في السابع من شباط من عام 1920م كانت بئر السبع على موعد مع عاصفة ثلجية من البرد واكثر هطول مطري سجل في تاريخها وسميت هذه السنة عند عربان بئر السبع بسنة ( الثلجة ) واكتست قمم الجبال باللون الأبيض وكثير من السهول ولمدة خمسة أيام متتالية , ووصل سمك الثلوج في بعض المناطق من 8-10سم وتقطعت السبل برعيان القبائل في جهات الخليل وفي وادي الصرار وغيرها من المناطق وحوصر الرعاة داخل الكهوف مع قطعان الماشية ونفقت اعداد كبيرة منها فالثلوج غطت جميع المدن الفلسطينية , حيث أصبح قضاء بئر السبع جزيرة معزولة تماماً عن باقي المدن الفلسطينية فقد اغلقت الطرق جميعها واستمر اغلاقها لمدة الأسبوعين واصبح القضاء اشبه بالبحيرة من غزارة الأمطار ونزول البرد فأكتسى قضاء بئر السبع بالحلة الخضراء بعد تلك الموجه ,واخصبت اراضي القبائل ايما خصب فلا تكاد ترى موطيء قدم في الجبال والسهول والوديان الا وتشاهد الخصاب في كل مكان فكان موسم الشعير والحنطة يزيد عن حاجة فلسطين والمناطق المجاورة مجتمعة فتم تصدير مئات الآلاف من الأطنان لبريطانيا وفرنسا وكثير من الدول المجاورة فوجهت حكومة الإنتداب أول ضرباتها الى العرب في القضاء في تلك السنة ( سنة الثلجة ) واشتطت الحكومة في التعسف بالاعشار ايما اشتطاطها حتى انتهت المشادة بين العرب ورجال المالية التابعين لحكومة الإنتداب بأحداث دامية قتل على اثرها رجال المالية وافراد من البوليس وسجن على اثرها العديد من مشايخ العربان الذين حرضوا قبائلهم على العصيان وعدم دفع الزيادة في الإعشار فرضخت الحكومة خوفاً من هيجان افراد القبائل المسلحين .( اسماعيل بن عياد الترباني )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق