كيف نكثت بريطانيا والحلفاء بالعهود المقطوعة للعرب بالوثائق الجزء الأول - هنا الترابين

عاجل

مدونة تهتم بتراث وعادات وتقاليد قبيلة الترابين

الثلاثاء، 17 مايو 2016

كيف نكثت بريطانيا والحلفاء بالعهود المقطوعة للعرب بالوثائق الجزء الأول



كيف نكث بريطانيا والحلفاء بالعهود المقطوعة للعرب ونرفق لكم صورتين من وثيقتين خطيرتين لبعض العهود والمواثيق التي قطعتها بريطانيا ودول الحلفاء على نفسها للعرب في اثناء الحرب العظمى فالوثيقة الاولى هي صورة من احد المناشير التي كانت تلقيها الطائرات البريطانية جزافاً على أهل فلسطين تدعوهم فيه الى الإنقضاض على الترك والثورة عليهم وترك صفوف الجيش العثماني والإلتحاق بالجيش الإنجليزي في سبيل الإستقلال والحرية , اما الوثيقة الثانية فهي صورة من مذكرة تاريخية خطيرة للغاية , وذلك انه لما قام الروس البلاشفة بثورتهم على الحكومة القيصرية في روسيا اثناء الحرب العظمى وقضوا عليها استولوا على كثير من الوثائق الخطيرة والمعاهدات السرية التي كانت في خزائن الحكومة القيصرية والتي كانت قد عقدتها دول الحلفاء مع بعضها فيما يتعلق بالإستيلاء على البلاد العربية وتقسيمها , وقد وقعت بعض هذه
الوثائق الخطيرة في يد الحكومة العثمانية فارسلتها الى قائدها العام في سوريا في الحرب العظمة , وهذا أسرع فخابر المغفور له الملك فيصل الذي كان قائداً عاماً للجيوش العربية ( وكان لم يزل أميراً بعد ) وجعفر باشا العسكري أحد مساعديه فعندئذ أسرع جلالة الملك فيصل بارسال نصوص المخابرات التي وصلته من القائد العثماني , الى جلالة والده المغفور له الملك حسين , فخابر جلالته بدوره السفارة الإنجليزية في جدة وطلب ايضاحاً عن حقيقة الحال وعن موقف الإنجليز من الإشاعات القائلة بأن دول الحلفاء وخصوصاً بريطانيا وفرنسا قد إتفقت على إقتسام البلاد العربية بينها بعد إنتهاء الحرب فلما اسقط في يد بريطانيا اثر ذلك وظهرت نوايا المستعمرين السيئة نحو بلاد العرب , عمدت الى الرياء والمخائلة وأرسل نائب المعتمد البريطاني في جدة الجواب المنشور اعلاه الى جلالة المغفور له الملك حسين بن علي , ومن سخريات القدر ان اللورد بلفور صاحب التصريح المشهور المشؤوم لليهود كان في ذلك الوقت وزيراً للخارجية البريطانية , وكان بلفور قد أعطى تصريحه المذكور لليهود قبل تاريخ هذا الجواب بمدة ثلاثة شهور فقط فهل يعتبر العرب بقيمة العهود التي تعطى من هؤلاء
 ومن في ركبهم , كان الحلفاء ولا سيما الإنجليز يمنون العرب بالإستقلال وبالتحرر التام من نير الأتراك " الظالمين " حسب منطقهم وقد وقعت في يدنا نسخة من منشور رقم ( 14-A ) من المناشير التي كانت تلقيها الطائرات الإنجليزية على الجيش التركي في أثناء الحرب العامة وفيها دعوة للضباط والجنود العرب في ذلك الجيش الى الهرب والإنضمام الى الجيش العربي حيث يعملون معاً على إرجاع المملكة العربية كما كانت في عهد السلاف وها نحن ننشرها هنا للتاريخ وللمقابلة بين ما كانت تمنينا به الحكومة البريطانية وبين ما فعلته بأهل فلسطين على الصفحة الأولى من المنشور صورة جلالة الملك الحسين بن علي مكبرة وعليها العبارات الآتية بالحرف الواحد : " هذه صورة جلالة الحسين بن علي ملك الحجاز وجلالته من سلالة النبي محمد المعظم وشريف مكة المكرمة وحارس الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة ونصير الدين الإسلامي , يعترف به المؤمنون في جميع أقطار الأرض أما البلاد الحجازية فكانت سابقاً مستقلة غير خاضعة للحكومة العثمانية ولكن من بضع سنين وبعد مد السكة الحديدية الحجازية شرع الأتراك في التسلط على تلك البلاد و وأما عرب الحجاز فلم ينظروا بعين الرضا الى تعامل الأتراك على وطنهم وسلبهم لحقوقهم وامتيازاتهم ومنذ غبتداء الحرب تجسم استبداد الاتراك في الحجاز فأخذوا يضطهدون الأهالي ويعاملونهم بالشراسة والقساوة فلهذا السبب ونظراً لقسوة غلمان الاتراك وفظائعهم ضد العرب في سوريا وخلافها من جهات السلطنة العثمانية وبعد ان انذرتهم مراراً عديدة فأبوا الإصغاء الى نصائحه عزم سيادة شريف مكة المكرمة على استرداد استقلال العرب في الحجاز فوفقه المولى في مشروعه وانصر جيشه على الاتراك إنتصاراً تاماً ومنذ بضعة أعلن سيادته للعالم بأسره بمنشور شريف هاشمي بأن أهالي الحجاز قد حازوا على استقلالهم التام وتحرروا من عبودية الاتراك ومن كل مداخلة غريبة مهما كانت وبأن الشرفاء والأمراء وعلماء الحرمين الشريفين ووكلاء الشعب في الحجاز قرروا مبايعة الحسين بن علي شريف مكة ملكاً للحجاز .وجاء في الصفحة الثانية ما يلي : الى الضباط والجنود العرب في الجيش التركي في فلسطين : أصدر شريف مكة وملك الحجاز الحالي منشوراً الى الضباط والجنود العرب في الجيش العثماني وطلب منا أن نبلغكم إياه , فاقرأوه بتمعن وأغتنموا الفرصة لتهربوا وتأتوا الينا , وسنستقبلكم كاصدقاء مرحبين بكم وستلاقون منا معاملة حسنة وستجدون معنا مندوبين من قبل شريف مكة وملك الحجاز الحالي فيستقبلونكم وتساعدوهم انتم في تحرير العرب ... الجيش الإنجليزي في فلسطين : الى جميع العرب وسواهم من الضباط والرجال الموجودين في الجيش العثماني سمعنا بمزيد من الأسف انكم تحاربوننا نحن الذين نجاهد في سبيل المحافظة على احكام الدين الاسلامي الشريف من التغيير والتحريف , ولتحرير العرب قاطبة من حكم الاتراك ونحن نعتقد ان الحقيقة الخالصة لم تصل اليكم , لذلك ارسلنا لكم هذا الإشعار ممهوراً بمهرنا لنؤكد لكم اننا لا نحارب لاجل غايتين شريفتين وهما : حفظ الدين , وحرية العرب عامة , وقد ارسلنا الاوامر المشددة الى عموم رؤساء ورجال قبائلنا بأنه اذا اسرت جيوشنا اي واحد منكم يجب ان يعاملوه بالحسنى ويرسلوكم الى اولادي حيث يرحبون بكم ويحسنون وفادتكم لقد كانت المملكة العربية مستعبدة تحت سلطة الاتراك مدة طويلة فقتلوا من قتلوا من اخوانكم وصلبوا من صلبوا من رجالكم ونفوا نساءكم وعيالكم بعد تحريف دينكم فكيف تطيقون الصبر بعد ذلك وتتحملون عناء الاستمرار معهم وترضون بمعاونتهم !! هلموا للانضمام الينا نحن الذين نجاهد لاجل الدين وحرية العرب حتى تصبح المملكة العربية كما كانت في عهد اسلافكم ان شاء الله تعالى والله الهادي الى سواء السبيل التوقيع " شريف مكة المكرمة وأميرها وملك البلاد العربية الختم : الحسين بن علي "   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق