النعامة في أشعار وأمثال العرب - هنا الترابين

عاجل

مدونة تهتم بتراث وعادات وتقاليد قبيلة الترابين

الخميس، 1 أكتوبر 2015

النعامة في أشعار وأمثال العرب



جاء في كتاب محيط المحيط { النعامة حيوان يقارب الرخ أغبر الى البياض مُركب من خلقة الطير والجمل , أخذ من الجمل العنق والوظيف والمنسم ومن الطير الجناح والمنقار والريش يأكل الحصاة والرمل ويذيبه وليس له حاسة السمع ولكن له شم بليغ ولذلك تقول العرب هو أشمُّ من نعامة , والنعامة تذكر وتؤنث وسميت نعامة لنعومة ريشها} نقول وهو تعريف جامع ولكن في قوله " له شم بليغ " نظراً لأن علماء الحيوان المحدثين يقولون إن للنعامة نظر بليغاً لا شماً بليغاً , ولعل العرب نسبوا الشم البليغ اليها لأنهم كانوا لا يستطيعون الدنو منها إذ كانت تحس بهم من بعد قصيٍٍ فتتجنبهم ولكن ذلك لا ينقي قولنا بل يدل على إنها كانت تحس بهم بنظرها لا بشمها ويبلغ علو النعامة الكبيرة مترين ونصفاً وثقلها 250كغم وهي لا تستطيع الطيران لعجز اجنحتها عن حملها , ولها عنق طويل كنعق الجمل مساوٍ في ارتفاعه لطول ساقيها , وساقاها شديدتان قويتان على السير تخطو بهما في سيرها الأعتيادي متراً أو مترين ولكنها اذا ركضت فإن خطوتها تبلغ أربعة أمتار ولذلك تسابق الخيل وتكون كالريح أو كالسهم المارق حين ركضها وهي متى كانت برية تقتات بالأعشاب على الأكثر ولكنها اذا دجنت أصبحت تأكل من الحشرات حتى من التراب والحصى وتهضمه لشدة معدتها كما مر في بدء الكلام وتكون اقامتها على الأكثر في الواحات حيث توجد المياه والظلال لا في القفار كما زعم بعضهم , ولكل ذكر ثلاث اناث او أربع تبيض كل واحدة منها في أعشاش كبيرة بيضاً صقيلآ ناعماً كالعاج ويساوي حجم البيضة الواحدة منه 24 بيضة من بيض الدجاج وزعم بعضهم ان النعامة تترك بيضها ولا تحضنه فيفرخ من تلقاء نفسه والحقيقة ان الذكر والأنثى يحضنانه معاً ولا يتركانه للطبيعة الا في الأقاليم الأستوائية شديدة الحرارة وفي هذه الحال لا يتركانه مكشوفاً بل يطمرانه بالرمل حتى لا تهدي الأفاعي والكواسر اليه , ولا تعتني النعامة بفراخها الا 4 أو 5 أسابيع لأن الفراخ بعد ذلك تصبح قادرة على السعي وأكتساب معيشتها واكثر ما تكون النعامة موجودة في اواسط افريقيا وجنوبها , ويتم اصطيادها بثلاث طرق من اهالي تلك البلاد الأولى انهم يطاردونها على الخيل أو ركضاً على الأقدام والثانية إنهم يباغتونها ويطلقون البنادق عليها ويقتلونها والثالثة انهم ينصبون لها اشراكاً ويصيدونها بها ويروى عن النعامة انها اذا ابصرت الصياد من بعيد وضعت أحياناً رأسها بين جنحيها حتى لا تراه ظناً منها انها اذا لم تره فإنه لا يراها , فذهبت جهالتها هذه مثلاً   من الأمثال العربية التي تضرب بالنعامة قولهم :
( أجفل من نعامة )  ومنه قول الحريري : ( وأجفلت نحوها إجفال النعامة ) وقول الشاعر في وصف جبان : أسد علي وفي الحروب نعامة .. ربداء تجفل من من صفير الصافر , ويقال للرجل إذا خاف من شيء أو إذا ارتحل أو مات : ( نفرت نعامته ) ومن أمثالهم فيها أيضاً قولهم : ( آلت لصاحبة النعامة ) يضرب لمن يثق بمن هو غير أهل الثقة : وأصل هذا المثل إن امرأة من نساء العرب وجدت نعامة قد غصت بصعرور أي بصمغة فأخذتها وربطتها بخمارها الى شجرة دنت ثم من الحليّ وصرخت :
( من كان يحفنا ويرفنا فليترك ) وقوضت بيتها لتحمل على النعامة وترحل , فلما عادت إليها كانت النعامة قد أساغت غصتها وأفلتت فبقيت المرأة ( ولا صيدها أحرزت ولا نصيبها من الحيّ حفظت ) .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق