مظاهر استقبال العيد عند الترابين قديماً - هنا الترابين

عاجل

مدونة تهتم بتراث وعادات وتقاليد قبيلة الترابين

الأحد، 18 سبتمبر 2016

مظاهر استقبال العيد عند الترابين قديماً


مظاهر استقبال عيد الأضحى المبارك عند الترابين شأنهم شأن كثير من القبائل العربية في بئر السبع وسيناء ،  فلهم عادات وتقاليد متوارثة  منذ مئات السنين وبروح هذه العادات يحيون تلك المناسبة ، بعد الصلاة في الخلاء يكون تجمع ابناء القبيلة الواحده من الرجال والصبيان في بيوت  اعدت خصيصاً لهذه المناسبة ومن ثم يحرص الجميع على اداء صلاة العيد كباراً وصغاراً وبعد الأنتهاء من الصلاة  يسلمون على بعضهم بعضاً وبالتهنئة بالعيد  ثم يغادرون الى منازلهم للقيام بذبح اضاحيهم وتوزيع جزء من لحومها على الفقراء والجزء الآخر على الأرحام والأصدقاء والجيران يقومون بارسال صبيانهم لتوزيعها  ويحتفظون بجزء منها لعائلاتهم ويحرصون على صلة الأرحام  لغسل النفس من الكراهية والاحقاد، و فرصة لمطايبة النفوس وتنقيتها وتصفيتها , وتحقيقاً لتوطيد الالفة والمحبة ,ومن ثم يقوم الصبيان بالعابهم المحببة في العيد ومن ثم مرافقة ذويهم استعداداً للتجمع لمشاهده سباق الخيل الذي يقام عصراً ويتجمع  كل أفراد القبيلة في مكان واحد لتهنئة بعضهم ويقوم الفرسان والهجانة بتزيين الخيل والأبل استعداداً لهذه الإحتفالية والمكونه من سباق الخيل وسباق الهجن وقبل بدء السباق هناك عادة متبعة وهي الولائم الجماعية التي تقام للضيوف وللمشاركين , فقد وصف المؤرخ نعوم بك شقير ما كان للترابين في هذه المناسبة في كتابه تاريخ سيناء حيث ذكرالترابين والسواركة بأنهم يشتهرون بتربية الخيول وهم يتسابقون على الخيل في ايام الأعياد والأفراح وأستقبال الضيوف وأهم سباقاتهم سباق الخيل في أيام عيد الأضحى وختان الأولاد ففي سباق عيد الأضحى يجتمعون في ميدان فسيح متسع صالح للسباق فتقف في جانب منه بعيداً عن الرجال النساء وفي يد احداهن منديل احمر مرفوع على عصا ويقف الفرسان في الجانب الآخر من الميدان والرجال المتفرجون يبتعدون عن صف النساء حوالي 2000 متر وهذا حسب العرف والعادة المتبعة قديماً , فحالما يرى الفرسان الراية وقد ارتفعت في صف النساء يطلقون الأعنة لخيولهم فمن فاز بها اولاً كان السابق فإذا طارده أحد اقرانه واخذها منه كان هو الفائز والا بقي الفوز للأول وفي سباق الختان يرفعون قفطاناً من الأطلس ( راية بيضاء ) بدل المنديل الأحمر ترفعه امرأة راكبة جملاً , وقد روي أحد الرميلات ما كان للترابين في احد السباقات قبيل الثورة العرابية فقال : احتفل الرياشات احد فروع السواركة بطهور بعض اولادهم فأقاموا سباقاً للخيل جمع جمعاً غفيراً من فرسان السواركة والترابين وكانت الراية قفطان من الحرير ففاز ترباني يسمى مهيزع بن علي ولم يأتي الى موقف الرجال كما هي العادة المتبعة في هذا السباق بل بقي سائراً بالراية الى قومه , واعتبر خاسراً ...الخ  والملاحظ هنا من العادات ان الراية الحمراء تستعمل في سباق عيد الأضحى والراية البيضاء تستعمل بمناسبة الختان. وبعد الأنتهاء من السباق يستعد شعراء القبيلة ( البداعين ) للإستعداد لأقامه السامر حين يظلم الليل , { السامر الدحية - الريحاني  } : وهو نوع من أنواع السامر وكان يقام في المناسبات العديدة كـ الزواج , وختان الصغار , والأعياد , والأفتخار بأمجاد القبيلةوحروبها مع القبائل الأخرى والكرم والشجاعة والغزل والرثاء وغير ذلك , وكانت تقام تحت جنح الظلام فـ يتجمع الشعراء ( البداعون ) أمام وخلف البيت الذي تقام فيه المناسبة فيصطف الرجال بشكل مستقيم ومنظم وعرضي وبأتجاه البيت الذي تتواجد به النساء المتفرجات ويبدأ الرجال بالضرب على الأكف بما يشبه ( التصفيق ) ويرددون كلمة "دحيوه" الى أن تخرج أمامهم الحاشي " الراقصه " وفي العادة تكون إمرأة أو بنتاً ويكون كامل جسمها مغطى بالعباءة السوداء كقطعة من سواد الليل حتى يديها يجب أن تكون مغطاة ولا يسمح لها إلا بثقبٍ صغير ولعينٍ واحدة لترى بها في ظلام الليل الدامس ويشترط أن لا يظهر من جسمها شيئاً ويكون مستوراً وفي اليد اليمنى تحمل سيفاً وفي اليد اليسرى منديلاً أبيض وتقوم بالرقص أمام المصطفين  كما يمنع نهائياً على الرجال المتفرجين أو المصطفين مع البداعين من الشعراء بأشعال عود ثقاب حتى لو كان منأجل سيجارة فهذا فعل شنيع غير مسموح به  ومن فعلها يتم تأنيبه وتنبيهه وإن لم يرتدع يتم إخراجه وإبعاده عن الساحه  ويشترط أن لا يظهر من جسمها شيئاً ويكون مستوراً وفي اليد اليمنى سيفاً وفي اليد اليسرى منديلاً أبيض وتقوم بالرقص أمام المصطفين لبث الحماسة فيهم فأمهر الراقصات هي التي تضع فوق رأسها إبريق الماء المصنوع من الفخار اثناء الرقص دون أن يقع أو ينسكب منه الماء فيقوم الرجال بحركات رياضية لأرباك الحاشية كـ كالقفز جماعياً جهة الحاشي والجلوس على الأرض ثم النهوض بسرعة وتعاد هذه الحركات مراراً وتقوم الحاشيه فالقفز للخلف حين قيام الرجال بتلك الحركات بخفة ورشاقة ومهارة وتقوم بغرز السيف الذي تحمله في الأرض بشكل عامودي ليكون حاجزاً بينها وبين الرجال واذا أتعب الحاشي الرجال تقوم بوضع خط التحدي برسم خطين في الأرض بواسطة السيف ولم يستطيعوا انهاكها من التعب أما إن تم تضييق الخناق عليها وإحكام تطويقا تقوم بالدفاع عن نفسها بالسيف لتفريقهم  كل ذلك يتم على إيقاع الكلمات التي يرددها البداعون " الشعراء " والتي غالباً ما تكون مبارزة شاعرية بين شاعرين وأحياناً أكثر وتجوز من شاعر واحد وسمي الشعراء بالبداعين لأن كلامهم يأتي على السليقة وارتجالي في حينه أما بقية الرجال المصطفين فيردون عليهما قائلين ( رويحاني نقول الريده ) أي بمعنى لنا الحرية في قول ما نريده  وما زالت هذه اللوحة الفلكلورية من التراث تقام عند بعض عشائر قبيلة الترابين حتى الآن توارثها الأبناء عن الآباء عن الأجداد ولم يندثر منها الا " الحاشيه " فهي غير موجوده لانها حرمت من قبل الكثير وتم استبدالها برجل يقوم بهذا الدور لأضفاء جو من الحماسة بين الشعراء المتبارزين . زي النساء : لم يكد يتغير من عهد أمهم هاجر التي لجأت مع ابنها اسماعيل الى البرية فهو ثوب طويل ضاف واسع الأردان جليل الهيئة اسود اللون يطرز بالوان من الحرير , مسترسل الى الأقدام حتى يجر على الأرض ذيلاً وصفه الشاعر قائلاً : هل رأيتم كغادتي .. اذ أتت تسحب الردا تدخل اليوم ثم تد .. خل اذيالها غدا .. فكان الثوب يزيد طوله على قامة الأمرأة بضعة أذرع فترفعه على خاصرتها بزنار من الصوف الأحمر المنسوج بيدها ثم تسبل ما يزيد منه فوق الزنار الى الأقدام ثم تلبس فوقه عباءة واسعة وتغطي رأسها بقنعة , هذا هو لباس المرأه عند الترابين وعند كثير من القبائل فلا اختلاط بينها وبين الرجال لا في افراح ولا في الأعياد . ( اسماعيل بن عياد الترباني )




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق