مكتبة غزة الإسلامية وتاريخها من سنة 554-1353 هجرية - هنا الترابين

عاجل

مدونة تهتم بتراث وعادات وتقاليد قبيلة الترابين

الثلاثاء، 17 أكتوبر 2017

مكتبة غزة الإسلامية وتاريخها من سنة 554-1353 هجرية


{ مكتبة غزة الإسلامية وتاريخها من سنة 554-1353 هجرية }
تفنى البراية ويبقى بعدنا رسم .. فيكتب الدهر تاريخاً من الأمم

كانت أمة اسلامية وكان ملوك المسلمين وأمراءهم يغارون على مصالحها , ويتفقدون شؤونها بأنفسهم لو بعدت عن عاصمة ملكهم أم قربت يحييون ما يندثر من آثار عظمة اسلامها ويزيدون ما يترك لهم طيب الذكر , وأحسن الأثر من عمران مساجد وبنيان مدارس ودور علم ..الخ والذين اعنيهم بكلمتي امراء المماليك في مصر ,يقول مؤرخ الملك الصالح أيوب رحمه الله من جملة ما هدمه قلاوون من المكتبات والمدارس مكتبة أنشأها الملك الظاهر بيبرس بغزة بجوار المسجد العمري الكبير وأمدها بمدرسة ومستشفى ومتنزه وكانت المكتبة تحوي نيفاً وثلاثين الف كتاب في مختلف العلوم والفنون , وكانت ذات اربع غرف وايوانين فسيحين للمطالعة بينهما حديقة صغيرة وكان للمكتبة نظام فريد وكانت تسمى مكتبة الظاهر إلا أن قلاوون زعم ان جوارها قرب المسجد يعكر صفو المصلين وبنى مكاناً لها قرب ابي العزم ومقام علي بن مروان وقد تكون البناية هي مقام علي بن مروان ذاته ونقلت اليها الكتب وأطلق عليها اسم مدرسة المنصور قلاوون ومكتبته , وظلت هذه المكتبة معمورة الى ان انتهى ملك قلاوون وولده خليل وابن اخيه وباقي اخلافه , حتى ولي الأمر الملك العادل قاتباي وهذا اراد ان ينتقم للملك الظاهر من قلاوون في آثاره ومخلفاته , لكن رجال بطانته منعوه واشاروا عليه ببناء مؤسسات اخرى بإسمه وإصلاح ما فسد , من عناصر الألفة بين الملك والرعية , واول ما وصل قاتباي غزة وكان حاكمها يومئذٍ ماهان بن عيسى بن ماهان وهو كردي من سلالة صلاح الدين الأيوبي وماهان نصح قلاوون بإعادة المكتبة لغرب المسجد اذ ان ذلك هو الأنسب , فأعاد نقلها الى المكان المعروف عند أهل غزة بالمدرسة وهو وقف قديم لآل الغصين بغزة , ثم أمر قاتباي ببناء مكتبة أخرى في المسجد العمري نفسه , وأنشأ طرقاً قرب باب قلاوون الشمالي , وجهزها بمصاحف وكتب نفيسة , ومدرسين , وظلت عامرة حتى احتلال نابليون , والتاريخ اعلم بما جرى يومئذٍ , وتفرقت الكتب والمخطوطات القيمة ونالت مكتبات باريس والقاهرة منها قسطاً وافراً عظيماً , وجاء ابراهيم باشا المصري وساعده شيوخ غزة وشبابها في غزواته , واذا عاد الى مصر بعث لغزة علماء أحيوا ما خرب في المدينة , وأعادوا تأسيس المكتبة داخل المسجد في الغرفة الشمالية الملاصقة للساعة الرملية , فرجعت معمورة بالكتب النفيسة ويدرس بها اللغة والفقه والأصول والمنطق وعلوم الكلام والبيان والعروض والبديع والشعر , وممن درس بتلك المكتبة شيوخ أفاضل من آل السقا والحسيني وشعشاعة والنخال والفقير ..الخ , ثم بعد ذلك سرت عادة اقتناء المكتبات الخاصة بسبب ما صار من احداث , فضعفت المكتبات العامة ومن جملتها مكتبة المسجد العمري والمكتبة الاسلامية بغزة وظلت كذلك حتى سني الحرب الكبرى , وبعد الحرب تضررت المكتبات بفعل المقذوفات فوجدت كتباً محروقة وسرق بعضها فهيأ الله اناساً من ذوي الفضل تنبهو لشأن المكتبة أنظار سماحة المفتي الأكبر فبعث هداه الله بكتب قيمة اودعت خزائن المسجد , وفي العهد الأخير قام الطباع باحياء ماضي غزة وتنظيم المكتبة الإسلامية واصبح مديراً لها والمكتبة الاسلامية الآن بالغرفة الموالية للباب الكبير الغربي وبها الآن مصاحف مخطوطة وتفاسير وكتب علمية وتاريخية واجتماعية وأدبية كثيرة ابرزها ما أهداه المجلس الإسلامي الأعلى وما تكرم به فضيلة الاستاذ عثمان الطباع مديرها والمحسن الكبير السيد أحمد حلاوة الذي أخذ على نفسه تقديم كتب بما قيمته اكثر من ثلاثين جنيهاً فلسطينياً , وقد جهز في المكتبة متحفاً متواضعاً في فناء المكتبة وشواهد تاريخية , وقد نظمت بنظام الجامع الوافي وترتيب الكتب وسهولة تناولها وكل ذلك عائد لتكريس فضيلة الشيخ عثمان نفسه واوقاته وهو من المؤرخين المطلعين على التاريخ وقد نضم قائمة باسماء المتبرعين وانواع كتبهم وسجل مرتب يحوي معلومات مفيدة عن الكتب ومؤلفيها وهوامشها وحواشيها وفي المكتبة سجل ذهبي لتدوين ملاحظات الزائرين للمكتبة . {اسماعيل بن عياد الترباني}


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق