غزوة الحويطات الأخيرة في العراق سنة 1927م - هنا الترابين

عاجل

مدونة تهتم بتراث وعادات وتقاليد قبيلة الترابين

الاثنين، 24 أكتوبر 2016

غزوة الحويطات الأخيرة في العراق سنة 1927م


غزوة الحويطات الأخيرة في العراق في 25 حزيران سنة 1927م 


نقلت صحيفة الأهرام المصرية في عددها الصادر في 25 حزيران سنة 1927م الخبر التالي : راجت منذ أكثر من شهر اشاعة مفادها ان قبيلة الحويطات عازمة على غزو القبائل المتاخمة لها , وقد تحققت الأشاعة في هذا الأسبوع فأجتازت قبيلة الحويطات الحدود وهاجمت في أراضي العراق القبيلتين السوريتين السباع , وفدعان اللتين كانتا ترعيان مواشيهما في العراق ودمرت خيامهما في " وادي القحيمي " بالقرب من نهر الفرات وقد أخفقت في هجومها على قبيلة السباع الا انها تمكنت من الأستيلاء على جمال كثيرة للقبيلة وفرت بها , ولما اتصل الخبر بالحكومة العراقية أصدرت الأوامر الى السيارات المدرعة والطيارات , للحاق بالفارين , فسارت تلك القوة الى الرطبة لقطع الطريق على الغزاة وفي اليوم التالي اكتشفت الطيارات مقر المعتدين في مكان يبعد مسافة 15 كيلو متراً عن بئر " ملوسة " الى الشرق , وفي الحال اسرعت السيارات المدرعة للحاق بهم وفي صباح 12 منه تمكنت من قطع الطريق عليهم , ولما شاهد العربان ما حل بهم , سلموا بدون مقاومة , وقبضت القوة على 250 جملاً من المنهوبات واعتقلت الزعيمين ابن أبو تايه وصايل بن عبطان أبو جازي , وستعاد الجمال المنهوبة الى اصحابها من قبيلة فدعان وهم الآن سائرون الى المطير لأستعادتها , نقول قبيلة الحويطات من قبائل الشرق العربي وأقامتها دائماً بين اللجون والقطرانة وجرف الدراويش ومعان وحوالي تلك المنطقة في أكثر الأوقات , وفي الشتاء تنزل وادي السرحان لاحقة الكلأ والدفء والمرعى للأباعر , وهي مشهورة بشدة البأس وقوة المراس , وقد ذاع صيتها في الحرب العامة بحروبها مع الجيش العربي ضد الأتراك بقيادة جلالة الملك فيصل بزعامة المرحوم الشيخ عودة ابي تايه كما عرفت في الأعوام الأخيرة بالغزوات التي قامت بها ضد الأخوان من العشائر التابعة لنجد , وقد كانت هذه الغزوات بقيادة شيخ مشايخها حمد بن جازي فنهبت الوفاً من نوق الأخوان الذين غضبوا وتحفزوا للثأر , ولكن حكومة نجد والشرق العربي تداركتا الأمر بالحكمة فعقدتا مؤتمر أريحا في الشتاء الماضي لتصفية الحسابات بين عشائر الحكومتين فطالبت نجد بالمنهوبات التي نهبها الحويطات وبعض من بني صخر , وطالبت حكومة الشرق العربي بالمنهوبات وبالدماء التي اريقت في حملتي الأخوان على الجيزة والقسطل وأم العمد وغيرها من منازل بني صخر , وتلك الحملات التي قتل فيها من المزارعين الفلسطينيين ما يزيد عن ثلاثين شخصاً ولم يطالب أحد بدمائهم للأسف , وكان يجدر بأن يدخل مندوبو فلسطين في مؤتمر أريحا كشخص ثالث في الدعوى للمطالبة بدماء قتل المزارعين وطلب الدية والتعويض لعائلاتهم الفقيرة , ولم يسفر المؤتمر عن نتيجة حاسمة.. والحويطات ينقسمون الى قسمين في الحالة الحاضرة , فريق بزعامة الشيخ حمد بن جازي وآخر بزعامة محمد ابي تايه نجل المرحوم الشيخ عودة ابو تايه , ومحمد هذا شاب لا يتجاوز السابعة عشر من العمر , وهو شجاع جداً كأبيه , وقد كان يغزو وهو في العاشرة والحادية عشرة من عمره , وكان في تلك السن يفخر على أبيه قائلاً : " أنا أفرس منك يا بوي " فكان يجيبه ضاحكاً " ما تخسا يا وليد " أي " أخسأ " أو " لتخسأ " ولعودة أبي تايه بيت عظيم طوله نحو مايتي متر يجعل قسماً منه للضيوف , وقسماً للمدافع والرشاشات , وقسماً للمطبخ , والأقسام الأخرى للعيال والخدم , وابن جازي هو شيخ مشايخ الحويطات مشهور بالشجاعة , مقدام يجازف , وقد سلم علينا في القدس قبل سنتين بيد فقدت عدة من اصابعها وعهدنا به صحيح اليد فسألناه عن الخبر فقال : " طارت الأصابع في الحروب " الأخيرة مع الأخوان , وقد كان أشد الناس ولاء لحكومة الشرق العربي التي كان أكبر تعويلها على الحويطات وبني صخر وبعبارة أصح على شخص حمد بن جازي ومثقال الفايز زعيمي القبيلتين , ثم شاءت سياسة بيك باشا وغيره أن تحكم بالسجن على حمد ومثقال لأسباب تافهه فنفرتهما , فشرق مثقال حتى وصل نجد وقابل جلالة الأمام ابن سعود , والتجأ ابن جازي الى الصحراء , وتمترس فيها , فهو لا يستطيع ايغالاً في الصحراء لئلا يقع في أيدي الأخوان , ولا نكوصاً للوراء فيزج في سجن معان . 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق