مضت مدة طويلة جداً والأشقياء من قبيلة الترابين يرتكبون جرائم السرقة وقطع الطريق والقتل في اللواء الجنوبي فأصدر مدير الأمن العام سنة 1920م منشوراً عرض فيه مكافأة تتراوح بين 20و50 جنيهاً لمن يلقي القبض عليهم , أما رئيس هذه العصابة فيدعى جمعة أبو سنيمة من عرب النجمات ففي 30 نيسان الماضي من عام 1921م .
جاء جمعة أبو سنيمة المذكور مع خمسة اشقياء آخرين من المجرمين الفارين من شرق الأردن الى فلسطين والتجأ الى مناطق عرب النبعات والقصار والنجمات الترابين فبلغ الأهالي حالاً نقطة البوليس الموجودة في منطقة العزازمة وعليه انطلق ضابط البوليس ومعه ستة من رجاله لتعقب الأشقياء وفي اليوم التالي دارت معركة عنيفة معهم أعتقل على اثرها ثلاثة منهم بالقرب من مخيم صغير مقيمين به اكتشف بجانبه مخبأ للذخيرة والأسلحة وعلى مسافة منه اطلقت النار بغتة على رجال البوليس من قبل اشقياء مجهولين لا يقل عددهم عن 15 شخصاً فجرت معركة بين الأشقياء ورجال البوليس جرح في اثنائها بوليسان واسر ثلاثة منهم وقتل اربعة من خيولهم وتمكن الضابط وبقية رجال البوليس من الفرار الى رفح , ثم خرجت في أثر الأشقياء قوة مؤلفة من الهجانة والدرك الفلسطيني والبوليس الخيالة يساعدها رجال الدرك الهجانة المصريين بقيادة حاكم مقاطعة سيناء فوجدت ان عرب النبعات والقصار والنجمات المتواجدين في المنطقة قد رحلوا جميعاً ولكنها القت على بعض من تواجد في المكان وقد ظهر بعدئذ ان الأشقياء قد ذبحوا رجال البوليس الثلاثة المأسورين لدى هروبهم ووجدت جثثهم بالقرب من الحدود المصرية وتم دفنهم في بئر السبع وبعد هذه الحادثة القي القبض على رؤساء بعض القبائل في تلك النواحي بمن اشتبه بإنهم آووا الأشقياء او كان لهم علم بوجودهم فيها وهم : احميدالصوفي شيخ مشايخ النجمات وحمد الصانع شيخ نجمات الصانع و محمد ابو سحبان من شيوخ النبعات وقد وضعت نقطة بوليس في منطقة عرب النجمات وستفرض غرامة كبيرة على اهالي تلك المنطقة تشمل التعويض الذي سيدفع لورثة القتلى من افراد البوليس .قلت : مصطلح الأشقياء أطلقته حكومة الأنتداب على كل وطني يرفع السلاح في وجه الظلم والأستبداد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق