المؤرخ والعالم عارف العارف - هنا الترابين

عاجل

مدونة تهتم بتراث وعادات وتقاليد قبيلة الترابين

الخميس، 4 يونيو 2015

المؤرخ والعالم عارف العارف


مؤرخ فلسطين ( عارف العارف المقدسي)

عارف العارف


ولد المؤرخ والعالم والمربي الاستاذ عارف العارف 1892 في مدينة القدس .
أتم دراسته الثانوية فيها. وتابع تعليمه الجامعي في استنبول ، وحصل منها على شهادته في الادارة السياسية
.ومن المكتب الملكي حصل على شهادة بالاقتصاد .
عين بعد تخرجه في ديوان الترجمة بوزارة الخارجية في استنبول .
وفي الحرب العالمية الأولى في عام 1914 خدم في جبهة القفقاس .
وأسر من قبل الجيش الروسي القيصري وتم نقله أسيراً إلى سبيريا .بقي في الأسر ثلاثة سنوات ، حتى قامت الثورة الروسية الاشتراكية وانهارت القيصرية الروسية على اثر الثورة .لقد استطاع الهرب مع مجموعة من الضباط الأسرى العرب .وتوجهوا إلى الوطن للانضمام إلى جيش الثورة العربية.كانت قد أعلنت التهدئة قبل وصولهم إلى الوطن .

عاد عارف العارف إلى مسقط رأسه فلسطين . وكانت فلسطين ترزخ تحت الاحتلال البريطاني
بعد وصوله إلى القدس شارك في إصدار جريدة سوريا الجنوبية ، حمل فيها على الاستعمار البريطاني والحركة الصهيوني والوطن القومي اليهودي التي كانت تسعى بريطانيا بالتعاون مع الحركة الصهيونية على ترسيخ أسسه .في عام 1920 شارك عارف العارف في النضال ضد الحركة الصهيونية والاستعمار البريطاني، قامت قوات الاحتلال البريطاني بملاحقته ، ولكنه فّر إلى دمشق وقد صدر بحقه حكماً غيابياً (10) عشر سنوات .
وفي دمشق انتخب ممثلاً في المؤتمر السوري
. ظل يعيش في دمشق حتى وقعت معركة ميسلون وغادرها مع مجموعة من رجالات سورية إلى الأردن بعد أن وقعت سوريا تحت الاحتلال الفرنسي .
بقي يعيش في الأردن حتى سمح له بالعودة إلى فلسطين .حياته في فلسطين :
تسلم عدة مسؤوليات إدارية في فلسطين . وكان قد تسلم قائمقاماً للمدن التالية (جنين نابلس، بيسان، يافا) وبعد ذلك عهد إليه إدارة مدينة بئر السبع حيث قضى فيها (10) أعوام ألف خلال الأعوام تلك كتابين عن مدينة بئر السبع . ومن ثم نقل إلى مدينة غزة ومكث فيها قائمقامأ مدة أربعة أعوام ألف فيها كتابه عن غزة .
وقبل الحرب العالمية الثانية تم نقله إلى مدينة رام الله . وعين قائمقاماً للمدينة . وتمت ترقيته فيما بعد إلى مساعد لحاكم لواء القدس . استمرفي منصبه هذا حتى انتهاء الانتداب البريطاني وصدور كتاب (قرار) تقسيم فلسطين وبداية الحرب العربية الصهيونية .بعد إعلان الهدنة العربية الصهيونية انتدبه الملك عبد الله حاكماً عسكرياً لقطاع رام الله .عين عارف العارف عام 1949 رئيساً لبلدية القدس . وقد انتخب لرئاسة بلدية القدس مرتين عام 1955 تولى وزارة الأشغال العامة . ولكنه استقال منها فيما بعد .
عارف العارف كان يتقن خمسة لغات أجنبية (الانكليزية والفرنسية والألمانية والتركية والعبرية) ،
إن عارف العارف يعتبر وبحق عميد المؤرخين الفلسطينين وهو من الجيل الأول الذي يؤخذ جورج لفلسطين وهو من المؤرخين العصاميين غير الدارسين للتاريخ ومناهجة في الجامعات.
إن المؤرخ عارف العارف عكف منذ عهد الدراسة في الأستانة على تدوين مذكراته اليومية بشكل مستمر ويقول :
ما انقطعت عنها يوماً واحداً خلال الأعوام الأربعين ، لقد زدت شغفاً بتلك اليوميات عندما جدّ الجدّ وصدر قرار التقسيم . فرحت أسجل ما يحدث من الأحداث ) . ويسمى كتابه النكبة ( وقد نكبنا ، نحن معشر العرب عامه والفلسطينين خاصة خلال هذه الحقبة من الزمن بما لم ننكب بمثله منذ قرون وأحقاب ) .

راوية التاريخ :
يعتمد المؤرخ عارف العارف في كتابته للتاريخ أسلوب الراوي فهو ينقل الأحداث كما عاشها وسمعها ونقلت إليه من العدل الثقات ، غير متملق أحداً . هدفه حفظها للأجيال كما حدثت لتقول الأجيال كلمتها فيها .لقد سجل أحداث النكبة بأمانة المربي والعالم مدعماً ما كتبه بالأرقام والأسماء والتواريخ ، وكان هاجسه حفظها من الاندثار ويقول بذلك إن من حق الأجيال أن تعلم : ( ما الذي جرى ، وكيف جرى ، ولماذا ألمت بنا هذه النكبة ، وكيف انقلبت الأوضاع . وسيكون في مقدرهم ، إذا ما فرغوا من تلاوته أن يلفظوا حكمهم على أبناء هذا الجيل دون مواربه أو وجل ) ويتابع انه يكتب الحقائق غير خائفاً من هذا أو ذاك من القادة والزعامات . وغير متداخلاً في الحدث التاريخي خدمة لمصالحة ذاتية شخصية أو حزبية أو فئوية أو زعيم .فهو يكتب بموضوعية مطلقة ويقول ( غير متملق أحداً من الناس ملكاً أو زعيماً ، حاكماً أو محكوماً، غنياً ، أوفقيراً . ولقد اعتصمت بالنزاهة ما استطعت إلى ذلك سبيلاً .فذكرت ما حدث كما حدث ، ودونت ما كان كما كان ، ولم أبال إن كان في روايتي على هذا النحو ما يرضي هذا الفريق أو يؤلم ذلك) ، إن عارف العارف يقر منذ البداية انه رواية لأحداث التاريخ قبل اندثارها لا يضع نفسه بين مفسرية أو مفكرية . ويقول بكتابه النكبة ( أني في كتابي هذا رواية يريد أن يروي للناس ما حدث ، وقد أليت على نفسي ألا أروي الأحاديث إلا بما رأت بأم عيني ، وما رواه لي العدل الثقات ، مستهدفاً في الحالتين أن أدون الوقائع ).*عارف العارف الذي أسهم بكثافة في ثوثيق تاريخ فلسطين السياسي والاجتماعي والديمغرافي والتاريخي والذي يعتبر مؤرخاً شاملاً غزير الانتاج والذي اعتمد منهج الراوي في كتاباته للتاريخ فإنه يقدم تقييماً موضوعياً ناقداً للمنهج فيقول إن أحسن التواريخ وأصدقها ما يكتبه المؤرخون بعض مضي ما لا يقل عن ربع قرن من الزمن وليس الذي يكتب فور وقوع الحادث). وقد صدر له مجموعة كبيرة من الكتب التاريخية وغير التاريخية وقد اعتمد في مادة كتاباته ومجلداته الستة أسلوب التدوين اليومي ، وكتب تفاصيل الأحداث التي اطلع عليها منذ العام 1948 وحتى العام 1955 وقد دون أخبار المعارك بشكل مفصل . واخبار الهدنة وقد خصص المجلد السادس بكامله كسجل للشهداء ، دون فيه أسماء شهداء كل معركة . مفصلاً انتماء كل شهيد لأية بلد عربي ينتمي وأسماء شهداء الجيوش العربيةالنظامية والمجاهدين المتطوعين وإضافة إلى أسماء الذين كانوا شهداء ضحايا العمليات العدو الصهيوني ضد المدنيين من عرب فلسطين بين عام 1948 وعام 1950 وقد أطلق عليه عنوان (سجل الخلود)
.وهذه أهم الكتب التي وضعها .اسم الكتاب تاريخ الصدور
1-القضاء بين البدو 1932
2-تاريخ بئر السبع وقبائلها 1934
3-الموجز في تاريخ عسقلان 1943
4-تاريخ غزة 1943
5-تاريخ الحرم القدسي 1947
6-المسيحية في القدس 1951
7-تاريخ قبة الصخرة والمسجد الأقصى
المبارك ولمحة عن تاريخ القدس 1961
8-كتابة النكبة نكبة بيت المقدس والفردوس المفقود 1947-1955 صدر في بيروت 1956-1959
9-النكبة في صور نكبة العرب في فلسطين.

وقد أصدر إلى جانب هذه الكتب عدداً من المذكرات والدراسات التي سجل فيها ما أصاب الفلسطينين من العسف والجور والظلم منذ قيام دولة العدو الصهيوني (اسرائيل). وكان آخر كتاب بدأ العمل فيه منذ تم احتلال الاجزاء المتبقية من فلسطين عام 1967 وقد صدور من هذا الكتاب 12 جزءاً .هذا العمل الضخم يؤرخ للاحتلال الصهيوني ويدون فيه العنف الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني ويحتوي على كافة أسماء الشهداء الذين استشهدوا في حرب حزيران عام 1967، كما يحتوي على أسماء المعتقلين والأسرى، والذين عذبوا الذين هدمت منازلهم وكذلك أسماء من أبعد. عارف العارف فاروق الحياة لم ينتهي كتابة الذين بدأه ولكنه تركه أمانة بأعناق المؤرخين من جيل الثورة الذين لايحابون ولايخافون إلا الله .كما ترك فلسطين أمانة بأعناق المناضلين الثوريين الحقيقين .أغلق عيناه 1973 على صورة القدس وصورة الجندي العربي المنتصر 1973 وكأنه يقول لنا حافظوا على النصر .بقلم عماد عوكل 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق