعل وذكر اسمه أو اوصافه إذا لم تكن تعرف اسمه وفي هذه الحالات جميعها لا يتم التسامح مع الفاعل ليكون الحكم رادعاً له ولغيره ويتم التقاضي باسم ( منشد راس ) ويعني ذلك الحيلولة دون محاولة الفاعل التسويف أو عدم الاعتراف , كما يقع أيضاً تحت طائلة حكم المنشد من حاول الاعتداء بأي اسلوب ولو لم يتمكن من ذلك , وفي حالة التعدي من أحد الأفراد على انثى وهي في طريقها من مرعاها الى بيتها وصاحت واستنجدت يتم نقل الجيرة من قبل الوسطاء والتقاضي امام قاضي المنشد الذي يحكم بعد التأكد وسماع الطرفين بالآتي : يأمر قاضي المنشد بدهن جمل بالقطران ويقوم المعتدي باحتضان الجمل وكل قطعة من جسمه لامست القطران تقطع او تفدى بالمال .. اليد التي طالت تقطع وتفدى بكذا من الأبل واللسان الذي تحدث يقطع ويفدى بكذا من الأبل والعين التي رأت تقلع وتفدى بكذا من الأبل ويغرم المعتدي عن كل خطوة جملاً رباعاً عن كل خطوة خطاها في اتجاه المعتدى , وعشرة من الابل عن دخول البيت ومصادرة الراحلة التي كان يستخدمها المعتدي لصالح المعتدية , واذا استخدم سلاحاً للتهديد يصادر لصالح ولي الأنثى .. وفي حادثة اخرى حكم قاضي المنشد لمعتدي قام بالاعتراف بتعديه , ونقل جيرة اعتراف , فقام بحساب كل خطوة على المعتدي بدينار ذهب ويغرم بأربعين ناقة وأربعين من الضأن وجمل اوضح , ويبيض البيت الذي دخله بقماش ابيض ولف بيتها بحرير ويرفع ثلاث رايات على ثلاثة دواوين مشهورة وكل ذلك يتم تقديرة بالعملة المتداولة وقد يصل الحكم الى حوالي ما يقارب النصف مليون دينار .

الشاكية : وهي التي تعرضت لاعتداء ولم تقم بالإخطار عن ذلك الاعتداء مباشرة ولكنها قامت بالإخبار بعد أيام أو اسابيع أو أشهر فلا يحكم لها قاضي المنشد بحقوق مثل الصايحة التي اخبرت عن الإعتداء في حينه وللقاضي بصيرة في مثل هذه الأمور ’ فالتي تأخرت يقع في ظن القاضي انها شبه متواطئة في العمل الذي تم ولكنها اجبرت على الاخطار فيكون الحكم اقل تشديداً من الصايحة , ويظل المنشد من اشد انواع العقوبات في القضاء العرفي , كما ان الجاني بعد ذلك لا تقبل شهادته او كفله فقد اصبح ناقص الاهلية عديم الشرف والمروءة.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق