طريقة صناعة الكحل العربي من حجر ( الأثمد)
طريقة صناعة الكحل العربي
يوجد الكحل في الأساس على شكل حجر يطلق عليه - الإثمد - ويعالج بإحدى الطرق التالية:
1- طريقة قديمة: وفيها يوضع حجر الإثمد على الجمر حتى يتفجر ويتناثر منه الحصى الناعم ثم ينقع في خليط من الماء والقهوة العربية لمدة 40 يومًا، ثم يصحن في الهون حتى تتفكك حباته ويتحول إلى مسحوق، ثم ينخل في قماش ناعم وبعد ذلك يعبأ في المكاحل ويكون معدًا للاستعمال.
2- وهناك طريقة أخرى وهي أحدث من السابقة ولكنها لا تختلف عنها كثيرًا، فالكحل يمر خلالها بالمراحل نفسها إلا أنه ينقع في مزيج من الماء وورق الحناء بدلًا من الماء والقهوة.
3- وتوجد طريقة ثالثة وفيها يوضع حجر الإثمد في خليط يطلق عليه «النجعة» مكون من ماء ورد وزعفران أو ماء ورد وماء لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر حتى يلين الحجر، ثم ينتشل من هذا الخليط، ويدق حتى يصبح ناعمًا كالبودرة، ثم ينخل كي يتخلص من الشوائب ويكرر ذلك أكثر من مرة حتى يصبح صالحًا للاستعمال.
ألوان الكحل
قد يتصور البعض أن اسم الكحل لا يطلق إلا على اللون الأسود فقط، ولكنه يطلق كذلك على مواد أخرى ذات اللون البنفسجي والقرمزي والأبيض والأصفر كما توصف الألوان الداكنة دائما بأنها كحيلة اللون أما الكحل الحديث والذي نستعمله الآن فهو مستخلص من أسود الدخان الذي يسمى «السناج» الذي يستخلص من احتراق قشر اللون أو نبات العصفر الذي يزرع بكثرة في الهند.
المكحلة والمرود
يسمي العرب الوعاء الذي فيه الكحل مكحلة لأن ما كان على وزن مفْعَلٍ ومِفْعلةٍ مما يعمل به.. وهو مكسور الميم، مثل: مِخْرَزٍ. ومبضع. ومسلة. ومزرعة ومخلاةٍ. إلا كلمات جاءت نوادر بضم الميم منها – مُكحلة التي أجمع أئمة اللغة والمعاجم على أنها الصواب. وتجمع المُكحلة على مكاحل. وهناك الْمِكْحَلُ والمِكْحَالُ: المِرْوَدُ – الميل من الزجاج - أو
- المعدن – يُكْتَحَلُ به.
أي أن المكحلة هي الوعاء الذي تحفظ فيه مادة الكحل وتكحل العين باستخدام - الْمِكْحَلُ أو المِكْحَالُ - مرود صغير من الخشب أو العاج أو الفضة وأحيانا من الزجاج وهذا المرود دقيق الأطراف يبل أولاً بالماء – ماء الورد – ثم يغمس في مسحوق الكحل، ثم يمرر بين الجفنين وليس شرطًا أن يكون المرود مصنوعًا من مادة الكحل نفسها أو العكس فقد تكون المكحلة مثلاً مصنوعة من العاج في الوقت الذي ينغمس فيها مرود من الخشب، وأحيانا ما تكون المكحلة قد تم صنعها من البلور الصخري، بينما مرودها من الزجاج وقد ينتهي المرود أحيانا بعد سطح الغطاء بشكل طائر أو حيوان أو نبات.
وقد أبدع الصانع العربي المسلم ومازال في ابتكار أشكال عديدة من القنينات الصغيرة – المكاحل – التي يبدو عليها الدقة والثراء في الصنعة ذاتها وفي تنوع الأسلوب المستخدم. وقد اكتسبت المكاحل أهمية كبرى في العصر الإسلامي من حيث الإضافات الجمالية والفنية التي أدخلت عليها كطابع مميز لهذا العصر والمتمثلة في الزخارف العديدة والعبارات المكتوبة المتنوعة، ويزخر المتحف الإسلامي في جميع البلدان الإسلامية بنماذج وفيرة، منها ما تم تصنيعه من الزجاج أو البللور الصخري أو السن أو العظم، أيضا منها ما هو مصنوع من الخشب
أو الفضة أو النحاس.
أول من اكتحل بالإثمد
قيل إن أول من اكتحل من العرب امرأة يقال لها اليمامة- زرقاء اليمامة - حيث كانت نساء العرب يحرصن على العناية بالعين والحواجب والتفنن في كيفية تدقيقها وترقيقها وزيادة مساحتها باعتبار أن ذلك من شروط الجمال الرئيسية تستخدم في ذلك مادة الكحل. وكانت نساء العرب تستخدم الكحل – بجانب التجميل – للوقاية من عين السوء – على حد زعمهم – بالإضافة إلى استخدامه لأمور نافعة مثل تحسين حدة الإبصار فقد كان هناك اعتقاد شائع قوي بأن الكحل يساعد على الشفاء من أمراض العيون ويدخل ذلك ضمن مجال الطب الشعبي، وقد أبدع الصانع العربي القديم في صناعة القنينات – المكحلة والمرود – إلا أنها بقيت بسيطة وبدائية حتى جاء العصر الإسلامي.
الكحل والمكحلة والمرود
في العصر الإسلامي
بصفة رئيسية فإن استخدام الكحل أمر مستحب وفقًا للإرشادات والتعاليم السلوكية المعروفة في الدين الإسلامي الحنيف.
وقد قيل: إن نوحًا عليه السلام وقومه كانت قد أظلمت عليهم أعينهم في السفينة من دوام النظر إلى الماء فأمروا بالاكتحال يوم عاشوراء، وهو اليوم الذي خرجوا فيه من السفينة وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ***** «من اكتحل بالإثمد لم ترمد عينه أبدًا».
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ***** «عليكم بالإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر».
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ***** «إن من خير أكحالكم الإثمد يجلو البصر وينبت الشعر».
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ***** «عليكم بالإثمد فإنه منبت للشعر مذهب للقذى مصفاة للبصر».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ***** «اكتحلوا بالإثمد فإنه يجلو البصر ويجف الدمع وينبت الشعر. وعنه أيضا: ***** «عليك بالكحل فإنه ينبت الشعر ويشد العين».
وعن ابن النعمان الأنصاري قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: ***** «اكتحلوا بالإثمد المروح فإنه يجلو البصر وينبت الشعر».
ويستحب الاكتحال للرجل والمرأة، والصغير والكبير، ومما يؤثر أن له تأثيرًا حسنًا في صحة الإنسان. وفي الروايات: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يفارقه في أسفاره وغيرها (المكحلة، مضافا إلى المشط والعطر والسواك وما شابه).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق