آل ماضي ( الوحيدات ) وسلطانهم على حيفا وعتليت ونابلس 1804-1830م
بسط آل ماضي وهم فرع من بدنة الوحيدات ( بن هرماس/ الهرماسي ) من اجزم من اعمال حيفا تحديداً سلطانهم على المنطقة ما بين حيفا وعتليت وصولاً الى الجهة الغربية من جبل نابلس في الفترة ما بين 1804-1830م وذلك زمن الشيخ مسعود الماضي الهرماسي الوحيدي , والد الشيخ عيسى وتشير تلك السيطرة الى مدى ضعف العثمانيين وسلطانهم داخل البلاد من ناحية ومن ناحية اخرى سطوه البدو كالوحيدات من ناحية اخرى , آل ماضي عشيرة بدوية من قبيلة الوحيدات احدى قبائل بدو الجنوب الفلسطيني وكان اول عهدها في الشمال وسيطرتها على الناصرة بعد واقعة لوبيا طبريه , ثم مرج ابن عامر , ثم حيفا والقسم الغربي من جبل نابلس وقد لقب زعيمهم بشيخ مشايخ نابلس , فهذا الفرع من الوحيدات سيطر على هذه المنطقة حتى عام 1735م وفي تلك السنة دارت بينها وبين قوات ظاهر العمر معركة جرت في منطقة مرج بن عامر , والغلبة كانت من نصيب ظاهر العمر وكان من نتائج هذه المعركة استيلاء ظاهر العمر على مناطق نفوذ آل ماضي . ومنذ تلك الفترة لم يصل هذا الفرع من الوحيدات ( آل ماضي ) لمركز سلطة حتى بداية القرن التاسع عشر وذلك بسبب قوة ظاهر العمر ومن بعده احمد باشا الجزار منذ عام 1735م وكانوا في انتظار فرصة للأنقضاض لاسترجاع مناطق نفوذهم , وحانت هذه الفرصة مع وفاة احمد باشا الجزار عام 1804م فقام الشيخ مسعود بتجهيز قوات استولت على السهل الساحلي وخاصة المنطقة ما بين حيفا وعتليت وفيما بعد استولوا على القسم الغربي من جبل نابلس , لم يرغب سليمان باشا والي صيدا ومعاونه علي باشا بإثارة الشيخ مسعود ضدهم وآثروا التودد اليه . واستشارته بالأمور بل وصل الحد بأخذ مشورته , , وكذلك اوكلا اليه جباية الضرائب , من سكان المناطق الساحلية التي اصبحت تحت نفوذ الوحيدات , وعلى اثر ذلك تكونت علاقات مشحونة بين الشيخ مسعود , وحاييم فرحي المساعد المالي للوالي سليمان باشا , وقد اكثر من ( العورة ) من وصفه لهذه المشاحنات في كتاباته المرسلة للوالي سليمان باشا , وكانت اسباب هذه البغضاء بينهما ترجع الى شعور الشيخ مسعود الوحيدي بأن المساعد المالي حاييم فرحي يقاسمه النفوذ عند الوالي , وقد استمرت الصراعات بينهما الى ان تم قتل حاييم فرحي على يد عبد الله باشا والي صيدا سنة 1820م الذي ورث الولاية عن ابيه , واستمر بنفس النهج في علاقته مع الشيخ مسعود الوحيدي وكان شديد الحذر من اثارته ضده لأن فترة حكمه كانت فترات تمرد لا حدود لها , وفي سنة 1820م وقع خلاف بين عبد الله باشا ابن سليمان باشا والأمير شهاب في جبل لبنان , وعلى اثر مماطلة الأمير شهاب في تأدية الضرائب المطلوبة منه الى الوالي عبد الله باشا عندها تقدم الشيخ مسعود الوحيدي واستطاع عن طريق المكاتبه ان يقنع الامير شهاب بالنزول عند طاعة الوالي ودرأ للخلاف , الأمر الذي زاد من نفوذ الشيخ مسعود الوحيدي لدى الوالي وتوج هذا النفوذ بتعيين الوالي عبد الله باشا الشيخ مسعود حاكماً على نابلس في سنة 1830م بهدف تأمين البلاد من هجمات البدو واستمر بمنصبه حتى الاحتلال المصري للبلاد سنة 1831م ( حملات ابراهيم باشا ) فرع الماضي رفضت الاحتلال المصري كسائر قبائل البدو لانهم رأوا فيه تهديداً لمصالحهم ونفوذهم , فأنضم الشيخ مسعود الى التمرد ضد الحكم المصري في محاولة لدحره , ولكن المصريين تمكنوا منه وقتلوا واسروا الكثيرين من البدو المنضويين تحت زعامة الشيخ مسعود ففر قسم منهم الى استانبول عاصمة القرار العثماني حيث حظوا بالحماية والاحترام من قبل السلطات العثمانية لوقوفهم الى جانبهم في حرب المصريين وعندما هدأت الأمور وعادت الى سابق عهدها عين كل من الشيخ عيسى بن مسعود الوحيدي والياً على صفد وعين ياسين شقيق الشيخ مسعود الوحيدي حاكماً على غزة والشيخ محمد الماضي حاكماً على حيفا , وفي سنوات الخمسين من القرن التاسع عشر , بدأ نجم الماضي الوحيدات بالأفول ليبرز مكانهم نجوم ( من الفروع الأخرى) ... يتبع في مقالة اخرى
______________________________________________________
المصادر :
حملات ابراهيم باشا في سوريا / سليمان عز الدين (ص69)
فيلنني ( 2,ص235)
بيركهارت سوريا ( 344و343و726)
تاريخ ولاية سليمان باشا العادل / ابراهيم العوده (ص98و103)
وصف مصر لعلماء الحملة الفرنسية / زهير الشايب ( ص22و23و26و27 ج2)
تاريخ جبل نابلس والبلقاء/ احسان النمر (ج2 ص396و397)
تاريخ غزة / العارف ( ص185و187)
ابراهيم الفاتح / محمود عبد المنصف (ص156)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق