{المشركون لا عهد لهم ولا ذمة}
قال تعالى: {كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (7) كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8) اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (9) لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10)
فاليهود أمة القتل والدمار والهلاك ، أهلكت الحرث والنسل وأعملت السلاح في أجساد المسلمين في كل مكان .
أمة لا تعترف بمواثيق ولا معاهدات ، اليهود كاذبون فيما يقولون ، خائنون وعن الظلم لا يتورعون ، لا يحترمون عهداً ، ولا يقدرون لأحد قدراً .
إنهم إخوان القردة والخنازير ، أسوأ البشر اليوم وجوداً على الأرضإنها أُمة تعدت حرمات الله ، وانتهكت حدوده ، وارتكبت من المجازر والقتل الفظيع ، ما قد بسببه انعقدت أسباب عذابها بإذن الله تعالى ، فنسأل الله أن يهيئ للأمة قائداً مسلماً شجاعاً لإخراجهم وإجلائهم من بلاد المسلمين ، بل قتلهم وإفناؤهم عن بكرة أبيهم ، فهم قوم لا خلاق لهم ، ولا دين لهم ، ولا ذمة لهم ، ولا أمان ولا عهد لهم ، لا يمتعون بخلق ولا أدب ، ولا مسؤولية ولا احترام ، انعقدت أسباب هزيمتهم بسبب عصيانهم لله تعالى ، وتعديهم حدوده ، لو توحدت الأمة الإسلامية ، وقاتلت باسم الإسلام لا باسم العروبة ، ولا باسم الوطنية ، بل باسم الإسلام ، هناك سيكون النصر للمسلمين بإذن الله تعالى ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ : يَا مُسْلِمُ ، يَا عَبْدَ اللَّهِ ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ ، إِلاَّ الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ " [ متفق عليه واللفظ لمسلم ] .
واليك اخي المسلم من قصص الحرب الأخيرة على غزة في 1/8/2014 حين تم الأتفاق على وقف إطلاق النار بين الحركة الأسلامية واسرائيل فوافقت الأخيرة بعد أن تم أسر أحد جنودها وتكبدها خسائر جسيمة لم تتكبدها في جميع حروبها مع الدول العربية فوافقت مرغمة وضربت مناشدات الأمم المتحدة وأي مناشدات دولية عرض الحائط وصمت عربي مطبق بأدانات خجولة ففي مثل هذا اليوم الجمعة الموافق 1/8/2014 بدأ سريان وقف إطلاق النار فيقول المواطن ( محمد ) تأهبنا للعودة الى منازلنا حين سماعنا عن الهدنة ( وقف إطلاق النار ) والذي يبدأ سريانه الساعة الثامنة وأنطلقنا الساعة السادسة والنصف على أقدامنا الى ما يسمى منطقة المشروع ووصلنا بعد مسير طويل بحدود الساعة الثامنة الا ربع وأنتظرنا حتى تصبح الساعة الثامنة كما هو معمول به في إعلان وقف إطلاق النار وكان برفقتي صديقي ( عبد الله ) وأنطلقنا لمنازلنا في تمام الساعة الثامنة فدخلت منزلي وبرفقتي صديقي لأتفقده وأحتساء الشاي معاً فلم نجد غاز من أجل إعداد الشاي وأنقطاع التيار الكهربائي فقمنا بجمع الحطب وأوقدنا ناراً لأعداد الشاي ووضعنا الأبريق بعد تجهيزه على النار وفجأة سمعنا إطلاق نار كثيف مصدرة مدفعية العدو الصهيوني ورشاشاته الثقيلة فخرجنا نستطلع الأمر فوجدنا كثير من الأهالي يخرجون من بيوتهم مسرعين فشاهدت جارنا عادل وأخيه سالم يهرولون مسرعين بعد أن أتوا مثلنا لتفقد منازلهم فسلكنا جميعاً الأراضي الزراعية للأهالي وفي منتصف الطريق بالقرب من منزل أبو سمير أحد الجيران شاهدنا ونادى بأعلى صوته علينا لا تقربوا المزارع القريبة من الحدود فالدبابات الصهيونية تطلق النار بكثافة على المزارع من الهلع والرعب الذي أصابهم لأن مطلب اسرائيل الأساسي في الهدنه هو عدم الأقتراب من الحدود والمزارع المحاذية للشريط الحدودي وأقتنعنا بعد حديث أبو سمير إنه لا داعي للقلق فعدنا أدراجنا للمنزل وشربنا ما تبقى من الشاي بعد غليانه المتكرر وفقدان نصف الأبريق وكان الجو صيفياً حاراً ( آب اللهاب ) كما يطلق عليه أجدادنا فالرطوبة عالية والجو مغبراً كثيفاً من الجهة الشرقية من الحدود والغبار بدأ بالتراكم في طبقات الجو العليا فأحسسنا بالأختناق فلا وجود لنسمة هواء مع إنقطاع الكهرباء وتعطيل المراوح في المنزل فخرجنا نتفقد الوضع وأحسسنا بالريبة والقلق من هذا الوضع فوجدنا رجل من المنطقة الشرقية المحاذية للحدود خارجاً وكان مصاباً بطلق ناري أعلى الكتف ( إصابة بسيطة ) فعرضنا علية المساعدة فقال أنا سأتدبر أمري وأنصحكم بالمغادرة فاليهود لا عهد لهم ولا ذمة فأنا قد نجوت من الطائرات المروحية التي أغارت على كل من تواجد خارج منزله وقاموا برميهم بالرشاشات من مسافاتٍ قريبة فأيقنت إن الأتربة التي كادت أن تخنقنا هي بفعل مراوح الطائرات وفجأة شاهدنا الطائرات المروحية تطلق رشاشاتها بشكل عشوائي وكان أزيز الرصاص مخيفاً من شدته فهربنا مسرعين بأتجاه الغرب من الشارع العام ووصلنا منزل جارنا أبو محمد ولم نصاب بأذى وبدأت القذائف بالسقوط من كل حدبٍ وصوب على كامل المنطقة وبشكل عشوائي وكانت قذائف مدفعية وهنا ناديت بأعلى الصوت على جارنا أبو خضر وطلبنا منه سرعة الخروج من المنزل وأحتمينا بسور مدرسة قريبة أحتمى بها كثير من الأهالي لآنها أهداف غير عسكرية في نظرنا وخاب ظننا فقد إنهمرت القذائف على الشارع العام وعلى جميع من كان داخل سور المدرسة وخارجة فأصيب عدد من المدنيين وأستشهد عدد آخر من شظايا القصف العشوائي ولم نصب أنا وصديقي عبد الله ومعنا إمرأتان وكان عددنا ثمانية عشر شخصاً ولصعوبة الموقف ولخطورة الوضع أسرعت من المكان بأتجاه منزل جارنا أبو ياسر كونه من الباطون المسلح للأحتماء لحين هدوء القصف ومن ثم مغادرة المنطقة كلياً وقد فقدت صديقي عبد الله من هول ما شاهدت وأصابني تشتت في الأفكار وحالة نفسية يرثى لها وأعتقدت إن صديقي عبدالله ومن تركتهم قد إستشهدوا وحين نظرت حولي شاهدت جيراني مصطفى وماجد وأم خضر وأم محمد وغيرهم جميعهم جاءوا للأحتماء في هذا المنزل المسلح بالباطون من القصف العشوائي وبعد نصف ساعة من المكوث سمعنا صوت قذيفة قريبة جداً من مكان الأحتماء أصابت منزل جار لأبو ياسر وسمعنا صوت صراخ فنظر ابو ياسر وقال اليهود إرتكبوا مجزرة فالشارع مليء بجثث الشهداء فزاد خوفنا على اقربائنا واصدقائنا فحرجنا جميعنا من المنزل لخطورة الموقف بأتجاه موقع المشروع وعندما وصلت للشارع لم أجد حولي الا جارنا ياسر والقذائف تنهال من حولنا وبعد عشر دقائق من الجري لحق بنا الجيران أم خضر وأم محمد ومصطفى وشاهدت أم محمد تبكي لفقدانها حفيدها يامن ذو الخمسة أعوام وعقدنا العزم على أن نكون قريبين من بعضنا البعض لنحث انفسنا على الصبر وإن فرج الله قريب وهرولنا بأتجاه الغرب لحي المشروع فوصلنا الى الشوارع الداخلية ووصلنا لمفرق الحاووز بجانب مسجد عمر بن عبد العزيز فشاهدنا 6 جثث مشوهة المعالم لنساء واطفال فقمنا بتغطية النساء لحين وصول سيارات الأسعاف وأتجهنا الى الشمال الى الشارع الرئيسي المتجه لمدينة رفح فوجدنا الشارع مليء بالجثث المتناثرة والمصابين مع امتداد طول الشارع من عند مفترق المشروع حتى مفترق مستشفى ابو يوسف النجار المعروف بدوار المهموم فرائحة الموت منتشرة في كل مكان ونردد الشهادتين في كل لحظة فكل همنا أن نساعد كثير من المصابين في الشوارع ولكن كثر الأصابات أكبر من طاقاتنا وقد أشار علينا جارنا ياسر بأن نختبيء داخل أنقاض منزل دمرته الطائرات الحربيه لانها لا تعيد قصفه مرة أخرى فكان رأيه سديداً وكانت حجارة البناية المكونة من طابقين والتي سويت بالأرض شديدة الحرارة لا نستطيع أن نجلس عليها وكنا مجبرين لحين هدوء القصف ومغادرة طائرات الأستطلاع الأجواء لان القصف كان يطال أي جسم متحرك وهنا انتابنا الرعب فكل الأجواء مراقبه فأزداد التوتر وقررنا مغادرة المنزل المدمر حتى لا يتم استهدافه مرة اخرى وقد استهدفت القذائف المناطق المجاوره لنا وغادرنا منطقة الحاووز للشارع العام لحي التنور بأتجاه الجنوب الغربي فلم نستطع الوصول لمنطقة البلبيسي على الشارع العام فأحتمينا في بيت درج أحد البيوت وكان المنزل مغلق فألتصقنا بالباب والمكان ضيق فمدينا أرجلنا الى الخارج ونشاهد القصف الذي طال جميع المنازل والشوارع وقد نادينا على صاحب البيت وقد كان خالياً وغادرة اصحابه وهو مجاور لمنازل اقربائي الذين هم ايضاً هجروا المنطقة كلياً ثم غادرنا المنطقة مسرعين لجهة البلبيسي ووصلنا فوجدنا شاب قطعت يدة من الشظايا فنادى علينا يريد المساعدة وحينها انهمرت القذائف لتحول بيننا وبينه كي لا نساعده وفجأة سقطت قذيفة أجهزت على ما تبقى له من حياة فردد الشهادة ورددنا الشهادة خلفه وكبرنا ودعونا على القوم الظالمين واسرعنا بقطع الشارع خوفاً من استهدافنا وكان برفقتي ياسر بأتجاه مستشفى أبو يوسف النجار
ووصلنا ولم نفق من الصدمة الا ونحن على ابواب المستشفى من الناحية الخلفية وكان الوضع في المستشفى صعباً لسقوط قذائف على مدخله الأمامي وهو المستشفى الوحيد لمدينة رفح والتي يقطنها 200 الف مواطن وبدأ القصف يصل للمناطق الجنوبية والغربية للمستشفى في وسط حي الجنينة لمنع طواقم الأسعاف من الوصول وبقي القصف شديداً حتى موعد صلاة العصر وكان المأوى الوحيد لنا ولكثير من المجاورين له وكان شديد الأزدحام .
وعند دخول وقت العصر أحسسنا بأمر مريب داخل اروقة المستشفى وحالة من الهرج والمرج فعلمنا إن الصهاينه قد أنذروا الطواقم الطبية بأخلاء المستشفى خلال عشر دقائق لانه سيتم قصفه بطائرات F16 ولم يستجب الطاقم الطبي لان هدفهم هو خروج المرضى والكادر الطبي ليقوموا بقصف المدنيين حين الخروج وبالفعل بعد انتهاء الأنذار تم قصف المدخل الأمامي للمستشفى كأنذار أخير وقام بقصف سيارات الأسعاف المتجهه للمستشفى فهذا العدو لا توجد عنده ادنى ذرة من الأنسانية ولا يعترف بكل المعاهدات والمواثيق الدولية وحقوق الأنسان . فقد كان حجم الشهداء والجرحى في المستشفى بالمئات ويفوق القدرة الأستيعابية له من حيث عدد الأسرة فقد إفترش الجرحى والشهداء الممرات والأهالي يبحثون عن ذويهم واقربائهم فقد كان المشهد مأساوياً وقد صحوت من صدمة الأحداث حين أمسك بذراعي جارنا ( مسلم ) وحضنني وقال الحمد لله على سلامتك أنت حي لم تمت رغم إنني شاهدت جثتك في ثلاجة المستشفى فأيقنت إنه شبه له أحد الشهداء الذين شاهدته في ثلاجة الموتى فهو شبية بي فيلبس نفس الملابس التي البسها ويلبس صدرية مثل التي البسها فنحن نشبه بعضنا في مدينتنا بل في وطننا لأن مصيرنا واحد ونشبه بعض شهداء وأحياء فخرجت من المستشفى بعد هدوء القصف العشوائي الذي لم يستثني البشر والحجر فبحثت عن الأقرباء والأصدقاء والجيران الذين هربوا معي وبالأخص صديقي عبدالله فالجميع كان بخيراً لم يمسهم سوء من قصف الجبناء الضعفاء أحفاد القردة والخنازير وإن الله سبحانه وتعالى قدر لنا الحياة بفضل منه وليس بذكائنا ( إنتهى) هذا القصة وصلتني من مدينة رفح من شاهد على مجزرة ( رفح ) وطلب مني مرسلها أن لا أذكر اسمه لانه لا يبغي من نشرها سوى أن يتذكر الأحفاد المجزرة المروعة بحق المدنيين العزل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق