جدوع الصوفي الترباني يتلقى دعوة لحضور مؤتمر الصحافة في القدس عام 1924م - هنا الترابين

عاجل

مدونة تهتم بتراث وعادات وتقاليد قبيلة الترابين

الأحد، 10 أبريل 2016

جدوع الصوفي الترباني يتلقى دعوة لحضور مؤتمر الصحافة في القدس عام 1924م

جدوع الصوفي 
__________


هذه الشخصية الوطنية والقامة الكبيرة من شيوخ قبيلة الترابين , توقفت عندها كثيراً أثناء بحثي في الوثائق فوجدته متميزاً بحضوره في جميع المناسبات الوطنية فلا تكاد تخلوا وثيقة من الوثائق التي اطلعت عليها الا وله حضور ملفت , فكان خير سفير لقبيلة الترابين في كل المحافل فنال صيتاً وشهرة واسعة بين أقرانه , لذلك ترى بعض الحساد اذا ارادوا النيل من شخصٍ سلبوه بعض صفاته بحجبهم الوثائق التي تشير لتاريخه , وليعيرني كل منصف سمعه فأنا ميال بالفطرة الى تدوين التاريخ والحوادث التي شاهدتها أثناء بحثي في الوثائق , ولفت انتباهي هذه الشخصية المميزة فهو بالنسبة لي من بناة الأمم , الذين اذا غالبوا الشدائد غلبوها , وإذا ارادوا أمراً تذللت اقاصيه وهان أشده في سبيل الوطن , وإذا فترت العزائم كانت عزائمهم وثابة واذا تضاءلت النفوس كانت نفوسهم جبارة , وإذا عرضت المشاكل فتعاظمها الناس كانوا هم حلاليها , وإذا طلب الناس القريب السهل التافه طلبوا البعيد الصعب العالي وإذا وقف الناس الى هذه الحياة وقفة المتفرجين البلد , وقفوا اليها وقفة الفاحصين , الباحثين , وإذا نزل الناس من هذه الحياة في الحضيض لم يرضهم ان ينزلوا منها في السماكين , وإذا كان كلام الناس ثرثرة كان كلامهم الحكمة والحنكة والبصيرة , وإذا كانت معرفة الناس مستعارة كانت معرفتهم نتاج عقولهم واختبارهم , وإذا طلب الناس الشهرة فلم ينالوها جاءتهم منقادة تجرر اذيالها , وإذا كان أكثر الناس لا يملأون من هذه الحياة فراغاً يعيشون ما يعيشون ثم يموتون فلا يدري بهم أحداً , كانوا في عصرهم دوي الدنيا كأنما تداول سمع المرء انمله العشر هل عرفت الزعماء الذين عرفوا دقائق الأمور السياسية وأساليبها وحيلها والاعيبها هؤلاء هو الشيخ جدوع الصوفي التراباني  الذي  توارث العز والكرامة  والخصال الحميدة والجود واقراء الضيف والنجدة والوفاء والعفو وحماية المستنجد اللائذ وترجع هذه الصفات الى طبيعة البيئة والمنطقة التي تربى في اكنافها الا وهي بئر السبع عروس النقب فمشايخ الترابين دون استثناء , رجال تاريخ حللوه تحليلاً عميقاً فعرفوا كيف تنهض الأمم وكيف تسقط الذين يلاحظون الزمان بمقلة ابي فراس الحمداني بها الصدق صدق والكذاب كذاب , ويجب أن يعتبر هذا الجيل بشيوخنا الذين سجنوا دفاعاً عن الوطن  وعن ابناء القبيلة ولم يهادنوا بل جاهدوا وحاربوا المحتل الذي انزل  بهم تلك الحادثات من قبل , فإن في ذلك لعبراً وعظات . 
الشيخ جدوع الصوفي يتلقى دعوة لحضور مؤتمر الصحافة المنعقد في مدينة القدس في 8 حزيران عام 1924م  من عبد العزيز الثعالبي أحد رواد الأصلاح في تونس واجتماع اللجنة التنفيذية للمؤتمر العربي الفلسطيني السادس في 24 حزيران عام 1924م ايضاً في مدينة القدس .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق