صناعة الجلود في قضاء بئر السبع :
لمحة تاريخية : استخدم العرب بدوهم وحضرهم الجلود في مختلف الأغراض فصنعوا منها الأحذية والأحزمة لربط رواحلهم وحزم متاعهم والسروج لركوبهم، واستخدموا جلود الأغنام المدبوغة فروة تبطن بها ثيابهم. وأوعية لنقل الماء ولحفظ الألبان وتصنيعها.فقد برع العرب في الإفادة من منتجات الجلد كالصوف والشعر والوبر في صنع الملابس والخيام والحبال وغيرها , فقد استخدم البدو جلود الأغنام التي تذبح لاكرام ضيوفهم أو ما يتم ذبحه في مناسبات الأفراح والختان لصناعة الصميل المخصص لحفظ الماء أو السعن المخصص لصناعة مشتقاق الحليب , وفي هذا المقام نتحدث عن الصميل وهو يستعمل لحفظ الماء ونقله وهو عبارة عن وعاء جلدي مصنوع من جلود الماعز والضأن المدبوغ حيث يخرز من قاعدته ويصر ويجمع مكان الأيدي والأجل من خلال خياطتها وربطها بشرائح جلدية فيما يبقى مكان الرقبة كفوهة يعبأ ويفرغ من خلالها الماء فيؤخذ جلد الذبيحة بعد السلخ والذي تراعى فيه الدقة حتى لا يخدش وينظف الجلد من بواقي اللحم ثم تعمل له خلطة مكونة من ( ماء وملح وتمر ) تكون كالمريس ويعبأ الجلد بهذه الخلطة ويغلق بإحكام ثم يدفن في الرمل لمدة قد تصل الى ثلاثة أيام أو أكثر بعد ذلك يتم اخراج جزء من الجلد لمعرفة مدى تفاعل تلك الخلطة فيه ومن علامات ذلك التفاعل يتم نتف الصوف فإذا كان التساقط بسهولة حينها يتم اخراج الجلد من مدفنه وافراغ المحتوى ومن ثم ازالة الصوف وبعد ذلك تتم الدباغة وتتكون من ( أرطا وكرما الأثل وبعض عروق السلم ) تطبخ تلك المكونات في قدر حتى تغلي ثم تترد لتبرد ثم يوضع الجلد في ذلك المنقوع لمدة يومين أو ثلاثة حتى يتشرب من الباغ ثم يؤخذ وينشف بعد ذلك فيصبح صالحاً للأستعمال هذا كان ما يقوم به عربان بئر السبع لعمل الصميل قديماً , وكانت مدينة الخليل من المدن المجاورة المشهورة في صناعة قرب الماء ( الصميل ) وكانت تجلب تلك الصناعة منها وكذلك الأحذية والفراء وغيرها من المنتوجات الجلدية , وحين توسعت قصبة بئر السبع وتم انشاء الأسواق انتقل بعض صناعي الجلود من أهالي مدينة الخليل وبعض المناطق الفلسطينية للأقامة في مدينة بئر السبع وفتحوا حوانيت لهذه الصناعة , وخصوصاً صناعة الأحذية الجلدية والأحزمة لربط الأمتعة والسروج لركوبهم والفري وكثير من الملابس , وقد نقل هؤلاء تلك الصناعة للبلدة في النصف الأول من القرن العشرين تقريباً في عام 1906م , فكانت تجارة رائجة لمرتادي اسواق البلدة من العربان سواء عربان السبع او عربان المناطق المجاورة كـ سيناء وشرق الأردن وشمال الحجاز , وتعود شهرة صانعي الأحذية في تلك الحقبة إلى طبيعة الجلد المُصنعة منه ، إذ إنه مصنوع من جلد الماشية وخاصة الأبقار، والمصنعة محلياً بعد خضوعها للمعالجة, فيما تعرف بعملية الدباغة, التي تعتبر عملية متعبة نوعاً وصعبة ولكي تكون بعد ذلك صالحة للاستعمال الصناعي , وتشتهر مصانع الخليل بجودة أحذيتها العالية منذ القدم ، وسوق كبيرة ومرحب به، وذلك لجودة الحذاء المصنوع من الجلد الطبيعي لذلك اصبحت بئر السبع محط أنظار ووجه للتسوق لشراء المصنوعات الجلدية في ذلك الوقت بالأضافة لكونها مستودع لأنتاج الحبوب على مستوى البلاد المجاوره .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق