أغلب ما يكتب في الأنساب في هذا الوقت انما هو النقل دون تحقق , وعدم مراعاة للأمانة العلمية فالبعض يبحث لنفسه عن صيت(لن يتحقق) , ويتحدث ويناكف بجهلٍ وكأنه علامة زمانه , ويطلق على نفسه القاباً المؤرخ والشيخ والنسابة وهو الواهم , ويعتقد ان قوله يقين , وقول غيره ظن , وقد قال الأمام الطبري رحمه الله ( أن أجرأ الناس على الطعن في الأنساب انما هم القوم الذين لا ينتهون الى محتدٍ شريف وأصلٍ منيف والا فالذي زكا مولده وطاب محتده يمنعه حرصه على نسبه أن يطعن بنسب غيره فيجر ذلك الرجل للمقابلة بأن يطعن به أيضاً فيأخذ بأقوال المخالفين في نسبه ويتبع عوراتٍ قديمةٍ وهذا من الجهل الفادح والحمق الفاضح وقد سرى هذا الداء في بعض من ينتمي الى الشرف من الجهلة لا غير فالعلماء العارفون في كل عصرٍ من الحق يقومون ويقعدون وبالحق يحلون ويعقدون).
فينبغي الحذر من بعض المدلسين والكذابين والوضاعين في علم الأنساب.
(1) قال الجزيري : في ذكر عربان الحمل : عربان بني عقبة وهم :
اللهب والبركات و ( المعاريف) والقنادلة وعبيد السعادين ومحملهم دون العشرين حملاً مفرقاً لضعفهم وتشتتهم وكانوا يحملون قديماً قدراً وافياً
{ الدرر الفرائد ج2 ص 13} .
(2) وقال : في تفصيل أعداد ما تحمله كل بدنة : ( بنو عقبة المعارف : أربعة , بنو عقبة البركات 5 أحمال )
{ الدرر الفرائد ج2 ص 21 }
(3) وقال الجزيري : في ذكر بدنات بني عقبة : ( وأما بدنات بني عقبة فمنهم المتاريك العوامره... المعاريف :
عربان الحمل , منهم موسى بن نصار) { الدرر الفرائد ج2 ص 131}.
قلت : يتضح من هذه النصوص ان ( المعاريف ) من بني عقبة لحاً ونسباً وأنهم من الفروع المهمة حيث كانوا
عربان الحمل في درب الحاج وينطبق هذا الأمر على السلالمه .
(4) قال الجزيري : ( المعاريف من لفيف بني عقبة )
{ الدرر الفرائد ج2 ص 119}.
وفي معجم اللغة : اللَّفِيفُ : ما اجتمع من الناس من قبائل شتَّى ، أَو من أَخلاط شتَّى ، فيهم الشَّريفُ والدنئ ، والمطيعُ والعاصي ، والقويُّ والضعيف : مجتمعين مختلطين . واللفيف : الجمع الكثير اذا كانوا مختلطين من كل نوع . وفي الصحاح : أي مجتمعين مختلطين . فقد قال الله تعالى في سورة الإسراء : ( فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا) و معنى كلمة لفيفا أي من شتى الأصول و المنابت و مثال على ذلك القول " جنات ألفافا " أي مختلفة في الأصول و متشابكة في الأغصان. وليس كما ذكر بعض الجهلة ممن يلوون عنق النص حسب أهوائهم وقولوا الجزيري ما لم يقله فهذا المعنى ليس التمييز بين الدخيل واللفوفة ,ما دام أن نصوص الجزيري تدل على انه نسابة فهل مجيب لهذه التساؤلات ؟؟.
هل نسب الجزي بني عقبــــــــــة؟
هل نسب الجزيري قبيلة العائــــد؟
هل نسب الجزيري قبيلة بلـــــي ؟
هل نسب الجزيري قبيلة جهينـــة ؟
هل نسب الجزيري قبيلة حــــرب ؟
هل نسب الجزيري قبيلة عنزه ؟ ...الخ
كل هذا يعني ان ما ذكره الجزيري خاص بعربان درب الحاج وخاصة أصحاب الأدراك منهم فلا ذكر عنده لقبائل الشرقية والقليوبية في مصر وشمال سيناء وبلاد غزة وغيرها من المناطق التي تجاور درب الحاج من القاهرة الى مكة وقد قال الجزيري : عن عادة أمير الركب الحجازي ... لا سار بالوفد ماراً على عربان مختلفة الأجناس كالعقبي والعطوي والحويطي وغيرهم . { الدرر الفرائد ج1 ص 209 } فهذا رأي الجزيري في أنساب جميع القبائل التي ذكرها في الأدراك فهم مختلفوا الأجناس ( بمعنى أصولهم مختلفة) .الباحث : اسماعيل بن عياد الترباني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق