السامر الدحية من تراث قبيلة الترابين (1) - هنا الترابين

عاجل

مدونة تهتم بتراث وعادات وتقاليد قبيلة الترابين

الجمعة، 23 أكتوبر 2015

السامر الدحية من تراث قبيلة الترابين (1)



{ السامر الدحية من تراث الترابين } : 
نبذه تاريخية : إشتهر الترابين بالريحاني وهو نوع من أنواع السامر وكان يقام في المناسبات العديدة كـ الزواج , وختان الصغار , والأعياد , والأفتخار بأمجاد القبيلةوحروبها مع القبائل الأخرى والكرم والشجاعة والغزل والرثاء وغير ذلك , وكانت تقام تحت جنح الظلام فـ يتجمع الشعراء ( البداعون ) أمام وخلف البيت الذي تقام فيه المناسبة فيصطف الرجال بشكل مستقيم ومنظم وعرضي وبأتجاه البيت الذي تتواجد به النساء المتفرجات ويبدأ الرجال بالضرب على الأكف بما يشبه ( التصفيق ) ويرددون كلمة "دحيوه"
الى أن تخرج أمامهم الحاشي " الراقصه " وفي العادة تكون إمرأة أو بنتاً
ويكون كامل جسمها مغطى بالعباءة السوداء كقطعة من سواد الليل حتى يديها يجب أن تكون مغطاة ولا يسمح لها إلا بثقبٍ صغير ولعينٍ واحدة لترى بها في ظلام الليل الدامس ويشترط أن لا يظهر من جسمها شيئاً ويكون مستوراً وفي اليد اليمنى تحمل سيفاً وفي اليد اليسرى منديلاً أبيض وتقوم بالرقص أمام المصطفين  كما يمنع نهائياً على الرجال المتفرجين أو المصطفين مع البداعين من الشعراء بأشعال عود ثقاب حتى لو كان من
 أجل سيجارة فهذا فعل شنيع غير مسموح به  ومن فعلها يتم تأنيبه وتنبيهه
وإن لم يرتدع يتم إخراجه وإبعاده عن الساحه  ويشترط أن لا يظهر من جسمها شيئاً ويكون مستوراً وفي اليد اليمنى سيفاً وفي اليد اليسرى منديلاً أبيض وتقوم بالرقص أمام المصطفين لبث الحماسة فيهم فأمهر الراقصات 
هي التي تضع فوق رأسها إبريق الماء المصنوع من الفخار اثناء الرقص دون أن يقع أو ينسكب منه الماء فيقوم الرجال بحركات رياضية لأرباك الحاشية 
كـ كالقفز جماعياً جهة الحاشي والجلوس على الأرض ثم النهوض بسرعة وتعاد هذه الحركات مراراً وتقوم الحاشيه فالقفز للخلف حين قيام الرجال بتلك الحركات بخفة ورشاقة ومهارة وتقوم بغرز السيف الذي تحمله في الأرض بشكل عامودي ليكون حاجزاً بينها وبين الرجال واذا أتعب الحاشي الرجال تقوم بوضع خط التحدي برسم خطين في الأرض بواسطة السيف ولم يستطيعوا انهاكها من التعب أما إن تم تضييق الخناق عليها وإحكام تطويقا تقوم بالدفاع عن نفسها بالسيف لتفريقهم  كل ذلك يتم على إيقاع الكلمات التي يرددها البداعون " الشعراء " والتي غالباً ما تكون مبارزة شاعرية بين شاعرين وأحياناً أكثر وتجوز من شاعر واحد وسمي الشعراء بالبداعين لأن كلامهم يأتي على السليقة وارتجالي في حينه أما بقية الرجال المصطفين فيردون عليهما قائلين ( رويحاني نقول الريده ) أي بمعنى لنا الحرية في قول ما نريده  وما زالت هذه اللوحة الفلكلورية من التراث تقام عند بعض عشائر قبيلة الترابين حتى الآن توارثها الأبناء عن الآباء عن الأجداد ولم يندثر منها الا " الحاشيه " فهي غير موجوده لانها حرمت من قبل الكثير وتم استبدالها برجل يقوم بهذا الدور لأضفاء جو من الحماسة بين الشعراء المتبارزين . ومن الشعراء المشهورين في القبيلة حسب ما جمعته من الأحياء منهم كشاعر النعيمات النجمات الترابين أطال الله في عمره الحاج عبد الله أبو حرب ( أبا مجدي)  وولده مجدي والذي ورث هذا الفن من والده  وممن التقيت بهم من شعراء النعيمات المرحوم الحاج ابراهيم ابو مهاوش بن مسمح ( أبو طلال)  والحاج دخل الله بن مسلم
 ( الجرتلي) وغيرهم ..  ما يميز شعراء الريحاني توظيف الكلمات في المناسبات التي لها تأثير في حياة الناس فكان يتلقف كل اشارة شاردة أو واردة أو حادثة هنا أو هناك  واليكم هذه الحادثة التي ابدع في وصفها المرحوم دخل الله الجرتلي فقد جاء أحد الضيوف عند أحد الأشخاص المتواجدين عند النعيمات (!) في خربة القاضي من اراضي النعيمات في بئر السبع وكان هذا الرجل معدم وكانت هناك من العادات القديمة ما يسمى 
( العداية ) وهي ان تعدي بنفسك او ترسل من يعتدي على غنم جارك لتطعم بها ضيفك وهي فعل مشروع في عرف العرب ولها احكام وشروط... فقام الرجل لمنطقة تسمى نقرة الطير ( مرعى ) فلم يجد الا فتيات صغار من الرعيان فخجل أن يخبرهم عن حاجته خوفاً من الرفض فرجع بخفي حنين
فتصادف رجوعه بالشاعر دخل الله الجرتلي وهو صديقه فقص عليه حكايته وأبتسم في وجهه وأعطاه من غنمه حاجته لقري ضيفه وأنشد في ذلك هذه الرزعة والتي يتداولها النعيمات في مجالسهم :
الضيف على غفرته وده لحم مجدوع
                   والعنز ردحت حسن واللي شرد جدوع
من نقرة الطير والعنز تردحهم ردح
                  ما كسروا قرونها وسيوفهم معهـــــــــــــــــــــــــــــم
جدوع ذيب الغنم ما هو خاين خيانه
                 بس العنز ردحت حسن من عرق خصيانه
الشاعر عبد الله أبو حرب ( أبو مجدي ) أراد أن يتزوج للمرة الثانية في 
عام 1974م وعلم ابن عمه الشاعر ابراهيم ابو مهاوش عن نيته تلك وفي أحد الأفراح في منطقة الخزان في محافظة العقبة تقابلوا في السامر فبدأ
عبدالله ابو حرب وقال : جيت أدور جيت ادور بدور لي حاجه زينه
ورد عليه ابراهيم ابو مهاوش : والله حيرني عبدالله ع صبحا ولا زينه
ورد عليه عبد الله : ليش بتجيب سيرة الأصايل ريحتهن بتفوح زي المجينينه
فرد عليه ابراهيم : لا تزعلن يا حبايب عز الكلام ولد حينه !!
وفي أحد الأعراس قال الشاعر ابراهيم أبو مهاوش رحمه الله :
يا محمد زود بنزينك والحقني وديان القاعـــــــه
يارب تهون العجه والجيد يطلع بذراعــــــــــــــــــــــــــه
من عقب مسكنك نوران وسنين سكنتوا خزاعه
والله من خاطر الترابين لقلع خاطري من ضلوعه
قوم العب طرب شبابك زي البرقي يمطرق في القاعه
لمة الناس الزينين مثل صلاة الجماعه 
قوم العب يا ظريف الطول مخيم في جنب قاعه
وقال ايضاً في نفس السامر : 
العب طرب شبابك مصيرك انت القبر تزوره
يللي سويتي عشانا ربنا يموتكي مستوره
ارع كفيلكي ابو فايز ماني مخليكي غروره
ياناس الدقه القديمه ما تخلي ع القلب مروره
وفي سامر آخر تقابل عبد الله ابو حرب وابراهيم ابو مهاوش :
قال ابراهيم : أربع طبات من الحرير بيخلن للهبله قيمه
فرد عبد الله : من يوم ما خلينا القنعه ما ظلت للدنيا قيمه
فرد ابراهيم : ان كان جدتكم صبحا احنا جدتنا غنيمه
فرد عبد الله : اللي شايبها في المينا عاشت العمر سليمه
فرد ابراهيم : واللي شايبها بارك على الغب بتاكل لقيمه
ومن اقول مجدي عبد الله ابو حرب :  حين تجاوز قال احد الشعراء من خارج قبيلة الترابين (!)  في أحد الأفراح وكنت من ضمن الحاضرين .
قال : إن كان بكرتكم حايل قعودي بيصرك على سنه
فرد عليه مجدي وقال : اللي بيقرب للأصايل كلنه يا كلاب كلنه
ولم يستطع ذاك الشاعر من الرد الجارف فأنسحب من الساحه 
وأكمل مجدي على مسمعه وقال : ربوعي اولاد الترابين اللي ما عنه ما عنه
أوصيكي عن الرجل الردي يصبح منامكي له صنه .. كانك ما تعرف قعود الترابين في المقدم يتواصفنه . ومن زرعات صباح بن جهامه والتي بها الفكاهه قوله :
جيت مشرق ع السبع لاقتني صربة هجانه
معهم واحد ترباني ضربني بالخيرزانـــــــــــــــــــــــــه
دنقت إيديه على الهندي لقيته امكن زنقانه
دنقت ايديه ع الورور لقيت الدره خربانه
دنقت ايديه ع صفني لا قدحه ولا صوانه

سيطول بنا المقام في تدوين كثير من هذا التراث ولكن سنقوم في الايام القادمه بتوثيق كثير من تلك الأشعار بحيث نشير للشعراء كل على حده







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق