من الثروات الطبيعية في قضاء بئر السبع الكبريت 1930م

الثروات الطبيعية في قضاء بئر السبع :

هي كافة العناصر الموجودة في الطبيعة، سواءً في الهواء، أم الماء، أم التربة، أم النباتات، وتعدّ جزءاً من أجزاء الحياة الرئيسيّة، والتي يعتمد عليها الإنسان بشكل مباشر في الحصول على العناصر الأساسيّة الخاصة بالبقاء على قيد الحياة، من طعام، وماء، وهواء، وأُطلق عليها مسمّى طبيعيّة؛ لأنه لا يوجد للإنسان أي دور بوجودها، وخلقها الله تعالى حتى تكون وسائل مساعدة على استمرار الحياة على الكرة الأرضيّة.

-     

   ( أ ) :  الكبريت :

اكتشف سكان قضاء بئر السبع  الكبريت منذ زمن  طويل  , واستغل البدو الكبريت بشكل واسع كمادة أولية لذخيرة بنادقهم , وعلاج أمراض حيواناتهم الجلدية ولكن تلك المناجم في المنطقة بحجمها التجاري لم تكن قد اكتشفت قبل عام 1930م  , فأكتشف منجم للكبريت ايضاً بالقرب من غزة في نهاية العشرينيات من هذا القرن ولكنه لم يستغل حتى عام 1930م  حين تأسست لأستغلاله شركة عربية هي شركة الكبريت التي ما لبثت أن توقفت عن العمل في عام 1940، بسبب تكاليف استغلاله الباهظة. ويقع المنجم المذكور على بعد 11 كم إلى الجنوب من مدينة غزة ويعرف حتى اليوم باسم مقالع، أو محاجر، الكبريت في ارض تدعى تخابير الوحيدي بجانب ارض تدعى المخمة , وهناك منجم آخر للكبريت في فلسطين يقع في وادي عربة بالقرب من ملتقى (وادي جرافي)  بوادي عربة جنوب جبل أبي شفاعة. وكبريت هذا الموقع قليل القيمة الاقتصادية لانخفاض نسبة تركز الكبريت فيه وكون الاحتياطي قليلاً على شكل عدسات ضمن صخور السينوماني , ولكن الاكتشاف الأهم كان في قضاء بئر السبع  في منطقة ( المشبة ) (1) اخذ امتيازها هذا رجل انجليزي يدعى ويليامز بعد جهود عظيمة قام بها , فأقامت عليه شركت الأملاح اليهودية دعوى بحجة انها تقدمت عليه بطلب الأمتياز فردت دعواها فقام المستر ويليامز مدير مناجم الكبريت التي اكتشفت مؤخراً في قضاء بئر السبع يطرح اسهم الشركة للاكتتاب فاجتمع مع تجار نابلس الذين اكتتبوا بالف وثلاثمائة سهم وقد وعد المستر ويليامز وبترو افندي الطرزي الذي يرافقه بعقد اجتماع كبير مع تجار طولكرم واغنيائها للبحث معهم في هذا الموضوع واظهار محاسن هذه الشركة التي تبيع كل سهم بجنيه واحد وربحها محقق لا شك فيه , مما دعى شركة قرمان وديك وسلطي المصنعه للدخان في ذلك الوقت ان اقترحت ان يتم انشاء مصنع للكبريت يديره المذكورين وهم وجميع المتمولين العرب وهو تأسيس مصنع وطني للكبريت يغني البلاد عن استعمال الكبريت الاجنبي على اختلاف انواعه , فتأسست الشركة في تلك السنة لاستثمار مناجم الكبريت الغنية التي اكتشفت مؤخراً وزيادة رأس مال الشركة من 12500 جنيه الى 25 الف جنيه فلسطيني وكانت المساهمة في هذه الشركة قبل الآن لا تكاد تذكر وكانت مقتصرة على اصحاب رؤوس الاموال الانجليز ولكن في المدة الاخيرة ساهم فيها عدد كبير من الوطنيين المعروفين في نابلس ويافا ومساهمة سكان فلسطين في تلك الفرص الاستثمارية في ذلك الوقت واغتنام هذه الفرصه والمساهمة بهذا المشروع لئلا تفوت هذه الفرصة كما تم تفويت فرص كانت في مشاريع كثيرة قبله.

 ____________________________________________________________________

(1) : المشبة : من املاك حسنات أبو معيلق على بعد سبعين كيلو متراً من بئر السبع للشرق 

.