السامر ( الريحاني ) الدحيه - هنا الترابين

عاجل

مدونة تهتم بتراث وعادات وتقاليد قبيلة الترابين

السبت، 15 مارس 2014

السامر ( الريحاني ) الدحيه

 السامر ( الريحاني ) الدحيه ...



أشتهر الترابين بالريحاني وهو نوع من أنواع السامر وكان يقام في الأفراح كالزواج وختان الأبناء والمناسبات والأعياد والأنتصار في الحروب والشعراء ( البداعون)


عندما يشتبكون في ألالقاء والرد فيما بينهم يحاول كل منهم أن يفتخر بعشيرته فيسرد قصتها وافتخاره بنسبها وحروبها مع العشائر الأخرى وشجاعتهم وفروسيتهم وكرمهم ويفتخرون بخيولهم 
ويقولون شعرا في الغزل والرثاء والكرم وغير ذلك فالدحيه كانت تقام وما زالت في ظلام الليل الدامس بعيدا عن الأضواء 
فيصطف الرجال بشكل مستقيم ومنظم ويضربون على الأكف بما يشبه التصفيق ويرددون كلمة ( دحيوه) بشكل جماعي مما يلهب الحضور والبداعون الى أن تظهر أمامهم الحاشي ( الراقصه) فأما أن تكون بنتا أو امرأه وبشرط ان لا يظهر من جسمها أي شيء ويكون مستورا بالكامل بالعبائه السوداء من لون سواد الليل حتى يديها يجب ان تكون مغطاه ولا يسمح لها الا بثقب صغير ولعين واحده لترى بها في ظلام الليل الدامس كما يمنع على الرجال سواء المتفرجون او المصطفون مع البداعين من اشعال حتى السيجاره بعود ثقاب او خلافه وينذره الحاضرون لو فعلها بأطفائها او اخراجه من الساحه والأبتعاد عن مكان السامر وتحمل الحاشي في العاده سيفا وترقص به وتغرزه بالأرض بشكل عامودي ليكون حاجزا بينها وبين الرجال في حالة اقترابهم منها وأمهرهم من كانت ترقص وعلى رأسها ابريق من الفخار مملوء بالماء دون أن يقع منها او ينسكب منه قطرة ماء لآن الريحاني يتخلله حركات سواء القفز او الجلوس من الصفوف جهة الحاشي لأرباكها وبدورها تقفز للخلف للأبتعاد ثم تتقدم في حال رجوع الصفوف وكل ذلك على وقع الكلمات التي تقال من البداعون بشكل مبارزه شعريه بكلمات موزونه ذات معاني وفي أغلب الأحيان تكون المبارزه الشعريه بين شاعرين واحيانا اكثر وتجوز من شاعر واحد 
ما زالت هذه السامريات تقام عند الترابين حتى يومنا هذا توارثها الأبناء عن الآباء ولم يندثر الا ( الحاشيه) فهي غير موجوده في تقاليدنا الآن لأن كبارنا حرموها هذا بالنسبه لنا عشائر النعيمات وأعتقد معظم عشائر الترابين اندثرت تلك العاده عندهم!!!!

وقد اشترت عشيرة النعيمات النجمات بوجود كم من الشعراء الذين يشتهرون بهذا اللون من ( الريحاني) امثال الشاعر/ ابراهيم أبو مهاوش ( رحمه الله) من المسامحه وكذلك الشاعر/ محمد عزام من المسامحه والشاعر/ دخل الله الجرتلي ( رحمه الله)من فخذ مسلم والشاعر عبد الله ابو حرب من المسامحه وولده مجدي عبد الله ابو حرب... وغيرهم الكثير ومن النبعات اشهر شعرائهم الشاعر/ صباح الجهامات ومن الضوابحه الشاعر/ محمد ابو عزوم ومن نجمات الصانع ( أبو رواع) وغيرهم الكثير من الشعراء وهنا اردنا ان نسلط الضوء على هذا اللون الفلكلوري الجميل وهو من تراث الآباء والأجداد... 

وعلى الرغم من الاهميه الكبيره للتراث الشعبي في حياة المجتمع بصفة عامه حيث ان التراث الشعبي لا يتم التعرف عليه من قبل الباحثين الا بدراسة المجتمع بكل مكوناته او على الاقل التعرف على مدى تعبير هذه العناصر عن العلاقات والقيم السائده في المجتمع ومن ناحيى اخرى دراسة عناصر التراث التي تدخل في كل نسق من الانساق الاجتماعيه التي تؤلف البناء الاجتماعي وهذا يعني بالضروره فهم المجتمع ككل من زاوية فلكلوريه بحته فكل الشعوب لها عادات وتقاليد . فالتراث الشعبي ليس موضوع ثقافة طبقه معينه وانما الانسان عمومآ اثناء عملية حملة التراث في الجماعه التي ولد ونشأ فيها ويهتم دارسوا التراث بكل شيء ينتقل من الأب الى الأبن ومن الجار الى الجار ... الخ 

واليكم بعض مما قاله بعض الشعراء :

من أقوال الشاعر ابراهيم أبو مهاوش :
لو ألقى البداع اللي يواضب لأخلط قمحه بشعيره
من فضل الله وعونه ميزاني راجح كفكيره
البارح جاني بداع لليوم ماهو معروف مصيره

عبد الله ابو حرب ( ابو مجدي) أراد ان يتزوج للمره الثالثه عام 1974 وعرف ابن عمه البداع الآخر ابراهيم ابو مهاوش نيته وفي أحد الأفراح
تقابلوا اثناء السامر وكل منهم يعرف ما يدور بخلد الآخر وبدأ ( ابو مجدي) وقال:
جيت أدور جيت ادور بدور لي حاجه زينه
فرد عليه ابراهيم وقال:
والله حيرني عبد الله على صبحا ولا على زينه
ورد عليه عبد الله وقال:
ليش بتجيب سيرة الأصايل ريحتهن تفوح زي المجينينه
فرد عليه ابراهيم وقال:
لا تزعلن يا حبايب عز الكلام ولد حينه

للعلم المجينينه عشبه تنبت في اراضي السبع ريحتها طيبه كان الترابين ان ارادوا أن يوقضوا الطفل يقربوها لأنفه...

كان البداع يوظف كلماته في المناسبات التي لها تأثير في حياة الناس فكان يلتقف كل اشاره شارده أو وارده او حادثه هنا أو هناك وقيلت هذه الكلمات حين جاء ضيف لأحد الأشخاص المتواجدين مع النعيمات والرجل معدم وخجل ماذا يقدم لضيفه فذهب حسب العاده المتبعه قديما عند الترابين ( العدايه) فيأخذ من غنم جاره لميسره فذهب لمنطقة تسمى نقرة الطير بها الرعيان والحلال فلم يجد الا راعيات ولم يجد اي رجل معهم فرجع وقابله شخص من النعيمات بداع ولا يعرف ان عنده ضيف فسأله ايش اللي جايبك من نقرة الطير فقص عليه حكايته واعطاه من غنمه مراده وبدأ يرزع ويقول:

الضيف على غفرته وده لحم مجدوع

والعنز ردحت حسن واللي شرد جدوع

من نقرة الطير والعنز تردحهم

ماكسروا قرونها وسيوفهم معهم

جدوع ذيب الغنم ماهو خاين خيانه

بس العنز ردحت حسن من عرق.خصيانه.......

فضحكوا وتسامروا مع الضيف وكانت هذه من باب الفكاهه والمداعبه التي يمتاز بها البداعون
كان البداعون يمدحون المحلي ( راعي المناسبه) وهذه عاده محموده عند الترابين وغيرهم من القبائل ومن أقوال الشعراء

هذا بيت المفرح تشتي في حجاريه
مبروك فرح الجماعه والعقبه للعزابيه
والله من خاطر المعزب لأركض والرجل حفيه 
وعلى كيس المعزب لأركب واطوطح رجليه
عشان الذيب بن جهامه كبشين ودحيويه

ومن أقوال هؤلاء البداعون ( الشاعر/ دخل الله الجرتلي )

ولد يا راكب على زريقان عالغارب مركد شداده
لا تلعب في سامرنا روح بلا قراده
البدع لينا جديه ربي لا يقطع هالعاده
لا تتهور يا بناخيه الصيد وده ركاده
صرنا من ضرب المجفف زي الشايب على مركاده... نكتفي هنا ببعض مما قاله البداعين في هذا اللون من السامر وانشاء الله سيتم أصدار مجلد عن تراث قبيلة الترابين يحتوي القصائد كامله غير منقوصه !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق