ولد الأزهري الأجل الشيخ محمد صالح محمد خديش السليماني العبدلي الهرماسي الوحيدي الحسيني الهاشمي حسباً ونسباً ، الشافعي مذهباً ؛ في قرية إجزم من أعمال حيفا / لواء الجليل – فلسطين وإليها ينسب رحمه الله ، وفيها ربى وترعرع حتى خروجه قسراً منها عام 1948م .
شغل زمام القضاء في ثورات ( 1936- 1939م ) حيث استعان بالشيخ محمد ؛ قائد فصائل شمال فلسطين يوسف سعيد ابو درة في معركة وادي الحنو عام 1938م لمحاكمة الذين تعاملوا مع الانجليز ، ومعركة سجن عتليت عند انحسار الثوار إلى جبل الكرمل بعد قتلهم عشرين انكليزي وضابط يهودي لتوفير لهم الدعم الكافي من قبل سكان قرى المُثلث وجوارها ( 3 ) .
قام الشيخ محمد خديش الذي اشتهر بكريم وجله ، وعظيم هيبته ووقاره ، وبسليم علمه وفقة ( 4 ) بإجراء عقود النكاح لقضاء حيفا والساحل في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين 1899 ، 1930م ، فـ لقب بعقاد حيفا ( 5 ) ، حيث ذكر بعام 1922م " بامام قرية إجزم التابعة لقضاء حيفا عند اجراءه عقد الزواج لفلاحي قرية الريحانية آل الحسني وآل ابوخديجة الشافعيين المسلمين ( 6 ) " ، وبعام 1945م " بامام ناحية إجزم التابعة لقضاء حيفا عند اجراءه عقد الزواج للبدو من عرب الوشاحي وآل السليمان في قرية إجزم الشافعيين المسلمين ( 7 ) " ، وبعام 1946م ومن خلال المحكمة الشرعية بحيفا عقد قاضي ناحية قرية إجزم الشيخ محمد خديش قران آل العقر في مدينة حيفا على آل الأسعد من قرية المنارة التابعة لقرية إجزم والمحفوظ بنمرة رقم 146059( 8 ) ".
منع الشيخ محمد بعام 1941م من قبل الإنتداب البريطاني الداعم للحركة الصهيونية من مهام الخطابة وحبس معاشة للتوقف عن ذلك ، فخاطب 28 وجيها من قرية إجزم بالخصوص عام 1942م هيئة المجلس الاسلامي الاعلى بالقدس الشريف من خلال سعادة مأمور الأوقاف اللواء الشمالي باعادة تعين خطيب وإمام الشيخ محمد صالح خديش لمهام الامامة والخطابة بالمسجد المذكور ( 9 ) .
هاجر الشيخ محمد خديش الذي كان معلما وشيخا لمناطق " عين غزال ، وعين حوض ، والسنديانه ، وكفر لام .. وغيرها " لمنطقة كفر الدان ( كفر آذان ) من أعمال جنين مستكملا شؤون الخطابه ، وإتمام عقود النكاح ، ونشر الوعي السياسي فيها. ومما يوضح ذلك اجراء قاضي ناحية قرية إجزم وجنين الشيخ محمد خديش عام 1949 عقد نكاح احمد محمد حسين الاحمد من قرية أم الزينات وآل الوشاحي المرقوم بـ 159025 ( 10 ) ، ووجود كشف إحصائي زماني لسجلات المحاكم الشرعية والأوقاف الإسلامية في بلاد الشام مخطوطاً مورداً في مركز الوثائق بالجامعة الأردنية عام 1984م ، رقم الشريط 82 ، رقم الدفتر 144- 146 ، يبن اجراء الشيخ الاحكام الشرعية من تاريخ 1940– 1959ميلادي هجري 1360- 1379( 11 ).
توفي الشيخ محمد خديش فكاك النشب رفيع المقام كريم الحسب والنسب الذي أمضى حياته امام وخطيبا وقاضيا دينيا قبيل نكسة عام 1967م عن طعن في السن ، وكان آخر من توفاه الله من القضاه الأزهريين الخدادشة ، ولم يدفن عام 1948م برواق مسجد إجزم كما تذكر المصادر التاريخة ، وكان ذلك غيرة من ابناء العشيرة الصالحين ( 12 ).
يشار بأن مكونات بيت الشيخ محمد خديش الذي جمعته علاقة حميمة بقاضي ومأذون شرعي ناحية حيفا الشيخ الشهيد القائد عز الدين القسام كانت من طابقين جعل إحدى غرفه لممرضه قرية إجزم " مارغريت " التي كانت على دين النصرانية وتعمل بالإسعافات الأولية لساكنيها ، وأسلمت على يد الشيخ الجليل محمد خديش رحمه الله كما تذكر جل الرويات المحلية ( 13 ) لأبناء قرية إجزم القرشيين في غالبهم الطيبين جميعا في أخلاقهم ورفعتهم
ومما يتضح هنا ، ويجدر ذكرة ان الشيخ محمد خديش الشافعي الإجزمي كان قاضيا مأذونا بعقود النكاح لأهل المدينة ، والقرية ، والبدو فاجتمع له بذلك طبقات إجتماعية مختلفة شهدت له صريحا وضمنيا بالتقديم والإحترام ، اضافة إلى بيان توسع إجزم في عهده وذكرها عوضا عن القرية بالناحية من خلال عقود القران ، وكشفة شأن بني صهيون حينما طرحوا ملعونين قرآناً مزوراً سُحب آنذاك على الفور ( 14 ) ، وقد قال تعالى ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) .
· حرر يوم الأحد 9 ربيع الأول ، 1437هـ ، الموافق 20 كانون الاول 2015م
المصادر والمراجع ..؛
( 1 ) ؛ قال الحاج عبدالرحيم فلاح الحوراي ، المولود في حوارة نابلس عام 1924م ، يوم السبت 23/7/ 2011 : أن آل خديش شيوخٌ أزهرين ، أصحاب فقه وعلم ، واني قابلت منهم الشيخ محمد خديش في جنين ، عندما أصهر لي ابي شيخ منطقة حواره من بنت علي خديش عام 1952م أعقاب النكبة ، وقد رأيت الشيخ محمد ابيض الوجه كالبدر جميل ، ذي طول وعمامة على الرأس ، وفقه بالحديث ، ومرجعيه للمكان رغم لجوئه ، وأغلب بيت خديش على نفس الشكل والشاكلة " . فيما زاد الدكتور خير الدين جدعان يوم السبت 23/7/2011 والبالغ العقد الخامس من العمر ، ومخوله من الخدادشه ، قال : بيت خديش من ساس إجزم ومنهم جدي الشيخ طه وأخاه الشيخ محمد، كما أن بيت الجدعان من عين غزال هاجروا للصريح بعد عام 1948 وأقاموا فيها " . كما ذكر الدكتور حسن عباس ابن اخ الدكتور احسان عباس من قرية عين غزال من اعمال حيفا ، بتاريخ 1-11-2012 ( يكفي إجزم ودار خديش ان بها الشيخ محمد ) . هذا وأشار الاستاذ سليمان الأحمد من أم الزينات بتاريخ 9-11-2012 إلى انهم يعرفون من إجزم اثنين هما : الشيخ محمد خديش ، والشيخ نمر ماضي . ليختم اللواء لبيب قدسية قائلا كان الشيخ محمد محبباً للجميع .
( 2 ) ؛ بحسب كتاب إجزم قضاء حيفا ، الطبعة الاولى ، للمؤرخ لبيب قدسية ص 248 ، وموقع فلسطينو العراق .
( 3 ) بحسب كتاب اجزم قضاء حيفا ، لمؤلفة اللواء لبيب قدسية ، والرواية المحلية للفيف من أبناء قرية إجزم وجبع .
( 4 ) المصدر السابق ( 1 ) .
( 5 ) كتاب إجزم قضاء حيفا ، للمؤرخ لبيب قدسية ص 248 ، مجلة الغد الجديد الثقافية الادبية الاجتماعية ، العدد الخامس والعشرون ، السنة السادية – اذار 2015م / ص 60 ، قص الحاج حسين فياض الملحم الوشاحي من أهالي قرية إجزم المقيمين في إربد ، بتاريخ 22/10/2010 .
( 6 ) صورة طبق الاصل عن العقد تم الحصول عليه من احد أفراد عائلة الزيدان ( العواصي ) ، والذي يقيم في ألمانيا بآلية البريد الإلكتروني .
( 7 ) صورة طبق الأصل عن العقد تم الحصول عليه من الحاج حسين فياض الوشاحي المقيم في إربد .
( 8 ) صورة طبق الأصل عن العقد تم الحصول عليه من المؤرخ الأستاذ رشيد جبر الأسعد واشار اليه في كتابته عن قرية إجزم .
( 9 ) نص وثيقة وجهاء قرية إجزم ومختارها وعددهم 28 إلى هيئة المجلس الإسلامي الأعلى بالقدس عام 1942 شهر 12 ( 1 ذي الحجة 1361 ) ، واصلها موجود في مكتبة بلدية نابلس العامة لاعادة الشيخ محمد خديش امام وخطيبا لمسجد اجزم ، والمحفوظة في مكتبة بلدية نابلس العامة ، والمخاطب بها هيئة المجلس الاسلامي الاعلى بالقدس الشريف المحترم بواسطه سعادة مأمور الأوقاف اللواء الشمالي المحترم " المفروض انه يوجد بقريتنا إجزم جامع العمور بذكر الله تعالي والتي تقام به الحجج والجماعة بالصلوات الخمس وعدد نفوس أهل القرية يزيد عن الأربعة آلاف نفس تقريبا وقد كان من مضى مدة سنين قد تكرمت علينا رياسة المجلس الإسلامي الأعلى بتعين خطيب وإمام الشيخ محمد صالح خديش ومؤذن الشيخ محمد (2كلمات ناقصة) للجامع المذكور فالمؤذن المذكور قد توفي إلى رحمة الباري تعالي من سنين (3 كلمات ناقصه ) توفي في جامع المذكور ثم ( كلمة واحده ناقصه ) من اول شهر كانون الثاني 1941م قد حبس معاش الشيخ محمد خديش الخطيب والإمام المذكور ونحن نكتب التاريخ لغاية الآن الآذان والخطابة والإمامة في الجامع المذكور على سبيل الفوضى حيث لم يكن مرتب الشعائر من يقوم بها حسب الأصول الدينية بالمواضبه عليها وحيث هذه الشعائر تهمكم في كل مكان كما تهمنا ايضا ( 2 كلمة ناقصه ) بحضرتكم قدمنا معروضنا هذا مسترحمين راجين اجابه طلبنا بتعين الشيخ طه صالح خديش للقيام بوظيفة الأذان للجامع المذكور مع معاش له وإرجاع إمامنا الشيخ محمد المذكور مع إعادة معاشه ( كلمة ) كما الجاري ( خمس كلمات ) في الجامع المذكور في الدعوات الخيرية وتفضلوا قبول فائق الاحترام .
* من الوجوه التي وقعت على الوثيقة : محمد المطاوع ، محمد القاسم ، الطيب عبد العزيز السعيد ، خضر النبهاني ، مختار القرية ، حسن ، محمد العيد ، مصطفى العيد ، يوسف الحاج حمد الحاج ، يونس أبو حمدة ، اسماعيل العبد ، عبدالرزاق ابو حمدة ، المرشد ، عبيد الراجح ، محمد عبيد ، علي الفرحات ، حسين العاود ، موسى ، حسين الحسن .
( 10 ) صورة طبق الأصل عن العقد تم الحصول عليه من الفال سليمان الاحمد الماضي من قرية أم الزينات من اعمال حيفا.
( 11 ) يورد الدكتور محمد عدنان البخيت كشف إحصائي زماني لسجلات المحاكم الشرعية والأوقاف الإسلامية في بلاد الشام ، مخطوطاً مورداً في مركز الوثائق بالجامعة الأردنية عام 1984م ، رقم الشريط 82 ، رقم الدفتر 144- 146 ، تاريخ 1940– 1959ميلادي هجري 1360- 1379 تسلم أحد شيوخ آل خديش الشيخ محمد خديش مهام القضاء وعقود النكاح .
( 12 ) كتاب إجزم قضاء حيفا ، للمؤرخ لبيب قدسية ص 248 .
( 13 ) رواية الحاج فوزي الماضي ، الحاج لبيب قدسية ، الحاج حسين الوشاحي ، الحاجة مطيعة الشيخ طه .
( 14 ) قص الحاج حسين فياض الملحم الوشاحي من أهالي قرية إجزم المقيمين في إربد ، بتاريخ 22/10/2010 ، ما نصه : " بيت خديش بيت الأزهريين أصحاب علمٍ و دين ، وقد كان الشيخ الأزهري محمد خديش من أهل الورع والرجال الثقاة بلغ من المآثر أحسنها ، وعقد لأبي وكان عقاد حيفا عامه ". وزاد أن قال " أن بني صهيون طرحوا قرآناً مزوراً وكان الشيخ محمد من أوائل الكاشفين لتلك النسخة التي سحبت آنذاك على الفور ، وقد قال تعالى ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) .
منقول عن ( فلسطينيو العراق ).
قلت : وحسب رواية أهل اجزم الثقات فالشيخ المجاهد عز الدين القسام رحمه الله إتخذ في البداية بيت الحاج على بن خديش الهرماسي الوحيدي الأجزمي مقراً لأول اجتماع له , حيث امتاز المنزل بأطلالة جغرافية على الساحل وسفح الكرمل وكان منيعاً , وحين استشهد الشيخ المجاهد في احراش يعبد فضل العلماء وقادة الثورة بدفنه في قرية بلد الشيخ من اعمال قضاء حيفا وقبل أن يتم غسل الشهيد المجاهد لوحظ ارتداء الشيخ جبتين فوق بعضهما البعض , فطلب الفاضل عبد السلام قدسية الأجزمي الشيوخ الحاضرين ان يتم خلع احدى الجبتين ليهديها للشيخ مصطفى خديش الوحيدات لمكانته في شمال فلسطين , فوافق العلماء على ذلك , وبقيت الجبة مع الشيخ حتى وفاته في مسقط رأسه إجزم ( نقلاً عن المؤرخ لبيب عبد السلام قدسية نقلاً عن اباه عن عموم مثلث صمود الشمال ) , وقد انتدب الشيخ طه خديش ضمن جملة علماء ومشايخ حيفا التي استقبلت الأمير فيصل الأول عند زيارته حيفا بعد أحداث معركة ميسلون في حين تمتع بعلاقات حميمة مع رجال الشام لعل ابرزها علاقته بالشيخ المجاهد القاضي عز الدين القسام وقائد المقاومة المسلحة في حيفا محمد حمد الحنيطي ( قرية اجزم ومقاومة المشروع الصهيوني الجزء/9 - رشيد جبر الأسعد ) وقد جاء في رسالة المجاهد الحاج محمد علي الأعمر المولود في جبع في حيفا عام 1922م مايلي : ( بعد استشهاد القسام في معركة يعبد قرب مدينة جنين يوم 20/11/1935 عم انحاء فلسطين غضب شعبي كبير وبدأ الأضراب العام الذي استمر لمدة ستة شهور فتشكلت آنذاك قيادات عسكرية للمجاهدين في فلسطين مسؤلاً عنها الشيخ فرحان السعدي ورفاقه , انضم الشيخ حفظي بن الشيخ محمد بن الشيخ صالح بن الشيخ محمد خديش الهرماسي الوحيدي الحسيني المولود في قرية اجزم من اعمال حيفا للمجاهدين في معركة عين غزال ضمن تنظيم القساميون الذي تمركز في شمال فلسطين حيفا, عكا , صفد , الناصرة وكان من ضمن الـ 300 ثائر في معركة عين غزال الثانية والتي تكبدت فيها قوات الاحتلال خسائر جسيمة في الارواح والمعدات والتي استشهد فيها 50 شهيداً من ثوار اجزم وللمجاهد حفظي سجل حافل وخالد وقد استشهد رحمه الله بعد سقوط مدينة حيفا ويافا والطنطورة في معركة عين غزال الاخيرة عام 1948م , فهذا الشيخ الجليل تلقى علومه في الأزهر الشريف وكان من اوائل المدرسين في قرية اجزم و يتمتع بمكانة جليلة بين الناس في حيفا لغزارة علمه وسيرته الجهادية من أجل رفعة واستقلال وطنه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق