موضوع هام للباحثين عن حقيقة ما ذكره الجزيري عن الترابين والقبائل الأخرى في كتابه الدرر الفرائد حيث قال:{ في الباب الثاني في امارة الحج الجزء الأول ص "209" عادة أمير الركب الحجازي ان يكون لخيامه من الأبهة والحرمة لانهسائر بالوفد مار على عربان مختلفة الأجناس كالعقبي ةالبلوي والعطوي والحويطي وغيرهم .} هنا يفهم لكل ذي لب ان عبارة " مختلفة الأجناس " بمعنى انهم من أصول مختلفة فلا تربطهم علاقة نسب وان عبارة غيرهم تشمل الترابين والوحيدات وأي قبيلة اخرى اتى على ذكرها الجزيري في كتابه الدرر الفرائد , فـ العلاقة التي تربط ( المعازة) بني عطية بالقبائل التي ذكرها في كتابه كالحويطات والترابين والوحيدات والأحيوات وبلي وبني عقبة ..الخ هي علاقة مجاورة في المنطقة للانتفاع من ذلك الدرك المسمى ( درك بني عطية ) وليس نسباً كما يروج بعض الجهلة الفرغ من العلم لذلك ما يروجون له هو عدم مطابقة الخبر للواقع وما طرأ على المجمع بعد خروج الترابين منه وقد أشار اوبنهايم في كتابه ( البدوص485) حين ذكر {هناك تقرير من عام 1548م يذكر معلومات هامة عن تركيب بني عطية وحسب هذا التقرير كان ينتمي لمجمعهم آنذاك الترابين والوحيدات والحويطات ولكن لا يجوز أن نستنتج من ذلك ان هذه القبائل تنتمي من ناحية النسب الى بني عطية ذلك ان حكايات الترابين عن نسبهم تثبت العكس كما ان حكايات الوحيدات والحويطات تشير الى ان زعمائهم على الأقل من أصل غريب وهذا الوضع جعلهم ينفصلون في وقت مبكر عن بني عطية ويشكلون مجمعات مستقلة وقد انتشر الحويطات شيئاً فشيئاً في تلك المنطقة وطردوا بني عطية من منطقة خليج العقبة}
وفي كتاب سيناء المدخل الشرقي لمصر نقل المؤلف عن بيركهارت وهينس حسب الجدول المرفق وما طرأ على مركز بني عطية في شبه جزيرة سيناء ان المعازة
( بنو عطية) و ( بلي) كانت تمتد أراضي هاتين القبيلتين في شبه جزيرة سيناء اكثر من امتدادها الآن ثم كان توسع قبيلة الترابين وتوغلهم في أراضي التيه وما الى شمالها وغربها حتى استطاعت ان تطرد أمامها هذه القبائل فأضطرت المعازة الى ان تهجر سيناء كلية مكتفية بتلك الغارات التي كانت تشنها من وقت لآخر على اراضي الترابين في سيناء وكذلك كان الحال في قبائل بلى التي انكمشت اراضيها كما انكمشت اراضي العيايده بنفس المؤثر فيما رأينا في سيناء انكماشاً كبيراً . وأثر ذلك في توزيعها الحالي في سيناء وخارجها نشير لنفس المصدر وما يلي نصه: ليس في سيناء الآن من المعازة أحد وانما مساكن المعازة في الديار المصرية الصحراء الشرقية بين النيل والبحر الأحمر من قرب حلوان الى طريق قنا والقصير أما أرض بلى في سيناء فتقع في مناطق محصورة قرب (قطية) ويسكن معظمها الآن في القليوبية وان كان منها عدد قليل يسكن بعض مديريات الصعيد.
قلت : وأن هذا مؤشر على ان القبائل في سيناء والتي ذكرها الجزيري في كتابه الدرر الفرائد والذي حمل البعض نصوصها ما لم تحتمل وتقول على الجزيري ما لم يقله صراحة هي من اصول مختلفه وقد اشار اوبنهايم لذلك في كتابه البدو في ص (485) حيث قال لا يجوز ان نستنتج من ذلك ان القبائل التي ذكرها الجزيري تنتمي من ناحية النسب الى بني عطيه وقد اشار ايضاً الجزيري في صفحه 209 في المجلد الأول (... عربان مختلفة الأجناس كالعقبي والعطوي والحويطي). فالقبائل في ذلك العهد قد حالف بعضها البعض وهم من اصول مختلفه والا فكيف يسمحون للترابين بطرد قبيلة بني عطية من كل سيناء في ظل صمت بعض القبائل التي يدعي البعض انهم من بني عطيه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق