{ العقيد }: هو فارس ذو خبرة مارس كل ضروب الغزو وعظمت مهارته وخبرته وعرفت شجاعته وحظوظه في القتال
يقود فرسان القبيلة للغزو ومن مهامة إختيار الفرسان الأشداء ويقوم بتجهيزهم بالعتاد وينظم اصولها وفروعها ويكون هو المسؤؤل عنها يعاونه في ذلك ( المنيّخ ) الذي يأتي بعد العقيد في القيادة والأشراف على الركوب والنزول والزاد وحفظ خط الرجعة للهجانة , فخلال الحرب والغزو تبطل سلطة الشيخ بتاتاً وينقاد المحاربون منهم الى العقيد وحده فإذا التحق الشيخ بالفرسان ينقاد للعقيد حتى ينتهي الغزو ويعود الفرسان الى أهلهم وحينئذٍ تنتهي امرة العقيد وتعود امرة الشيخ كلها.
وينظر البدو للعقيد نظرة خاصة كنظرهم الى الفال والطالع والحرب يقررها العقيد بناء على الهام أو حدس يخطر له وهو يحدد اليوم الذي يرجحه للهجوم ورأي العقيد وان لم يكن يعلو على رأي الشيخ لكنه يستشار في الحالات الحرجة ويكون لأقواله اعتبار كلي فالعقيد وظيفته وراثية في عشيرة معينة وتنتقل من الأب الى الأبن.
فلكل قبيلة ( شيخ ) و ( عقيد ) ومن النادر جداً أن تجتمع وظيفتان في القبيلة في شخص واحد, ومن عوائدهم أن يغيروا صباحاً قبل الفجر أو قبل طلوع الشمس على الأقل حينما تكون مواشي العو في حظائرها والأبل معلقه والخيل مقيدة والرجال نائمين غافلين بعيدين عن اسلحتهم فيمكن المهاجمين بالأحاطة بالعرب على حين غرة , فقبل الغزو يرسل العقيد الكشافة للأستطلاع لكشف منازل القبيلة التي ستغزى وما هي عليه من الأحتياطات فيما اذا كان لديهم علم بقدوم الغزو ومتهيأة له , وحينما يقتربون منها ينبطحون على الأرض ويستترون وقد يغامر بعض الكشافة ويدخل لمضارب القبيلة بصفة عابر سبيل فيتفحص عدد البيوت والبنادق والماشية ثم يعود ويخبر العقيد عما رآه ويجري كل ذلك سراً فإذا أتت (العلوم) أي : الأخبار بما أنسوا منه خيراً يقوم العقيد بأخبار الشيخ الذي يضرب موعداً لأجتماع الغزاة في وقت معين ثم يأمر العقيد بتفقد فرسانه فمن كان منهم غير مجهز بالسلاح والعتاد الكافيين أو كانت راحلته هزيلة لا يركن اليها فرزه من بين الفرسان وأمره بالرجوع ومن ثم يقسم العقيد الفرسان الى فرق كل فرقة يرأسها عقيد من الفرسان القدماء ذوي الخبرة ممن قاموا بالغزو في أوقات سابقه فإذا اكتمل العدد المطلوب سارت الفرق بين ركبان ومراديف ولا يعلم سبيل الغزو وهدفه في الأكثرالا الشيخ والعقيد وحده ويبقى رفاقه جاهلين ذلك الى ان ينتصف الطريق وحينما يطلع العقيد رفاقه على بغيته , ويخرج من الفرسان ( طليعة )
الى الأمام ويتأخر الجزء الأكبر وراءها بضعة كيلو مترات ومن عادة الغزاة أن يتحاشوا الطريق المسلوكة فهم يسيرون سيراً متمعجاً حلزونياً ولا يردون المناهل الا ليلاً ولا يسيرون منفردين كي لا يلحظهم أحد فإذا صاروا على مقربة من المكان المراد غزوه وقفوا وأستطلعوا حالتها بدقة فإذا جاءت ( العلوم ) وقرروا
الهجوم حتى يتراءى لهم الزول وهو العدو المقصود حينئذٍ ينيخ العقيد هجانته ويعبئهم في طريق الرجعة , ثم يقسم العقيد فرسانه الى قسمين (الخيالة) وهو القسم النشيط الخفيف الحركة , وواجبه أن يسطوا على الماشية ويجفلها بإطلاق الرصاص ويسوقها بسرعة ,والقسم الثاني ( الكمين أو الملزمه ) وهو قسم يتألف من أحسن الرماة وأشجعهم وواجبه أن يقابل المدافعين ( الفازعين )
ويشاغلهم مهما أمكن من الوقت , ريثما تصل هذه الماشية الى الهجانه فيتسلمها هؤلاء ويسوقونها لمضاربهم .
_______________________________________
فالترابين تنقل العقيد بين عشائرها فكان أبو سرحان ومن ثم أبو دلدول ثم في الفترات الأخيرة أبو سته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق