مقتطفات من سيرة الشيخ عوده بن منصور بن نصر الزريعي الترباني - هنا الترابين

عاجل

مدونة تهتم بتراث وعادات وتقاليد قبيلة الترابين

الخميس، 19 أكتوبر 2017

مقتطفات من سيرة الشيخ عوده بن منصور بن نصر الزريعي الترباني

{ حديث الوثائق } : 
الشيخ عوده بن منصور بن نصر الزريعي , استلم مشيخة الزريعيين خلفاً لوالده الشيخ منصور بن نصر الزريعي المتوفي سنة 1863م في عهده كانت مشيخة الزريعيين تضم : الزريعيين , وأبو عويلي , والعداوين , وعوازمة , وعمور , وأبو مور , وأبو مريفة ( حويطي ) ..الخ ورد اسمه في كثير من البرقيات الصادرة من محافظة العريش لمتصرفية القدس وقائمقامية غزة ولمشايخ الترابين صقر ابو ستة وحمدان الصوفي وعايش الوحيدي من أجل كف يده عن التعرض للطريق السلطاني , وقوافل التجارة المارة من السويس مروراً بسيناء بإتجاه ( حبرون ) و ( غزة ) فكانت القوافل تقوم بنقل التمور والقمردين والأقمشة والملح ..الخ  وتعود محملة بالحبوب من ميناء غزة , فكان الشيخ ورجاله يعترضون تلك القوافل ومصادرتها بالإتفاق مع جماعة الشيخ ابو دلدول من النبعات الترابين , مما سبب ازعاجاً للحكومة المصرية في ذلك الوقت لسطوة نفوذه , فقد نافس التجار المارين بتلك الطرق , وقام بالإتفاق مع  التجار العريشية من المهربين بإعفائهم من دفع رسوم الجمارك مقابل رسوم رمزية , عبر المرور من طرق التفافية , تتم حراستها من قبل رجاله , وهذا الفعل تسبب في  منع الهجانة من حرس الحدود من السودانيين من اداء مهامهم في منع التهريب , بل تعدى ذلك بالإعتداء عليهم بالسلاح حين يقوم الهجانة بضبط بعض المهربين ويتم سلب جمال الموظفين من الهجانة , وتطور الوضع بقيام الشيخ عودة بمنع موظفي الدوله من تحصيل الميري عن الأراضي المزروعه بالقرب من الحدود الفلسطينية المصرية في الشيخ زويد وما جاورها , وقد دونت الوثائق تلك الأحداث , فضاقت الحكومة المصرية ذرعاً بتلك الأوضاع فجهزت جردة من البوليس والهجانة للقبض على الشيخ عودة الزريعي وشيخ النبعات ابو دلدول ورجالهم , وقد توارى المسلحين , والمشايخ عن انظار بوليس الحكومة لكثرة عدد البوليس , والهجانة فآوى العرايشية المشايخ عودة الزريعي , وابو دلدول , كرد جميل وعرفان لهم  , لتمتعهم بالحماية اثناء تجارتهم عبر تلك الطرق التجارية , فالعرايشية لهم حسنى عند ابو دلدول وعند الزريعي وقد ذكرها المؤرخ نعوم بك شقير في كتابه تاريخ سيناء , وقد ورد اسم الشيخ عوده الزريعي  بعد وفاته سنة 1883م في برقيات العفو العام الصادرة عن رئاسة مجلس النظار الوارد لمحافظة العريش عن الجرائم السياسية والسلب والتعدي المرتكبة من اهل سيناء بعد الثورة العرابية , وقد سجنه الأتراك في سجن القدس بعد أن اشترك  في حرابة زارع سنة 1875 (1)  اثناء فترة حكم رؤوف باشا  متصرف القدس الذي قام بسجن كثير من مشايخ الترابين والتياها والعزازمة بعد ان إشتدت الحرب بين المتخاصمين ولوضع حد لتلك الحرب الأهلية التي سرت الى جبل الخليل وكادت تسري إلى أبعد من ذلك فقام على رأس حملة من الجند ونزل خان يونس واقنع الترابين بالصلح ومن ثم نزل الشريعة وجمع التياها وجبل الخليل واقنعهم بالصلح ولما لم يظهروا ميلاً للصلح إضطر الى استعمال القسوة مع الجميع فنفي من نفي وسجن من سجن من المشايخ  , خرج  الشيخ عودة الزريعي من سجن القدس سنة 1882م وقد تدهورت حالته الصحية , وتوفي بعد ذلك رحمه الله , فتم التوافق بين الزريعيين على تعيين أخيه أحمد بن منصور بن نصر الزريعي شيخاً عليهم . { الباحث اسماعيل بن عياد الترباني }.
_________________________________________________

1) : من الحروب الاهلية في قضاء بئر السبع بين التياها والترابين سميت الحرابه باسم ( زارع الهزيل ).

المراجع : (1) وثائق محافظة العريش (!) (2) : تاريخ سيناء - نعوم بك شقير (3) : تاريخ بئر السبع وقبائلها - عارف العارف


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق