الوحيدات والصراع على الزعامة في القرن السابع عشر من 1601-1700م الجزء الأول - هنا الترابين

عاجل

مدونة تهتم بتراث وعادات وتقاليد قبيلة الترابين

السبت، 27 أغسطس 2016

الوحيدات والصراع على الزعامة في القرن السابع عشر من 1601-1700م الجزء الأول


الصراعات على الزعامة في القرن السابع عشر :

في القرن السادس عشر ظهرت زعامات محلية في فلسطين ذات مرتكزات قبلية كـطرباي بن فرجا زعيم منطقة نابلس , وقانصوة بن مساعدة حاكم الكرك ثم عجلون , ومنصور بن فريخ أمير البقاع في بداية القرن السابع عشر فأنتقلت زمام الزعامة من القوى المحلية الى قوى من الخارج ففي منتصف السنوات الثلاثين من القرن السابع عشر , فرض امير لبنان فخر الدين المعنى الثاني نفوذه ثم حكمه على مختلف المناطق الهامة من فلسطين , وقام باضعاف الزعماء المحليين وكان يرأس المقاومة ضد نفوذه الأمير أحمد بن طرباي الحارثي أمير اللجون الذي قام بالسماح بلجوء الأمير يوسف باشا سيفا والي طرابلس الى حيفا التي كانت تخضع لحكم الأمير أحمد بن طرباي وكان يوسف باشا العدو اللدود لفخر الدين المعنى ولحليفه علي باشا جانبولاد والي حلب الثائر على الدولة العثمانية استولى الأمير فخر الدين على منطقة البقاع وبدأ بالتفكير لمد نفوذه لفلسطين فبدأ الصراع على النفوذ في المنطقة مع العثمانيين , واستمر الأمير فخر الدين بتهديد امراء فلسطين والتطلع المستمر للتوسع جنوباً وقد نجح في اقامة التحالف مع بعض القبائل البدوية القوية في المنطقة كشيخ الوحيدات الأميرحسين الوحيدي وحرضه ضد امراء آل طرباي واستطاع الشيخ الأمير حسين الوحيدي من اضعاف قوات الأميراحمد طرباي الذي تحالف مع ابن فروخ ولكي يمنع العشائر البدوية من الالتحاق بالامير فخر الدين ولكسبهم لصفه , اشرك بعض القبائل في حراسة طريق الحج نكاية بالأمير حسين الوحيدي حيث كان ابن فروخ اميراً للحج عدة مرات ودفع لهم مقابل ذلك اموال " صرة " ولكن القبائل البدوية كانت عرضة للتقلبات وفي سنة 1633م خرج ابن فروخ على رأس قافلة من الحج وكان حليفه الأميراحمد بن طرباي الذي يحرس قلعة الكرك وخوفاً من رجال الامير فخر الدين المعنى الموجودين في لواء عجلون نشب خلاف حول الزعامة في المنطقة بين ابن فروخ وال طرباي مع الشيخ الأميرحسين الوحيدي الذي كان يتزعم اقوى تجمع قبلي في المنطقة ويملك حصة الأسد من الصرة التي تدفع له مقابل تأمين طريق الحاج فأستغل الامير فخر الدين المعنى ذلك الخلاف فحرض الشيخ حسين الوحيدي على احتلال منطقة الكرك وقلعتها الحصينة وفعلاً قدم الشيخ حسين الوحيدي وحاصر المدينة وقلعتها في انتظار الوقت المناسب لمهاجمتها , فأصطدم مع قوات احمد بن طرباي ودارت بين الطرفين معركة داميه قتل من قوات احمد بن طرباي خيرة فرسانه وقواته وقتل الأمير حسين الوحيدي وأربعون من فرسانه , فأنسحبت قوات الأمير حسين الوحيدي بعد مقتل اميرهم وتركوا المنطقة فهذه المعركة الدموية جددت الصراع بين ال طرباي وال معن وقد عرف احمد بن طرباي بأن الخسائر التي منيت بها قواته من قبل الامير حسين الوحيدي كانت بإيعاز ودعم من الامير فخر الدين المعنى وقرر الانتقام فأرسل طرباي قواته لغزو صفد ونهبها والتي وعد ان لا ينهبها في معاهدة 1624م وقد انسحب الامير المعنى الى منطقة البانياس وفي تلك الفترة كانت الدولة العثمانية تعد العدة للقضاء على الامير فخر الدين المعنى فأنضم ال طرباي وال فروخ واعوانهم في فلسطين الى كوجك احمد والي الشام في حربه ضد فخر الدين المعنى ولم يفلت هذه المرة من قبضة الدوله عام 1635م , فالقضاء على فخر الدين قد احدث خللاً في ميزان القوى في البلاد , والنتيجة كانت عودة القبائل الى سلطاتها في فلسطين ومنها الوحيدات التي اصبحت تجمع قبلي يحسب له الف حساب .


_______________________
المراجع : 
رافق عبد الكريم , بلاد الشام ومصر من الفتح العثماني الى حملة نابليون بونابرت ( ص201و206)
لبنان في عهد الامير فخر الدين المعنى (ص133)
التاريخ العسكري للمقاطعات اللبنانية في عهد الامارتين / الامارة المعينية ( ج1291و294)
أخبار الأعيان في جبل لبنان ( ص302) 
البدو في فلسطين / د. يوسف سواعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق