الترابين ومقاومة نفوذ المملوكي علي بك الكبير حاكم مصر 1773م - هنا الترابين

عاجل

مدونة تهتم بتراث وعادات وتقاليد قبيلة الترابين

الأربعاء، 31 يناير 2018

الترابين ومقاومة نفوذ المملوكي علي بك الكبير حاكم مصر 1773م

{ الترابين ومقاومة  نفوذ المملوكي علي بك الكبير حاكم مصر 1773م }
قبيلة الترابين القرشية العدنانية , ذات شوكة ونفوذ يصعب على أفرادها الإنقياد لأي جهة كانت ,كما إن انتمائهم يكون للقبيلة وللعشيرة ونادراً ما يكون للعصبية غير ذلك , وكان لهم مقاماً حربياً عظيماً بين سائر القبائل , فالجميع يحاذرون صولاتهم لأنهم يحرصون على استقلالهم حرصاً شديداً , ويذودون عنه بكل قواهم , يتميزون بالالفة والاتحاد في مواجهة الاخطار , ولهم عادات وتقاليد وتاريخ ناصع عريق يمتد من فلسطين الى شبه جزيرة سيناء دونت في كتب التاريخ , ذكرهم المستشرق الألماني البارون اوبنهايم فقال : الترابين هم أقوى تجمع قبلي على الحدود الفلسطينية المصرية , وقال المفكر السياسي المصري الدكتور عصام عبد الشافي في دراسة بعنوان : 
{ العبثية السياسيى في إدارة قضية بدو سيناء } : فقال : " أما الترابين وهم جماعة هامة تاريخياً وحاضراً فهي في جنوب سيناء , ولكنهم موجودون في الشمال خاصة ضمن منطقة تمتد جغرافياً لتبلغ ما يسمى اسرائيل والضفة الغربية " ... الخ وعود على بدء فحديثنا هنا عن مقاومة الترابين لنفوذ علي بك الكبير حاكم مصر سنة 1773م حسب الوثائق والمراجع التاريخية. في عصر محمد علي بك الكبير كان للبدو نفوذ كبير في مناطقهم فأراد اخضاعهم فخضعت قبائل كثيرة لجبروته وبطشه وحملاته العسكرية للقضاء على نفوذ القبائل , وقد ألب كثير من القبائل على الترابين للقضاء على نفوذهم لاستأثارهم بالتجارة من ثغر السويس للقاهرة ومن السويس لحبرون " الخليل " وغزة , فاراد محمد علي القضاء على قوة الترابين الكبيرة الضاربة والتي شكلت موضع قلق لنفوذه , مما دعاه الى محاربتهم وتأليب العربان عليهم , فجرت بين الترابين والجند معارك عديدة في السويس وسيناء , اعتقل على اثرها " ابن جهامة " من مشايخ الترابين وتم قتل كثير من فرسان الترابين , فأتخذ الترابين استراتيجية حربية لتقليل الخسائر في صفوفهم , وهم يقاومون دولة يحسب لها ألف حساب في ذلك الوقت . فقام الترابين باستخدام اسلوب الكر والفر اثناء الاغارة على الجند فأوقعوا فيهم الخسائر , فكان قسم منهم يترك أراضي مصر ليلتجأ الى الجنوب الفلسطيني ويتمترسون في الجبال على الحدود الفلسطينية المصرية والقسم الآخر يتفرق مؤقتاً في أرض التيه الى أن تسنح الفرصة للاغارة والعودة من جديد الى مصر , ورغم البطش والخسائر التي تعرضوا له , الا انهم استطاعوا الصمود في وجه علي بك الكبير , وقد تعرضوا لجنده في كثير من الأوقات والحقوا بهم الخسائر , وهددوا طرق التجارة , وقد نجحت سياستهم تلك في البقاء , مما اضطر علي بك الكبير لمفاوضتهم لتنعم طرق التجارة بالآمان وكان للطرفين ذلك . الباحث : اسماعيل بن عياد 


  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق