ذكر المستشرق تشارلز داوتي (1) في كتابه ترحال في صحراء الجزيرة العربية سنة 1878م عن تجارة الترابين مع شمال الحجاز فقال : من عادة هؤلاء التجار القدوم لشمال الحجاز في فصل الربيع وهم اصلاً من تجار الأبل بين العربان , جاءوا من صحراء ساحل البحر في سوريا (2) أسفل غزة ومن عادة هؤلاء العربان ان يشتروا افضل الدواب والماشية وبالرغم من انهم يقدمون او يعرضون اسعاراً مرتفعة إلا ان بدو شمال الحجاز لا يرغبون في البيع لهم مطلقاً وعن طيب خاطر , وهم يعتقدون النوق من الممتلكات المفيدة والمربحة , فالأبل سوف تنجب كل عام , أما النقود فهي عقيمة وتضيع بالاستعمال , وقد جرى العرف أن يبيع البدو الرحل دوابهم عندما يكونون بحاجة ماسة الى النقود , وهم لا يبيعون هنا الا ذكور الماشية بالرغم من تلك الذكور هي الأفضل في عملية النقل والحمل فكان الترابين يدفعون في الجمل القوي المتين ثمناً يصل الى حوالي خمسين ريالاً , كان يدفع النصف نقداً , والباقي على شكل قماش من البفتة البيضاء التي تباع لهم لكي يصنعوا منها ثياباً لهم في الصحراء , ويحضر هؤلاء التجار القماش البفتة من سوريا ويبيعونه هنا بسعر قرية تيماء , ولا يزيد ما يكسبونه نظير تعبهم ومشقتهم عن الربع ويبيع هؤلاء ( الترابين ) الأبل التي يشترونها من هنا , في كل من مصر وسوريا ويتنقلون طوال العام في كل انحاء الاجزاء المرتفعة من الجزيرة العربية , كي يشتروا الأبل لحساب الدول المجاورة (3) .
___________________________________________________
(1) : شاعر ورحالة من العلماء الإنجليز
(2) : المقصود سوريا الجنوبية ( فلسطين والأردن )
(3) : من كتاب ترحال في صحراء الجزيرة العربية الجزء(!) رقم الصفحة (!)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق