طريق بئر السبع - العريش
بعد انتهاء سلطة الإنتداب البريطاني من طريق العقبة - بئر السبع وتزفيتها واقامة المتاريس في بعض جهاتها وانشاء المخافر وتحصين قلعتها , بدأت بالشروع في تعبيد طريق بئر السبع- العريش مروراً بعسلوج الى عوجا الحفير , وهي من قرى قضاء بئر السبع القريبة من الحدود المصرية- الفلسطينية، إذ لا تبعد عن الحدود إلا مسافة ثلاثة كيلومترات , وفي الحرب العالمية الأولى كان للعوجا شأن كبير، لوقوعها على الطريق المؤدية إلى قناة السويس , نشأت العوجا حفير على وادي العوجاء، أو الأعوج الذي يبدأ من جبل رأس الرمان وينتهي في وادي العريش وقد قامت سلطة الإنتداب بترميم الجسور العثمانية التي كانت قائمة على وادي العوجا ووادي العريش وهدف الإنجليز من وراء فتح هذه الطريق الجديدة ربط فلسطين بـ مصر بطريق سريعة للأستخدام المدني والعسكري لتخترق صحراء سيناء وتم الانتهاء من تلك الطريق في سنة 1935م وقامت بتزفيتها تحت اشراف ادارة الاشغال العامة في القدس ونفقاتها من خزينة الحكومة , وتم انشاء مخافر للهجانة ونقاط مراقبة من الجند لحراسة تلك الطريق الهامة وقد اكتسبت قرية العوجا حفير أهمية كبيرة لوقوعها قرب الحدود من جهة، ولسهولة اتصالها بكل من بئر السبع والعريش بطريق معبدة من جهة ثانية. وكانت لعوجا الحفير , أهمية في القرن الماضي أيضاً عندما استعملت محطة للحجاج على طريق الحج المصري – الشامي لتصل بين غزة والعقبة، وكانت تستخدم ايضاً كـ طريق لقوافل الحجيج المسيحي القادم من الشام لـ " دير سانت كاترين " . ذكرها كثير من المستشرقين. لكن أهمية هذه الطريق انتهت في أواخر القرن الماضي , وهذه الطريق التجارية استخدمت في العهد العثماني من قبل قبائل بئر السبع وقبائل سيناء وأهالي العريش حيث يجلب التمر من العريش التي كانت الى وقت قريب اعظم سوق مصدرة للتمور , وتجلب بعض الماشية والأبل من سيناء أيضاً ويجلب تجار سيناء وأهالي العريش من قضاء بئر السبع في ذلك الوقت الحبوب كالشعير والقمح , الذي يشتهر القضاء بانتاجه وتصديرة لدول الجوار , وهناك صلات قربى تربط بعض القبائل بعضها ببعض من التي لها امتداد قبلي في سيناء كقبيلة الترابين والتياها والعزازمة .( اسماعيل بن عياد الترباني )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق