إشتدت الأزمة في شمال سيناء اشتداداً يصعب وصفه على المزارعين بعد أن هبت على المزروعات عاصفة هوجاء من الرياح الشديدة اكتسحت الرمال من تحت سنابل الحبوب وتعرضت جذور المزروعات الى ضربات الشمس المحرقة فأماتتها بين عشية وضحاها ولكن الأهالي تضرعوا بالصبر مؤملين ان موسم صيد طائر السمان ونتاج تخيلهم سوف يعوضان عليهم ما افقدتهم اياه تلك العاصفة ’ وقد انتصف موسم صيد السمان والصياد لم يصطد ما يسد قيمة ايجار قطعة الارض التي اقام عليها شباكه وقد زاد الطين بلة ان امتلاءت العريش باشاعة خطرة عن محصول البلح فحواها ان حكومة فلسطين قد قررت منع بلح سيناء من الدخول الى اسواقها اسوة بما فرضته الحكومة المصرية في عهد الحكومة الصدقية من الضرائب على الأثمار الفلسطينية وهذه كانت اشاعة خطيرة وتنفس تجار العريش الصعداء بعد ان قام تجار بئر السبع بالقدوم للعريش والاتفاق على شراء كميات كبيرة جداً من البلح والذي سوف يصلهم طازجاً غير تالف لقرب المسافة بين قضاء بئر السبع والعريش , بعد أن رفعت دائرة الزراعة الحظر على استيراد الثمار المصرية بعد الخلاف الذي حصل بعد منع السلطات المصرية من ادخال البطيخ والبرتقال للأسواق المصرية ,وكانت دائرة الزراعة اصدرت الاوامر اللازمة لمنع ادخال البلح المستورد الى فلسطين من الخارج وقد سمحت اخيراً دائرة الزراعة باستيراد هذا الثمر , ولكن بعد التأكد من خلو كل ارسالية منه من الآفات الزراعية , فجاءت شحنة من بلح العريش عن طريق السكك الحديدية لقضاء بئر السبع , فالمسافة بين قرية العوجا حفير الفلسطينية وبين العريش تبلغ 125كم وبينها وبين القصيمة 67 كم وبين العوجا الحفير وبئر السبع 77كم فالمسافة بين قضاء بئر السبع والعريش هي 202كم .
. 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق