من عوائد عربان بئر السبع إذا أقبل عدد كبير من الضيوف بعضهم خيالة وبعضهم هجانة فعلى صاحب البيت , في عرف العرب , أن يهتم بالخيالة أولاً (1) قلت : لانها مكرمة في الأسلام لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : الخيل معقود في نواصيها الخير الى يوم القيامة وأهلها معانون عليها فأمسحوا بنواصيها وأدعوا لها بالبركة وقلدوها لا تقلدوها الأوتار (2) واكرم الله الخيل حيث ورد ذكرها في عدة مواقع من القرآن الكريم يقول الله سبحانه وتعالى :
( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14) آل عمران وقوله ( إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد) سورة ص 31
وهذه السورة في خبر سيدنا سليمان وكيف شغلته بجمالها والتأمل فيها عن الذكر والصلاةوقوله( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) الأنفال:60
( لما أراد الله أن يخلق الخيل ، قال لريح الجنوب اني خالق منك خلقاً ، فجعله عزاً لأوليائي ، ومذله على أعدائي ، وجمالاً لأهل طاعتي فقالت الريح اخلق فقبض منها قبضه ، فخلق فرساً ، فقال له خلقتك عربياً وجعلت الخير معقود بناصيتك ، والغنائم مجموعة على ظهرك….إلى آخر الحديث).
عرف العرب الخيل منذ القدم فاعتنوا بها وأكرموها وحافظوا على عراقة أنسابها ونقاء سلالاتها من العيوب والشوائب كما يشتهر الحصان العربي بذكائه ونبله و إخلاصه وشدة وفائه لصاحبه، ونظراً لهذه الصفات الحميدة علاوة على ما يتمتع به من نقاوة السلالة كان العرب في الجاهلية يرتبطون الخيل لفضلها وشرفها، وعندما جاء الإسلام أمر الله عز وجل نبيه عليه الصلاة والسلام باتخاذها وارتباطها، فاتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل وارتبطها في سبيل الله، وأعجب بها وحث عليها فإرتبطها المسلمون أفرداً وجماعات، ولقد كان للخيل في العصور التاريخيه المختلفة دور أساسي في الحروب وغيرها.(3) وبأستطاعة الحصان العربي أن يقطع مساحة الكيلو مترين في دقيقة وبأستطاعته أيضاً أن يتجاوز مسافة الثلاثين كيلو متر دون أن يستريح وفي عام 1929 استطاع فرس يسمى " النجيمه " يبلغ من العمر الثالثة عشر من عمره ان يحمل جندياً مقتولاً الى الكويت قاطعاً به مسافة 285 كيلو متر في ظرف ثلاثة أيام دون أكلٍ أو شرب وقد حدث ذلك في صيف عام 1929 حيث بلغت درجة الحرارة 52 درجة مئوية في الظل وأهتم القنصل الأنجليزي آنذاك العقيد " دكسون" برعاية هذا الفرس لعدة أشهر حتى استرد قواه قلت: وقد كان للأبل نصيب فقد جاء ذكرها في القرآن الكريم في مواضع كثيرة وقد جاء ذكرها أيضاً في الأحاديث الشريفة
________________________________________________________________
(1): القضاء بين البدو عارف العارف ص (193)
(2): تخريج السيوطي (حم ) عن جابر تحقيق الألباني حديث 3355 في الصحيح الجامع
(3): الأستاذ/ سامي بن سليمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق