الأحلاف والتداخل بين قبائل العرب - هنا الترابين

عاجل

مدونة تهتم بتراث وعادات وتقاليد قبيلة الترابين

الثلاثاء، 4 أكتوبر 2016

الأحلاف والتداخل بين قبائل العرب

إن الأنساب لا يتقنها ويحسن فنها إلا من كان ملماً بارعاً تقياً ورعاً أما المرتزقة اصحاب الأهواء فهؤلاء أرائهم وأقوالهم إلى مزابل التاريخ , نستهل في معرفة حقيقة ( الأحلاف والتداخل بين قبائل العرب ) قال إبن حزم الأندلسي ( 384-456هـ ) ما نصه : " جميع قبائل العرب راجعة إلى أب واحد سوى ثلاث قبائل وهي : تنوخ , والعتق , غسان فإن كل قبيلة منها مجتمعة من عدة بطون " فقد بين لعهده حال بعض القبائل التي تكوينها أساساً من عدة تحالفات , وقد قال القلقشندي في نهاية الأرب ما نصه : " قد ينضم الرجل الى غير قبيلته بالحلف أو الموالاة فينتسب إليهم فيقال حليف بني فلان أو مولاهم كما يقال في البخاري الجعفي مولاهم ونحو ذلك .. إذا كان الرجل من قبيلة ثم دخل في قبيلة أخرى جاز أن ينتسب إلى قبيلته الأولى وأن ينتسب إلى القبيلة التي دخل فيها وأن ينتسب إلى القبيلتين جميعاً مثل أن يقال التميمي ثم الوائلي أو الوائلي ثم التثميم وما الى ذلك " الأحلاف على ثلاثة اصناف وهم : 
1. حلف المشيخة : وهو أن تكون جماعة أو عائلة تتولى زعامة ومشيخة قبيلة معينة فقد تكون من نسب رفيع من أكارم العرب أو من قريش أو بني هاشم , وفي ذلك أمثلة كثيرة مثلاً زعامة أسرة السعدون من آل شبيب على قبائل المنتفق في العراق . 
2. حلف الجيرة : وهو أن تسكن بطون من قبائل مختلفة متقاربة في السكن فيعمم عنوان القبيلة الأكبر على البطون الصغرى فتحسب عليهم وذلك كمثال دخول بطن " اللهيب " من قبائل الجبور الزبيدية في قبائل الأسلم الشمرية الطائية .
3. حلف الراية : وهو أن تجتمع بطون مختلفة الأنساب تحت راية معينة مثل قبيلة الظفير فنجد مثلاً بني حسين الأشراف وبطون من بني لام وأخرى قحطانية تنضوي تحت راية الظفير . ولذلك في حالات عدم الإستقرار والفتن والمحن تتداخل البطون المختلفة مع بعضها البعض فيصعب على الناظر تمييزها فيلقي بالظن حسب ما اتضح له فمثلاً عندما قال الجزيري في الدرر الفرائد (ج1ص209) " لأنه سائر بالوفد مار على عربان مختلفة الأجناس كالعقبي والبلوي والعطوي والحويطي وغيرهم " فهو هنا أكد علامة واضحة في إختلاف الوضع النسبي في حين أنه في موضع آخر شمل بعض البطون الى بني عطية التي ميزها عنهم , فتلقف بعض المزورين قوله بانتقائية  وأهملوا قوله الدسم في انهم مختلفوا الأجناس لغاية في نفسه ونستذكر ما قاله نسابة الجزيرة عاتق بن غيث البلادي الحربي في مثل هذا الموقف " إن علم النسب في القبائل المتخالطة في السكن وفي الجوار أو المتحالفة لا يعرف حقيقة نسبها مضبوطاً سوى ابن البيئة المقيم لا الرحالة المتنقل أو العابر كـ ( الجزيري ) وقد ذكر المستشرق اوبنهايم في كتابه البدو حين كتب عن قبيلة بني عطية الكريمة واشارالى ما ذكره الجزيريمن اخطاء في كتابه الدرر الفرائد قال ما نصه : " هناك تقرير من عام 955هـ - 1548م يذكر معلومات هامة عن تركيب بني عطية حسب هذا التقرير كان ينتمي لمجمعهم آنذاك : الترابين والوحيدات والحويطات والأحيوات ولكن لا يجوز ان نستنتج من ذلك أن هذه القبائل تنتمي من ناحية النسب الى بني عطية , ذلك ان حكايات الترابين عن نسبهم تثبت العكس , كما ان حكايات الوحيدات والحويطات تشير الى ان زعمائهم على الأقل هم من أصل غريب , وهذا الوضع هو الذي جعلهم ينفصلون في وقت مبكر عن بني عطية ويشكلون مجتمعات مستقلة , ورغم ان كتاب الجزيري الدرر الفرائد كان في متناول جميع الباحثين والمستشرقين في ذلك الوقت فلم يعتمده كثير من المؤرخين في نسب القبائل كنعوم بك شقير وعارف العارف وغيرهم الكثيرمن المؤرخين والباحثين  , فهناك فرق في أن يقول المؤرخ أو الشاهد أن القوم الفلانين من القبيلة الفلانية فهذا معنى يحمل ثلاث احتمالات وهم :
 1. إتصال نسبي أي أنهم من بطونهم 
2. حلف معين لفترة زمنية معينة 
3. داخلون في رايتهم وحمايتهم 
فالأتصال النسبي يتحقق في التوريث بأن القوم المعينين متسلسلسن نسبياً لعلم من الصلب القبلي المعلوم , والحلف علاماته الجيرة أو المشيخة أو الموالاة أما الراية فهي تختلف في الضم والانسحاب حسب الأزمنة والظروف المختلفة . الموروث من أهم العلامات في النسب لأنه ما يتناقله الأبناء عن الأباء عن الأجداد في ارتباط النسب والوشيجة النسبيه ولأي بطون العرب هم فالكل ينقل الحقيقة مهما كان العنوان لأن الثابت ان العرب متداخلة فيما بينها بل لا تكاد قبيلة تخلو من الأحلاف وأحياناً نجد في البطن والفخذ بل والأسرة أحلافاً , إن قبيلة الترابين القرشية  كحال أي قبيلة من قبائل العرب فيها أحلاف ودخلاء ومن أهل الحرف ومن الموالي ولذا فمن يقول أنه ( جذامي أو عطوي أو بقمي فهو كذلك ) يعني انه حليف لقبيلة الترابين المجمعة على أن نسبها متصل في قبيلة قريش وقد بينت ذلك في بياناتها ووثيقة مشايخها وإن لم تحدد أي بطن في قريش . فالعشرات من المصادر المعتبرة ذكرت قرشية الترابين , ختاماً إن النص إن لم يكن جازماً ذو بينة فهو لم ولن يصل لمرحلة اليقين وعلى اثر ذلك فإن التعامل مع النصوص لا يكون من خلال المرتزقة والجهال ممن يتمايلون حسب مصلحتهم بل من المختصين من الأكاديميين والباحثين الثقاة الذين لا يخشون في الله لومة لائم . 












ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق