الدررالفرائد للجزيري والرأي العلمي للباحث المؤرخ الدكتور / أنور دبشي الجازي - هنا الترابين

عاجل

مدونة تهتم بتراث وعادات وتقاليد قبيلة الترابين

الأحد، 4 ديسمبر 2016

الدررالفرائد للجزيري والرأي العلمي للباحث المؤرخ الدكتور / أنور دبشي الجازي



بسم الله الرحمن الرحيم

تحية طيبة وبعد،،. أود إبداء رأيي العلمي فيما ورد من جملة " مار على عربان مختلفة الأجناس، كالعقبي والبلوي والعطوي والحويطي، وغيرهم" ( كتاب  الجزيري : الدرر الفرائد، الجزء الأول، صفحة 209)، يظهر من خلال تحليل هذه الجملة أن هذه القبائل مختلفة في جنسها وأصلها عن بعضها البعض، ولا يربطها سوى علاقة الجوار والإقامة في محل واحد، فلو كانت من أصل واحد لما قام الجزيري بتعداد كل هذه القبائل، ولاكتفى بتعداد واحدة منها فقط ،  كما نفهم من خلال هذه الجملة ومن خلال ما ورد في الجزء الثاني من الكتاب، أن هذه القبائل مستقلة عن بعضها ولها شيوخها المستقلين أيضاً، أما ربط وتعداد جميع القبائل البدوية بقبيلة بني عطيه فهذا غير صحيح مطلقاً . أما فيما يتعلق من ذكر لقبيلة الحويطات في كتاب الجزيري، فبسبب إصرار بعض الكتّاب الذين يعتمدون على باحثين آخرين ويستأنسون برأيهم وهم ليسوا بنسّابة وإنما باحثين  مؤرخين ( مثل حمد الجاسر وعاتق البلادي) وهم كتّاب سعوديين لم يتعمقوا بتاريخ الأردن لا بل تجد في كتبهم  الحديثة التي تتحدث عن جغرافية السعودية تجاهل واضح لمناطق بعض القبائل البدوية، وهذا التجاهل معروف الأهداف والغايات، والكتّاب  الذين  تحدثت عنهم يفسّرون بعض الجمل التي ترد في المصادر التاريخية ويعتبرونها دستوراً لا نقاش فيه! متناسين أن هذا الرحالة او ذاك يكتب ما يراه ويسمعه في فترة زمنية معينة وفي مكان معين، وهو ليس من أبناء المنطقة ولم يقم فيها أو عشيرته منذ فترات طويلة ولا يمكن لهذا الرحالة في مثل هذه الحالات الحكم في أصول القبائل البدوية وكيف نشأة ومكان نشوءها، وهنا أود القول: لا احد ينكر علاقة النسب (أخوال حويط) التي تربط قبيلة الحويطات مع قبيلة بني عطيه ونحن نفتخر ونعتز بهذه العلاقة، إلا أن قبيلة الحويطات لا يعود أصلها لقبيلة بني عطيه، وهذا معروف ومحفوظ عند كلتا  القبيلتين، ويمكننا الاستدلال والاستئناس بالجزيري نفسه، ففي الجزء الثاني من كتابه ( من صفحة 112 إلى صفحة 116) يصف العقبة بالقول: " وقد استجد بها النخل الذي على ساحل البحر وبعض الحدائق بالوادي والساحل، وجميع ذلك لبني عطيه الحويطات، ....." ( صفحة 112)،  فلماذا لا نفسر كلمة (بني عطيه الحويطات) على انه كان يقصد أن بني عطيه من الحويطات! فحينما نقول مثلاً: (وجميع ذلك للجازي الحويطات) فهذا يعني بالتأكيد أن الجازي من الحويطات، واعتقد برأيي الشخصي أن الجزيري كان يقصد ( وجميع ذلك لبني عطيه (و) الحويطات) أو أن محقق المخطوط ربما غفل وضع حرف (الواو) ولدينا دليل على ورود أخطاء عند المحقق في صفحة رقم: 115 حيث كتب ( الأمير جانم "من" قصروه) وكان يقصد بالتأكيد ( الأمير جانم "بن" قصروه).  ثم يتحدث الجزيري عن ( درك النقب) في صفحة 115، حيث يقول: " .... فلما استولى جماعة الحويطات على المناخ وكثر عددهم ونما نخلهم،..... واستولت الحويطات على المناخ ولم يقدروا على دفعهم، وصارت تلك البُقعة وطناً للحويطات" فلم يربط الجزيري قبيلة الحويطات مع بني عطية في هذا النص. وفي صفحة 116، يقول الجزيري: " والحويطات أصحاب درك المبشر المتوجة بالمكاتبات إلى القاهرة " وهنا أيضاً لم يربط الجزيري نفسه الحويطات مع بني عطيه وهو نفسه أي الجزيري الذي قال في صفحة (112): " والجميع من بني عطيه"!. ونجد في نفس الصفحة أي (116) الدليل الواضح الذي يناقض جملة " والجميع من بني عطيه" وأن  الحويطات وبني عطيه هما قبيلتين مستقلتين منفصلتين عن بعضهما البعض، حيث قام الجزيري بتعداد أقسام قبيلة الحويطات ( القسم الأول: آل عمران ( العمران)، والقسم الثاني: العلاوين، وأيضاً البدول والسويعديون) وبعد ذلك عدد "أقسام" قبيلة بني عطيه بشكل مستقل، فلوا كانت الحويطات من بني عطيه لما فصلها الجزيري وعدد أقسامها ، ثم أن الجزيري ابتدأ بقبيلة الحويطات  في تعداده القبائل البدوية في العقبة وما جاورها. لم يتطرق بعض الكتّاب الذين أشرت لهم  الى كل هذه النصوص السابق ذكرها والتي وردت في كتاب الجزيري وتجاهلوها حينما تحدثوا عن القبائل البدوية، وانما اكتفوا بالتركيز فقط على جملة " والجميع من بني عطيه"، وفيما سبق من شرح يوضّح ماذا كان يقصد الجزيري في جملته هذه، ويدعمها قول الجزيري نفسه في الجزء الأول من كتابه:  " مار على عربان مختلفة الأجناس، كالعقبي والبلوي والعطوي والحويطي، وغيرهم" ( كتاب  الجزيري : الدرر الفرائد، الجزء الأول، صفحة 209). ولا بد من توضيح موضوع آخر مهم ورد كثيراً في كتاب الجزيري، وهو هجمات القبائل البدوية على قوافل الحاج المصري بالقرب من العقبة، فمن يقرأ كتاب الجزيري عند تعداده لطرق ومنازل الحج الشامي والمصري والعراقي يلاحظ ان كل قوافل الحجيج في هذه الطرق والمنازل تعرضت لهجمات القبائل وليس فقط في العقبة، ثم أن هذا هو الطابع السائد والمعروف بين القبائل حيث كانت تغزوا على بعضها البعض وتتقاتل فيما بينها، كما أن بعض هذه الهجمات مصدر رزق لها حيث اعتادت هذه القبائل على أخذ ( الصرة) نظير حراستها لقوافل الحجيج ونقلها بجمالها، وكثير ما كان إمراء الحجيج يمتنعون عن دفع الاجرة لهذه القبائل، وبعض هذه الهجمات  كان يأخذ ردة الفعل المعاكس لما يقوم به الجنود الذين يحرسون هذه القوافل  ونجد في (كتاب الجزيري الجزء: 2، ص ص: 115-116) مثالاً على هذا: " حيث كان يقوم هؤلاء الجنود وعلى رأسهم أمير الحج ( جانم بن قصروه)  بهجمات دامية على هذه القبائل وكانوا يحملون المشاعل ويحرقون البيوت والأطفال في المهد، ويأسرون الأطفال والنساء، ويقتلون بالشيوخ غدراً". 
  " الباحث الدكتور أنور دبشي الجازي "
قلت : الدكتور أنور دبشي الجازي وضع الأمر في نصابه الصحيح , وشرح شرحاً وافياً ما جاء في كتاب الدرر الفرائد في طريق الحج ومكة المعظمة لمؤلفة عبد القادر الجزيري , وإغفال بعض المدلسين لمعنى " عربان مختلفة الأجناس " في الجزء الأول ( ص209) ينم عن خبث وتدليس وأهواء لغاية في النفس , فمن المسلم به عند كثير من المؤرخين والباحثين عدم أخذ بعض النصوص في بعض الكتب على عواهنها لأن هذا الفعل عرضة للإغترار بالظاهر والإتجاه الخاطيء في مسالك التحقيق والغربلة والتمحيص فلا يجوز اجتزاء بعض النصوص وترك بعضها فإما أن تؤخذ بالمجمل أو تهمل بالمجل وإن اخذت بمجملها تطبق قاعدة أخذ  النصوص على كل القبائل التي ذكرها الجزيري  دون استثناء ولا يجوز الإنتقاء حسب الأهواء . فجميع المغالطات في انساب القبائل ظهرت في الكتابات المتأخرة جداً لبعض المدلسين الذين لا يفرقون بين البيض والحيض والأستناد لما ورد في بعض الكتب دون تمحيص وفحص وغربلة , فأقول المؤرخين والباحثين من أبناء القبائل التي ذكرها الجزيري  هم ادرى بموروثهم وأقول المؤرخ في بلده معتبرة واما روايته عن البلدان الأخرى يجب ان تفحص وتختبر وتدقق . ( اسماعيل بن عياد الترباني ) 






الســيـــــــرة الـــــــذاتــــــيــــة
المعلومات الشخصية :
الأســـــــم  :الدكتور أنور دبشي قفطان الجازي.
المؤهل العلمي:  (درجة الدكتوراه في التاريخ  )
 تاريخ الحصول على الدرجة : عام 2015 م 
- اسم الجامعة : جامعة مؤته . 
خبرات العمل : 
* باحث مساعد في هيئة الباحثين، برتبة استاذ مساعد، 2009ــ لغاية الان
العنوان: جامعة الحسين بن طلال، مركز الدراسات والاستشارات
* مســاعد بحــث وتدريــس، 2007ــ 2009
العنوان: الجامعة الهاشمية،معهد الملكة رانيا للسياحة والتراث، قسم إدارة الموارد التراثية
* عضو هيئة تدريس في جامعة المرقب للعامين الدراسيين 2003-2004/2004-2005 .
العنوان : جامعة المرقب ، كلية الآداب والعلوم ، قسم الآثار ، مدينة الخمس ، ليبيا .
* باحث في مكتبة ومتحف البنك الأهلي الأردني للنميات بإدارة الدكتور نايف القسوس وذلك 
طيلة فترة إعداد رسالة الماجستير ( 2001- 2002 ) . 
العنوان :  الإدارة العامة للبنك الأهلي الأردني ،  عمان  .  
* الندوات والمحاضرات.
ــ محاضرة بعنوان ( مسارات الثورة العربية الكبرى)، جامعة الحسين بن طلال، بتاريخ 1-11-2016.
ــ  محاضرة بعنوان ( محطات في مسيرة الثورة العربية الكبرى)، مدرسة الحسينية الثانوية، بتاريخ 18-8- 2016. 

ـ الندوة الفكرية الدولية حول مئوية الثورة العربية الكبرى، التي عقد بالتعاون ما بين الجامعة الأردنية ومهرجان جرش الثقافي، يومي 23-24/ 7/ 2016، عنوان البحث ( دور القبائل البدوية في شرقي الأردن أثناء الثورة العربية الكبرى)  
- ورشة عمل بعنوان "المساجد الأثرية في الأردن"،جامعة آل البيت. عنوان البحث    
    المقدم "مسجد العباسيين في الحميمة" بتاريخ  25/3/2009.
- ورشة عمل بعنوان "الجفر والهاشميون" ، الجفر . عنوان البحث المقدم " الجفر ومحيطها الآثاري والحضاري والتراثي"  16-6-2009 .
* الأبحاث 
ـ  تأليف كتاب بعنوان ( الجغرافية التاريخية لمناطق قبيلة الحويطات " مرتفعات الشراه والبادية الشرقية" ) 2016. 
- بحث بعنوان ( دراسة قطعتي نقد سكت بمناسبة إنشاء الولاية العربية عام 106م ( دراسة تاريخية)، المجلة الأدبية ، جامعة عين شمس، عدد: 17، جزء: 3، 2012 
- بحث بعنوان ( الجغرافية التاريخية لبادية معان) المجلة الأردنية للتاريخ والآثار، الجامعة الأردنية، عدد: 3، مجلد: 9، أيلول 2015.  
- بحث في طريقه للنشر بعنوان ( دور القبائل البدوية في شرقي الأردن خلال الثورة العربية الكبرى " التقارير البريطانية مصدراً"). 
- بحث في طريقه للنشر بعنوان ( تاريخ بلدة الجفر منذ أقدم العصور وحتى تأسيس المشروع الزراعي). 
- بحث في طريقه للنشر بعنوان: (حقوق المرأة الاقتصادية والاجتماعية في محافظات الكرك، الطفيلة ومعان)


      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق