في صباح 8 ايلول 1933م تلقى قضاء بئر السبع ومدن فلسطين النبأ الصادع الفاجع بوفاة المغفور له الملك فيصل ملك العراق سليل البيت الهاشمي ومهوى أفئدة العرب في جميع الأقطار الذي انتقل الى رحمة الله تعالى في الساعة الواحدة من صباح هذا اليوم المشؤوم في مدينة برن السويسرية بالسكتة القلبية , فعم الإضراب العام قضاء بئر السبع واقفلت الحوانيت أبوابها وتوشحت المدينة بالسواد والكآبة تعلو وجوه القوم ونكست الرايات على البلدية ومحكمة العشائر والمؤسسات الاخرى , وفي تمام الساعة التاسعة صباحاً سارت فرقة الكشافة وهي تحمل نعشاً مجللاً بالسواد وملفوفاً بالعلم العربي " جنازة صامته " فبدأ السير من أسفل السوق حيث احاط بالنعش الذي حمل على اكتاف الوجهاء والعامة وكان الكل في هدوء وسكينة حتى المسجد الكبير ثم أقيمت صلاة الغائب عن روحه , وأقيمت حفلة تأبينية كبرى القيت فيها الكلمات المؤثرة التي عددت مناقب الفقيد وقد ارسلت برقيات العزاء لسمو الأمير عبد الله من مشايخ عربان الترابين والتياها والعزازمة والجبارات والحناجرة ورئيس البلدية ومحكمة العشائر ,
وبتاريخ 14 ايلول سنة 1933م شكل وفد من جميع مشايخ العربان لاستقبال نعش الفقيد في حيفا والذي قامت بنقلة البارجة " دسباتش " وقد عجت المدينة بوفود فلسطين وشرق الأردن ومن الخارج وقد ارسل الملك غازي من بغداد على متن طائرتان كبيرتان ثلاثة اعلام عراقية ملوكية يعلوها التاج ارسلها الملك غازي لتوضع على النعش ولا يسمح بوضع شيء آخر غيرها عليه وحين سار الموكب العظيم الذي نقل النعش بموكب السيارات الكبير والذي اقل الملوك والأمراء من الميناء الى المطار كان في مقدمة سيرة فرق الخيالة العربية وسرعة السيارات لم تتجاوز الـ 20كم في الساعة وقد وصل الموكب الى المطار وحمل النعش من قبل 8 جنود الى الطائرة التي اقلت الجثمان الطاهر في الحال الى العراق , وقام وفد المشايخ حين عودة الامير عبد الله من العراق بالسفر لعمان لتقديم واجب العزاء.
___________________________________________________
" التفاصيل واسماء المشايخ ستكون في كتابنا ان شاء الله "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق