الوساقه:
عادة قديمة عند أهل البادية وهي بالنسبة لهم شريعة وقانون وفي عرفهم هو قيام شخص بالأستيلاء على أبل شخص آخر .
كرهن في مقابل الحصول على حقه من هذا الشخص الذي يماطله في سداد دينه .وفي عرفه اذا ادعى رجل على آخر بحق ولم يذعن المدعي عليه لهذا الحق ورفض الجلوس عند قاضي مختص ( قاضي مال) للفصل في الدعوى أشهد عليه صاحب الحق المدعي بذلك أمام شهود من الناس في هذه الحاله أصبح من حقه ان يأخذ الوثاقة من أبل الشخص المدعي عليه أو من أبل قبيلته اما ان كان الخصم من نفس القبيله أشهد عليه أربع مرات متتاليه في اربع جلسات قبل ان يشرع في أخذ الوثاقة ومن شروط صحة الوثاقة ان توضع الأبل الموثوقة في بيت رجل معروف ولزم على من أحضرها ان يخبره اني وضعت هذه الوثاقة عندك كأمانه وهي لفلان بن فلان حتى يتم الفصل في الموضوع . واذا ادرك صاحب الأبل الموثوقة ابله قبل ادخالها بيت الرجل المندوب قاتل احدهما الآخر وقد تحدث مشاكل لا تحمد عقباها نتيجة الوثاقه وقد تتطور الاحداث لأن تتحارب القبائل لتلك النتائج . ومن العرف السائد والمعتاد عليه في البادية ان الهجن الأصلية لا توسق ما دام يوجد غيرها فاذا أخذت للوساقه جر صاحبها الى القاضي الزيادي ومن الهجن التي لا توسق هجن الضيوف . وهذه العاده ما زالت معمول بها في سيناء وقد سببت كثير من المشاكل بين القبائل وقد اندثرت في كثير من البلدان التي تتواجد بها كثير من القبائل .
عند الرومان: أجاز الرومان وساقة أولاد الأمراء الخاضعين لحكمهم والأحتفاظ بهم في روما عاصمة ملكهم , ذلك تأميناً لدوام صداقة هؤلاء الأمراء وقومهم من جهة , ولأجل تثقيف أولئك الأبناء الذين سيكونون أمراء أو ملوكاً في مستقبل الأيام وهي ثقافة رومانية بأمتياز.
عند الأنجليز: سار الأنجليز في اوائل احتلال الهند على طريقة الرومان ولكنهم عدلوا عنها بعد حين .
عند الفرنسيون: فقد ساروا عليها مع قبائل العرب الخاضعه لهم في افريقيا حتى ان سلطان احدى المقاطعات في اواسط افريقيا أرسل حفيده الى فرنسا في عام 1906م ليتعلم تعليماً عسكرياً
في مدارسها الحربية وليكون هناك كضمانة لدوام صداقة جده لفرنسا وقد اشترط أنئذٍ أن يمكث هذا هناك الى أن يتم تنفيذ التعهدات المنصوص عليها في المعاهدة , وأن يجازى الحفيد
( حتى ويقتل عند اللزوم) فيما اذا أخل جده بأحد الشروط.
وقد بعث الأنجليز بأثنين من أعيانهم الى فرنسا عام 1748م
ليكونا كضمانة لاعادة ( رأس بريتون) كما جاء في معاهدة اكس لا شايل ( aix la chapelle) وفي حرب 1870م أخذ الألمان وسايق كثيرة من الفرنسيين وكانوا في كل مدينة يختارون أعيان تلك المدينة وكبار موظفيها ليقوموا بهذا الغرض , وقصدهم تأمين تحصيل الغرامة المترتبة على تلك المدينة(1).
______________________________________
عارف العارف / القضاء بين البدو ص117/118
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق